المؤلفات » التوحيد عند مذهب أهل البیت (علیهم السلام)

الفصل السادس عشر

أسماء اللّه تعالى

معنى وأقسام الاسم
الهدف من وجود الأسماء لله تعالى
أسماء الله الحسنى
إحصاء أسماء الله تعالى
خصائص أسماء الله تعالى
توقيفية أسماء الله تعالى
بيان أسماء الله ومعانيها


الصفحة 373

الصفحة 374

المبحث الأوّل

معنى وأقسام الاسم

معنى الاسم :

الاسم كلمة تدلّ على معنى تام غير مقيّد بزمان(1).

والأسماء: ألفاظ حاكية عن مسمّاها الخارجي(2).

أقسام الاسم :

يؤخذ الاسم من عدّة جهات، منها:

1 ـ يؤخذ من الذات بنفسها: كزيد وعمر، ومن قبيل لفظ الجلالة "الله".

2 ـ يؤخذ من جزء الذات: كالجسم للإنسان، وهذا القسم محال على الله تعالى; لأنّه ليس له جزء.

3 ـ يؤخذ من وصف الذات (الوصف الإيجابي): وهو الاسم الدال على الذات الموصوفة بصفة إيجابية معيّنة، كلفظ "العالم"، فإنّه اسم يدل على ذات متّصفة بالعلم.

4 ـ يؤخذ من وصف الذات (الوصف السلبي): وهو الاسم الذي يطلق على الذات باعتبار عدم اتّصافها بالصفة السلبية، كلفظ "القدّوس"، ومعناه الطاهر المنزّه عن كلّ عيب ونقص .

5 ـ يؤخذ من مبدأ الفعل (الوصف الفعلي): وهو الاسم الذي يطلق على الذات من حيث قيامها ببعض الأفعال، كالخالق والرازق.

____________

1- انظر: مبادىء العربية، رشيد الشرتوني: ج 2، باب الصرف، ص 31.

2- انظر: كنز الفوائد، أبو الفتح الكراجكي: ج 1، فصل في معرفة الاسم والصفة، ص 70. مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: المنهج الخامس، البحث الرابع عشر، ص 225.


الصفحة 375

تقسيم آخر للإسم :(1)

1 ـ اسم محض: الاسم الدال على الذات من غير ملاحظة صفة.

2 ـ اسم صفة: الاسم الدال على الذات باعتبار اتّصافها بصفة معيّنة.

الفرق بين الاسم والصفة :

1 ـ في خصوص وجود "ذات" و "صفة":

إذا نظرنا إلى الصفة بما هي صفة فسيطلق عليها عنوان "الصفة".

وإذا نظرنا إلى الذات من منطلق تلبّس الصفة بها فسيطلق عليها عنوان "الاسم"(2).

2 ـ "الصفة" تشير إلى معنىً تتلبّس به الذات.

"الاسم" يشير إلى الذات باعتبار تلبّسه بإحدى الصفات.

فالحياة والعلم صفتان، والحي والعالم اسمان(3).

3 ـ "الصفة" لا تكون محمولاً، فلا يقال: الله علم، الله خلق.

ولكن "الاسم" يكون محمولاً، فيقال: الله عالم، الله خالق.

____________

1- معجم الفروق اللغوية: أبو هلال العسكري: رقم 185، الفرق بين الاسم والتسمية ص 51.

وانظر: بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 4، ب 1، ذيل ح 1، ص 155.

2- انظر: التوحيد، تقريراً لدروس السيّد كمال الحيدري، بقلم: جواد علي كسار: 1 / 112.

3- انظر: الميزان في تفسير القرآن، للسيّد محمّد حسين الطباطبائي: ج8 ، تفسير سورة الأعراف الآية 180 ـ 186، كلام في الأسماء الحسنى في فصول، الفصل الثاني: نسب الصفات والأسماء إلينا، ص 352.


الصفحة 376

المبحث الثاني

الهدف من وجود الاسماء لله تعالى

1 ـ ليعرفه ويدعوه بها.

قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) حول اختيار الله الأسماء لنفسه: ".. اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها; لأنّه إذا لم يدع باسمه لم يعرف..."(1).

2 ـ ليتوسّل بها إلى الله تعالى.

قال الإمام محمّد بن علي الجواد(عليه السلام): "... ثمّ خلقها (أي: خلق الله الأسماء لتكون) وسيلة بينه وبين خلقه يتضرّعون بها إليه ويعبدونه..."(2).

نماذج من التوسّل بأسماء الله تعالى :

1 ـ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "أسألك بكلّ اسم سمّيت به نفسك..."(3).

2 ـ عنه(صلى الله عليه وآله): "... وأسألك يا الله بحقّ هذه الأسماء الجليلة الرفيعة عندك العالية المنيعة التي اخترتها لنفسك واختصصتها لذكرك... وجعلتها دليلةً عليك وسبباً إليك"(4).

3 ـ قال الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) في دعاء المشلول: "اللّهم إنّي أسألك بكلّ اسم هو لك"(5).

4 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "أسألك بكلّ اسم مقدّس مطهّر

____________

1- الكافي، الشيخ الكليني: كتاب التوحيد، باب حدوث الأسماء، ح 2، ص 113.

2- المصدر السابق: باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 7، ص 116.

3- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 93، ب 13، ح 1، ص 267.

4- المصدر السابق: ج 94، ب 38، ح 17، ص 218.

5- الكافي، الشيخ الكليني: ج 4، كتاب الحج، باب دعاء الدم، ح1، ص 452.


الصفحة 377

مكنون اخترته لنفسك"(1).

____________

1- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 86 ، ب 67، ح 67، ص 316.


الصفحة 378

المبحث الثالث

أسماء الله الحسنى

قال تعالى: { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } [ الأعراف: 180 ]

المقصود من الأسماء الحسنى في هذه الآية :

1 ـ إنّ الألف واللام في الأسماء الحسنى ليست للعهد ليكون المقصود منها الإشارة إلى الأسماء الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة، بل الألف واللام هنا للاستغراق وإفادة العموم.

2 ـ تقديم "الله" في هذه الآية يفيد الحصر.

أي: إنّه تعالى هو المتفرّد في امتلاك أسمى مراتب الكمال بحيث أوجب له ذلك الاتّصاف بالأسماء الحسنى.

وأمّا غيره فليس له من الكمال إلاّ بمقدار ما يعطيه الله أو يتيح له مجال كسب ذلك.


الصفحة 379

المبحث الرابع

احصاء أسماء الله تعالى

ورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليهما السلام) عن آبائه عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً مائة إلاّ واحداً، من أحصاها دخل الجنّة، وهي:

الله، الإله، الواحد، الأحد، الصمد، الأوّل، الآخر، السميع، البصير، القدير، القاهر، العليّ، الأعلى، الباقي، البديع، البارىء، الأكرم، الظاهر، الباطن، الحيّ، الحكيم، العليم، الحليم، الحفيظ، الحقّ، الحسيب، الحميد، الحفيّ، الربّ، الرحمن، الرحيم، الذارىء، الرازق، الرقيب، الرؤوف، الرائي، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، السيّد، السبّوح، الشهيد، الصادق، الصانع، الطاهر، العدل، العفوّ، الغفور، الغنيّ، الغياث، الفاطر، الفرد، الفتّاح، الفالق، القديم، الملك، القدّوس، القوي، القريب، القيّوم، القابض، الباسط، قاضي الحاجات، المجيد، المَولى، المنّان، المحيط، المبين، المقيت، المصوّر الكريم، الكبير، الكافي، كاشف الضرّ، الوِتر، النور، الوهّاب، الناصر، الوَدود، الهادي، الوفيّ، الوكيل، الوارث، البَرّ، الباعث، التوّاب، الجليل، الجواد، الخبير، الخالق، خير الناصرين، الديّان، الشكور، العظيم، اللطيف، الشافي(1)(2).

معنى إحصاء أسماء الله تعالى :

1 ـ قال الشيخ الصدوق: "إحصاؤها هو الإحاطة بها والوقوف على معانيها،

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ح 8 ، ص 189.

2- أسماء الله تعالى أزيد من تسعة وتسعين، ويعود سبب اقتصار هذا الحديث على هذا العدد لامتياز الأسماء المذكورة في هذا الحديث عن غيرها في امتلاكها خاصية دخول الجنّة لمحصيها.

انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: ج 1، المقصد الأوّل، الباب السادس، الفصل الثاني، ص 100. وجاء في الدعاء المشهور بدعاء الجوشن الوارد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)ألف اسم من أسماء الله الحسنى.


الصفحة 380

وليس معنى الإحصاء عدّها"(1).

2 ـ معرفة معاني الأسماء على سبيل المشاهدة القلبية، والوصول إلى مرتبة اليقين من معرفتها عن طريق رؤية حقائقها بوضوح، ولا يتمّ ذلك إلاّ بعد تهذيب النفس من الشوائب وتطهير القلب من الأدران.

3 ـ التخلّق بما يصح التخلّق به من هذه الأسماء الإلهية والتحلّي بمحاسنها. ولهذا قال(عليه السلام): "تخلّقوا بأخلاق الله"(2).

تنبيه :

التخلّق بأخلاق الله لا يعني وجود مشابهة بين العبد وربّه; لأنّه تعالى ليس كمثله شيء، وإنّما يكون التشابه في مظاهر الصفات لا حقيقتها.

4 ـ الإحصاء يعني الإطاقة، قال تعالى: { علم أن لن تحصوه } [ المزمل: 20 ]، أي: لن تطيقوه، فعبارة "من أحصى أسماء الله دخل الجنة، تعني: من أطاق وتحمّل التحلّي والاتّصاف بها قدر وسعه دخل الجنّة(3).

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ذيل ح 9، ص 190.

2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 61، ب 42، ص 129.

3- ذهب السيّد فضل الله الراوندي في شرح الشهاب إلى هذا القول، نقلاً عن علم اليقين في أصول الدين: للشيخ المولى محسن الكاشاني، ج 1، المقصد الأوّل: في العلم بالله، الباب السادس، في الأسماء الحسنى، فصل 3، ص 102.


الصفحة 381

المبحث الخامس

خصائص أسماء الله تعالى

1 ـ أسماء الله كلّها توصيفية.

أ ي: جعلها الله تعالى لوصف نفسه.

قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "إنّ الأسماء صفات وصف [ الله تعالى ]بها نفسه"(1).

سئل الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) عن الاسم [ الذي يطلق على الله تعالى ]ما هو؟ فقال(عليه السلام): "صفة لموصوف"(2).

2 ـ يدل كلّ واحد من الأسماء الإلهية على الذات الإلهية من ناحية اتّصافها بصفة معيّنة.

مثلاً: "القادر" يدل على الذات الإلهية من ناحية اتّصافها بالقدرة.

3 ـ تعبّر أسماء الله كلّها عن الذات الإلهية في مقام التمجيد والتعظيم والتكبير والتحميد أو التقديس والتسبيح والتنزيه والتهليل.

4 ـ نطاق بعض الأسماء الإلهية أوسع من البعض الآخر.

مثلاً: اسم "العالم" ـ حسب إحدى الأقوال ـ اسم واسع تنطوي تحته عدّة أسماء أخرى، منها: السميع، البصير، الشهيد، الخبير ونحو ذلك.

5 ـ أسماء الله ليست مترادفة، بل لكلّ اسم معنى يغاير الاسم الآخر ولو باشتماله

____________

1- الكافي، الشيخ الكليني: كتاب التوحيد، باب المعبود، ح 3، ص 87 ـ 88 .

2- المصدر السابق: باب حدوث الأسماء، ح 3، ص 113.


الصفحة 382

على زيادة دلالة لا يدل عليه الآخر(1).

6 ـ ليس المقصود من معنى أسماء الله ما يجري على المخلوقين، بل المقصود المعنى اللائق به تعالى.

7 ـ يكون إطلاق أسمائه تعالى على غيره من باب الاشتراك اللفظي فقط، ولهذا فحقيقة معاني أسماء الله تعالى لا تشبه شيئاً من حقيقة معاني أسماء ما سواه.

8 ـ يستحيل أن يكون لله اسم دال على جزء معناه; لأنّه تعالى غير مركّب، فلا جزء له.

9 ـ يجب تنزيه أسماء الله إضافة إلى تنزيه ذاته تعالى، قال تعالى: { سبح اسم ربّك الأعلى } [ الأعلى: 1 ] وقال عزّ وجلّ: { تبارك اسم ربّك ذى الجلال والإكرام } [ الرحمن: 78 ].

10 ـ الاسم غير المسمّى .

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "الاسم غير المسمّى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئاً، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد"(2).

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "... الله يسمّى بأسماء، وهو غير أسمائه والأسماء غيره"(3) .

قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "... لو كان الاسم هو المسمّى، لكان كلّ اسم منها إلهاً، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكلّها غيره"(4).

11 ـ أسماء الله تعالى حادثة ومخلوقة.

قال الإمام محمّد بن علي الجواد حول أسماء وصفات الله: "الأسماء والصفات مخلوقات"(5).

____________

1- علم اليقين، محسن الكاشاني: ج 1، المقصد الأوّل، الباب السادس، الفصل الثاني، ص 101.

2- الكافي، الشيخ الكليني: كتاب التوحيد، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 2، ص 114.

3- الكافي، الشيخ الكليني: ج1، كتاب التوحيد، باب حدوث الأسماء، ح1، ص113 ـ 114 .

4- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 4، ح 2، ص 157.

5- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 7، ص 116.


الصفحة 383

ولهذا نستنتج بأنّ الله لم يكن له اسم في الأزل، وإنّما خلق الأسماء في رتبة متأخّرة ليعرفه العباد ويدعوه بها.

ولا محذور أن لا يكون لله اسم في الأزل; لأنّ الاسم غير المسمّى، وفقدان الاسم لا يلازم فقدان المسمّى.

12 ـ المقصود من قوله تعالى في خطابه للمشركين { ما تعبدون من دونه إلاّ أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم } [ يوسف: 40 ] أنّهم عبدوا أسماء بلا مسمّيات.

أي: أنّهم عبدوا ذوات سمّوها آلهة وهي في الواقع ليست آلهة، كما يُقال لمن سمّى نفسه باسم السلطان: إنّه ليس له من السلطنة إلاّ الاسم.


الصفحة 384

المبحث السادس

توقيفية أسماء الله تعالى(1)

قال الشيخ الصدوق: "أسماء الله تبارك وتعالى لا تؤخذ إلاّ عنه أو عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)أو عن الأئمة الهداة(عليهم السلام)"(2).

قال الشيخ المفيد، "لا يجوز تسمية الباري تعالى إلاّ بما سمّى به نفسه في كتابه أو على لسان نبيه(صلى الله عليه وآله) أو سمّاه به حججه من خلفاء نبيّه، وكذلك أقول في الصفات، وبهذا تطابقت الأخبار عن آل محمّد(عليهم السلام)، وهو مذهب جماعة الإمامية".(3)(4)

____________

1- المقصود من توقيفية أسماء الله تعالى عدم جواز تسمية الله تعالى إلاّ بما سمّى به نفسه في القرآن أو السنة.

2- التوحيد الشيخ الصدوق: باب 42، ذيل ح 6، ص 293.

3- أوائل المقالات، الشيخ المفيد: رقم 19، القول في الصفات، ص 53.

4- رأي الأشاعرة حول توقيفية أسماء الله تعالى:

أسماء الله تعالى توقيفية، والمرجع في تحديد أسماء الله هو الشرع الإلهي دون غيره، ولابدّ من الاستناد في تسمية الله إلى إذن الشارع.

انظر: كتاب المواقف، الإيجي، بشرح الشريف الجرجاني: ج 3، الموقف الخامس، المرصد السابع، المقصد الثالث، ص 306.

وانظر: في علم الكلام، الأشاعرة، أحمد محمود صبحي: الفصل الأوّل: أبو الحسن الأشعري، ص 39.

ورأي المعتزلة حول توقيفية أسماء الله تعالى:

أسماء الله ليست توقيفية، ولا يشترط إذن الشارع في تسمية الله، ويجوز تسميته تعالى بالوصف الذي يصح معناه، ويدل الدليل العقلي على اتّصافه به تعالى، ولكن بشرط أن لا يوهم هذا الاسم نقصاً أو أمراً لا يليق بالله تعالى.

انظر: شرح المقاصد، سعدالدين التفتازاني: ج 4، الفصل السابع، ص 343 ـ 344.

وذهب بعض الأشاعرة أيضاً إلى هذا القول، منهم: القاضي أبو بكر الباقلاني.

انظر: الباقلاني وآراؤه الكلامية: محمّد رمضان عبد الله ، 519 .


الصفحة 385

أحاديث أهل البيت(عليهم السلام) حول توقيفية أسماء الله تعالى

1 ـ قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام): "إنّ الله أعلى وأجلّ وأعظم من أن يبلغ كنه صفته، فصفوه بما وصف به نفسه، وكفّوا عمّا سوى ذلك"(1).

2 ـ قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "... إنّ الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه، وأنّى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار عن الإحاطة به، جلّ عمّا وصفه الواصفون، وتعالى عمّا ينعته الناعتون..."(2).

3 ـ قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) لمن حاوره حول أسماء الله تعالى: "... ليس لك أن تسمّيه بما لم يسمّ به نفسه..."(3).

مشروعية تسمية الله تعالى بـ "واجب الوجود" :

1 ـ قال المحدّث الكاشاني في الوافي: "وأمّا الألفاظ الكمالية فإن لم يرد فيها من جهة الشرع إذن بالتسمية كواجب الوجود، فذلك إنّما يجوز إطلاقه عليه سبحانه توصيفاً لا تسمية"(4).

2 ـ قال السيّد الطباطبائي في تفسير الميزان: "الاحتياط في الدين يقتضي الاقتصار في التسمية بما ورد من طريق السمع، وأمّا مجرّد الإجراء والإطلاق من دون تسمية فالأمر فيه سهل"(5).

3 ـ ذهب الشيخ جعفر السبحاني إلى أنّ العقل يحكم ببعض الحقائق المرتبطة

____________

1- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى، ح 6، ص 102.

2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 4، ب 4، ح 21، ص 290.

3- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق: ج 1، باب 13، باب في ذكر مجلس الرضا(عليه السلام) مع سليمان المروزي، ص 167.

4- كتاب الوافي، الفيض الكاشاني: ج 1، أبواب معرفة مخلوقاته وأفعاله تعالى، باب العرش والكرسي، ص110.

5- الميزان في تفسير القرآن، العلاّمة الطباطبائي: ج 8 ، تفسير سورة الأعراف، الآية 180 ـ 186، ص359.


الصفحة 386

بالله تعالى، ولكن تسميته تعالى بتلك الحقائق لا يجتمع مع القول بتوقيفية أسمائه وصفاته، ثمّ قال: "وإنّ الحقيقة شيء والتسمية شيء آخر"(1).

تنبيه :

السيرة الجارية بين المؤمنين قراءة الأدعية المأثورة وإن لم تثبت صحّة أسانيدها.

ولم يقل مرجع تقليد بحرمة قراءة الأدعية المشتملة على أسماء الله فيما لو لم يثبت صحّة صدورها من الشرع.

وهذا ما يثبت عدم بلوغ النهي الوارد في الأحاديث حول تسمية الله تعالى حدّ الحرمة.

____________

1- الإلهيات على هدى الكتاب والسنة والعقل، محاضرات الشيخ جعفر السبحاني، بقلم: الشيخ حسن محمّد مكي العاملي: ج 2، الصفات السلبية (4 ) لا يقوم اللذة والألم بذاته، ص 124.


الصفحة 387

المبحث السابع

بيان أسماء الله ومعانيها

1 ـ الآخر :

قال تعالى: { هو الأوّل والآخر } [ الحديد: 3 ]

الآخر: الذي لا نهاية له، والله تعالى "آخر بغير انتهاء"(1).

قال الإمام علي(عليه السلام): "... الآخر الذي ليس له بعد فيكون شيء بعده"(2).

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "الآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفة المخلوقين"(3).

قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام): "... الآخر الذي لا شيء بعده"(4).

2 ـ الأحد

قال تعالى: { قل هو الله أحد } [ الإخلاص: 1 ]

معاني الأحد:

1 ـ الذي لا يتجزّأ ولا ينقسم في ذاته وصفاته(5).

2 ـ لا نظير ولا شبيه له فيما يوصف به(6).

3 ـ لا يشاركه في معنى الوحدانية غيره(7).

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 192.

2- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 91، ص 148.

3- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 6، ص 116.

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 2، ح 32، ص 74.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 190.

مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 10، تفسير آية (1 ) من سورة الإخلاص، ص 860 .

6- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 190.

7- انظر: المصدر السابق.


الصفحة 388

تنبيه :

"الأحد" لفظ لا يكون وصفاً إلاّ لله، ولا يصح نسبة هذا الوصف إلى غيره تعالى.

3 ـ الأعلى

قال تعالى: { سبح اسم ربك الأعلى } [ الأعلى: 1 ]

الأعلى من العلو، والعلو يعني السمو والارتفاع.

معاني الأعلى :

1 ـ القاهر والغالب والمستولي.

2 ـ المتعالى عن الأشباه والأنداد، كما قال تعالى: { تعالى عما يشركون } [ يونس: 18 ](1)

4 ـ الأكرم

قال تعالى: { اقرأ وربك الأكرم } [ العلق: 3 ]

الأكرم مأخوذ من الكرم، وللكرم معنيان:

1 ـ الإحسان والإنعام.

فيكون معنى الأكرم: الأكثر والأعظم، والذي يفوق عطاؤه ما سواه، وما من نعمة إلاّ تنتهي إليه تعالى(2).

2 ـ الأشرف .

فيكون معنى الأكرم: الأكمل في الشرف ذاتاً وفعلاً(3).

5 ـ الإ له

قال تعالى: { والهكم إله واحد لا إله إلاّ هو الرحمن الرحيم } [ البقرة: 163 ]

____________

1- انظر: المصدر السابق: باب 29، ص 193.

2- انظر: مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 10، تفسير آية 3 من سورة العلق، ص 781.

3- مفاهيم القرآن، جعفر السبحاني: 6 / 132.


الصفحة 389

معاني الإ له :

1 ـ المعبود أو المستحق للعبادة(1).

قال تعالى: { الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر } [ الحجر: 96 ]

أي: يجعلون مع الله معبوداً آخر.

قال تعالى: { أرأيت من اتخذ إلهه هواه } [ الفرقان: 43 ]

أي: مَن يعبد هوى نفسه .

2 ـ المتصرّف المدبّر الذي بيده أزمّة أمور الخلق.

دليل هذا المعنى:

قال تعالى: { لو كان فيهما آلهه إلاّ الله لفسدتا } [ الأنبياء: 22 ]

و "البرهان على نفي تعدّد الآلهة لا يتمّ إلاّ إذا جعلنا "الإله" في الآية بمعنى المتصرّف المدبّر، أو من بيده أزمّة الأمور... ولو جعلنا "الإله" بمعنى المعبود لانتقض البرهان، لبداهة تعدّد المعبود في هذا العالم مع عدم الفساد في النظام الكوني"(2).

تنبيه :

إذا قلنا بأنّ "الإله" في هذه الآية يعني "المعبود"، فسيلزمنا تقدير كلمة "بالحق" بعد كلمة "آلهة"، فيكون قوله تعالى: { لو كان فيهما آلهة إلاّ اللّه لفسدتا } [ الأنبياء: 22 ]

____________

1- إذا قلنا بأنّ "الإله" يعني "المعبود" فستكون صفة "الإله" من صفات الله الفعلية; لأنّه تعالى كان ولم يكن معه مخلوق يعبده.

وإذا قلنا بأنّ "الإله" يعني "المستحق للعبادة" فستكون صفة "الإله" من صفات الله الذاتية; لأنّها ستعود إلى صفة القدرة، والقدرة من صفات الله الذاتية، ويكون معناه: أنّه تعالى قادر على ما إذا فعله استحق به العبادة.

انظر: مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 1، تفسير الآية الأولى من سورة الفاتحة، ص 93.

2- الأسماء الثلاثة الإله والرب والعبادة، جعفر سبحاني: 12.


الصفحة 390

بمعنى: لو كان فيهما معبودات بالحقّ إلاّ الله لفسدتا; لأنّ المعبود بالحق هو المتصرّف والمدبّر في الكون فيلزم من تعدّده فساد العالم.

ولكننا إذا قلنا بأنّ الإله يعني "المتصرّف والمدبّر" فلا نحتاج بعدها إلى تقدير شيء في هذه الآية.

3 ـ الإله مأخوذ من "أله" بمعنى "فزع"، ويقال: أله الرجل، يأله إليه.

أي: فزع إليه من أمر نزل به، وألِهَهُ، أي: أجاره(1).

6 ـ الله

قال تعالى: { بسم الله الرحمن الرحيم } [ الفاتحة: 1 ]

{ الله لا إله إلاّ هو الحي القيّوم } [ البقرة: 255 ]

إنّ لفظ "الله" اسم علم لذاته تعالى.

دليل ذلك:

1 ـ لا يثنّى ولا يجمع هذا الاسم، بل يستعمل دائماً بصورة مفردة.

2 ـ لا يصح حذف الألف واللام منه، كما يجوز في الرحمن والرحيم.

3 ـ يدخل عليه حرف النداء، فنقول: يا الله، وحروف النداء لا تجتمع مع الألف ولام التعريف، ولهذا لا نقول: يا الرحمن ويا الرحيم، كما نقول: يا الله، وهذا دليل على أنّ الألف واللام من بنية الاسم.

4 ـ لا يضاف إلى أيّ اسم آخر، بل تضاف إليه جميع الأسماء الحسنى.

اسم "الله" مشتق أو غير مشتق(2)؟

الرأي الأوّل :

اسم "الله" غير مشتق من مادة أخرى.

وإنّما يطلق هذا الاسم ارتجالاً على الذات الإلهية الجامعة لجميع صفات الكمال

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 190.

2- الاسم المشتق هو ما أُخذ من لفظ الفعل.

الاسم غير المشتق (الجامد) هو ما كان مأخوذاً من لفظ الفعل.

مبادىء العربية، رشيد الشرتوني: ج 1، تقسيم الاسم، ص 32.


الصفحة 391

المنزّهة عن جميع صفات النقصان(1).

الرأي الثاني :

اسم "الله" مشتق.

وقد وقع الاختلاف في المعنى المشتق منه، وأهمّ الأقوال الواردة في هذا المجال:

أوّلاً: اسم "الله" مشتق من "الإله" بمعنى "المعبود".

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "الله مشتق من إله"(2).

ثانياً: اسم "الله" مشتق من "الوله" بمعنى "التحيّر".

قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "الله معناه المعبود الذي ألهِ الخلق عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته، ويقول العرب: ألِه الرجل إذا تحيّر في الشيء فلم يُحِط به علماً..."(3).

ثالثاً: اسم "الله" مشتق من "ألهتُ إلى فلان" أي: فزعت إليه; لأنّ الخلق يألهون إليه تعالى، أي: يفزعون إليه في حوائجهم.

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "الله هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد كلّ مخلوق عند انقطاع الرجاء من كلّ من هو دونه، وتقطّع الأسباب من جميع ما سواه"(4).

رابعاً: اسم "الله" مشتق من "ألهت إليه" بمعنى سكنت إليه; لأنّ الخلق يسكنون إلى ذكره(5).

خامساً: اسم "الله" مشتق من "لاه" بمعنى "احتجب"; لأنّه تعالى احتجب عن حواس وأوهام الخلق.

____________

1- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 106.

2- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، باب المعبود، ح 2، ص 87 .

3- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 4، ح 2، ص 87 .

4- المصدر السابق: ب 31، ح 5، ص 225.

5- انظر: بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 3، كتاب التوحيد، باب 6، ذيل ح 14، ص 226.


الصفحة 392

قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "... الإله هو المستور عن حواس الخلق"(1).

سادساً: اسم "الله" مشتق من "الوله" بمعنى "المحبّة الشديدة".

سابعاً: اسم "الله" مشتق من "لاه" بمعنى ارتفع، والله تعالى هو الذي لا أرفع قدراً منه عزّ وجلّ.

ثامناً: اسم "الله" مشتق من "ألهتُ بالمكان" بمعنى "أقمتُ فيه"، واستحق الله تعالى هذا الاسم لدوام وجوده.

7 ـ الأوّل

قال تعالى: { هو الأوّل والآخر } [ الحديد: 3 ]

إنّ الله تعالى هو الأوّل في ترتيب الوجود، ومعنى ذلك أنّ الموجودات كلّها استفادت وجودها من الله، ولكنّه تعالى موجود بذاته، ولم يستفد الوجود من غيره، فلهذا يكون الله الأوّل والسابق على جميع الموجودات(2).

قال الإمام علي(عليه السلام): "كان ربّي قبل القبل بلا قبل، وبعد البعد بلا بعد"(3).

وقال(عليه السلام) أيضاً: "الأوّل الذي لم يكن له قبل فيكون شيء قبله"(4).

وقال(عليه السلام) أيضاً: "الأوّل الذي لا غاية له فينتهي، ولا آخر له فينقضي"(5).

قال الإمام الصادق(عليه السلام): "الأوّل لا عن أوّل قبله"(6).

8 ـ البادي

قال تعالى: { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده } [ الروم: 27 ]

والله هو البادي، أي: هو الذي ابتدأ الأشياء مخترعاً لها عن غير أصل(7).

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 4، ح 2، ص 87 .

2- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 141.

3- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب الكون والمكان، ح 5، ص 90.

4- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 91، ص 148.

5- المصدر السابق: خطبة 94، ص 175.

6- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 6، ص 116.

7- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 61.


الصفحة 393

9 ـ البارئ

قال تعالى: { هو الله الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى } [ الحشر:24 ]

البارئ: معناه الخالق لا عن مثال، أي: موجد الشيء لا من شيء ومبدعه إبداعاً تامّاً(1).

10 ـ الباسط

قال تعالى: { والله يقبض ويبسط } [ البقرة: 245 ]

الباسط: معناه المنعم والمتفضّل الذي يبسط ويوسّع وينشر نعمه وفضله وإحسانه على العباد(2).

11 ـ الباطن

قال تعالى: { هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن } [ الحديد: 3 ]

معاني الباطن:

1 ـ إنّ الله تعالى باطن بحيث تعجز "الحواس" و "الأوهام" عن معرفته، ويكون "العقل" هو السبيل لمعرفة الله عن طريق الاستدلال بآثاره وأفعاله تعالى(3).

2 ـ إنّ الله تعالى باطن بحيث تعجز "العقول" عن معرفة كنه ذاته وحقيقته تعالى; لأنّ العقل محدود، والله غير محدود، ولهذا لا يستطيع العقل أن يعرف الله عن طريق ذاته عزّ وجلّ، وإنّما يعرفه عن طريق آثاره وأفعاله تعالى.

3 ـ إنّ الله تعالى باطن، أي: خبير بصير بكلّ شيء وأقرب إلى كلّ شيء من نفسه، وهو المطّلع على ما بطن من الغيوب، والمحيط بالعباد، والخبير بما يسرّون ويعلنون، والعالم بسرائرهم وما يكتمون(4).

____________

1- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 1، مادة (برأ)، ص 354.

2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 205.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 195.

علم اليقين: محسن الكاشاني: 1 / 142.

4- انظر: الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب آخر من الباب الأوّل، ح 2، ص 122. التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 195.


الصفحة 394

4 ـ قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "... وأمّا الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علماً وحفظاً وتدبيراً، كقول القائل: أبطنته، يعني خبرته، وعلمت مكتوم سرّه..."(1).

12 ـ الباعث

قال تعالى: { ولقد بعثنا في كلّ أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }[ النحل: 36 ]

وقال تعالى: { إنّ الله يبعث من في القبور } [ الحج: 7 ]

"الباعث" مأخوذ من "البعث" بمعنى: إثارة الساكن وتغيير حاله.

والله تعالى "باعث"; لأنّه:

1 ـ باعث الرسل بالأحكام والشرائع.

2 ـ باعث من في القبور; لأنّه تعالى سيحيي الخلق يوم النشور، ويبعث من في القبور ويحشرهم للحساب(2).

13 ـ الباقي

قال تعالى: { والله خير وأبقى } [ طه: 73 ]

{ كلّ من عليها فان * ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام} [ الرحمن:26ـ27 ]

الباقي يعني: الكائن بغير فناء(3)، أي: الكائن الذي لا يفنى، ولا يلحقه العدم، ولا نهاية له، والله تعالى واجب الوجود بذاته.

فإذا أضيف في الذهن إلى الماضي سمّي "قديماً".

وإذا أضيف في الذهن إلى المستقبل سمّي "باقياً".

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ح 2، ص 184.

2- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 209.

3- انظر: المصدر السابق: باب 29، ص 193.


الصفحة 395

والباقي هو الذي لا ينتهي تقدير وجوده في المستقبل أبداً، ويعبّر عنه أيضاً بـ "الأبدي"(1).

تنبيه :

إنّ الله تعالى باق لذاته، ولا يصح القول بأنّه باق بالبقاء.

لأنّه تعالى لو احتاج في بقائه إلى غيره كان ممكناً، ولكنه تعالى منزّه عن الاحتياج(2).

14 ـ البديع

قال تعالى: { بديع السماوات والأرض } [ البقرة: 117 ] ، [ الأنعام: 101 ]

"الإبداع إنشاء صنعه بلا احتذاء واقتداء... وإذا استعمل في الله فهو [ بمعنى ]إيجاد الشيء من غير آلة ولا مادّة ولا زمان ولا مكان، وليس ذلك إلاّ لله"(3).

إذن، مبدع السماوات والأرض يعني موجدهما لا من شيء ولا على مثال سابق.

15 ـ البَر

قال تعالى: { إنّه هو البرّ الرحيم } [ الطور: 28 ]

البَر (بفتح الباء) يعني: فاعل البِر (بكسر الباء).

معاني البَر:

1 ـ الصادق.(4) 2 ـ المحسن.(5) 3 ـ العطوف.(6) 4 ـ المثيب.(7) 5 ـ اللطيف مع

____________

1- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 148.

2- انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، الفصل الثاني، المسألة السابعة، ص 404.

3- مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (بدع) ص 110 ـ 111.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 209.

5- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 143.

6- القواعد والفوائد، محمّد بن مكّي العاملي: ج 1، قاعدة 211، ص 173.

7- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (برَّ)، ص 114.


الصفحة 396

عظم الشأن(1).

16 ـ البصير

قال تعالى: { والله بما تعملون بصير } [ الحديد: 4 ]

{ وهو السميع البصير } [ الشورى: 11 ]

معاني البصير

1 ـ العالم بالمبصرات(2).

2 ـ إنّه تعالى على صفة يدرك المبصرات إذا وجدت.(3)(4)

17 ـ التوّاب

قال تعالى: { إنّ الله هو التواب الرحيم } [ التوبة: 104 ]

{ إلا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم } [ البقرة: 106 ]

التوّاب صيغة مبالغة للتائب.

والتوبة في المصطلح اللغوي تعني: "الرجوع".

ويُقال: تاب العبد، أي: رجع العبد إلى الله عن طريق الندم والطاعة.

ويُقال: تاب الله على العبد، أي: رجع عليه بالقبول والغفران.

ومعنى التوّاب بالنسبة إلى الله: إنّه يقبل التوبة من العباد ويغفر سيّئاتهم(5).

18 ـ الجامع

قال تعالى: { ربّنا أنّك جامع الناس ليوم لا ريب فيه } [ آل عمران: 9 ]

معاني الجامع:

1 ـ المؤلّف بين الأجزاء المتباعدة والأمور المتفرّقة والأشياء المتماثلة أو

____________

1- انظر: مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 9، تفسير آية 28 من سورة الطور، ص 252.

2- انظر: النكت الاعتقادية، الشيخ المفيد: الفصل الأوّل، ص 24.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 192.

4- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل العاشر: سمع الله تعالى وبصره.

5- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 2، مادة (توب)، ص 61.


الصفحة 397

المتباينة أو المتضادّة(1).

2 ـ الجامع لكلّ الفضائل والمكارم والمآثر(2).

3 ـ الذي يجمع الناس ليوم القيامة، كما يستفاد من الآية المذكورة أعلاه.

19 ـ الجبّار

قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلاّ هو الملك... الجبار... } [ الحشر: 23 ]

معاني الجبّار في اللغة:

1 ـ العظمة والقوّة والعزّة.

2 ـ الإجبار والإكراه والقهر.

3 ـ الإغناء من الفقر(3).

معاني "الجبّار" المنسوب إلى الله تعالى:

1 ـ القاهر الذي له الجبروت والعظمة(4).

2 ـ العالي الذي لا شيء فوقه; لأنّ الجبر جنس من العلو(5).

وقيل بأنّ اسم "الجبّار" في حقّ الله يفيد أنّه تعالى بحيث لا تناله الأفكار، ولا تحيط به الأبصار ولا تصل إلى كنه معرفته العقول.

3 ـ الجبّار صيغة مبالغة للجابر، والجابر مأخوذ من الجبر، وهو في الأصل إصلاح الشيء مع القهر. والله جبّار بمعنى أنّه كثير الإصلاح للأشياء مع القهر(6).

ومنه قال الإمام علي(عليه السلام): "يا جابر كلّ كسير"(7).

____________

1- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 145.

2- الأسماء والصفات، أبو بكر أحمد بن حسين البيهقي: 1 / 149.

3- انظر: لسان العرب، ابن منظور: مادة (جبر)، ص 165 ـ 166.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 201.

5- مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (جبر)، ص 184.

6- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (جبر)، ص 183.

7- الإقبال بالأعمال الحسنة، علي بن موسى بن جعفر بن طاووس: ج 1، الباب التاسع، ص 258.


الصفحة 398

تنبيه :

صفة "الجبّار" صفة مدح لله وصفة ذم لغيره .

لأنّ "الجبّار" في غير الله هو الذي يقهر الآخرين على ما يريد من دون أن يكون له الحق في ذلك،(1) بعكس الله الذي له الحقّ المطلق في قهر مخلوقاته بإرادته العادلة والحكيمة.

20 ـ الجليل

قال تعالى: { تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام } [ الرحمن: 78 ]

معاني الجليل:

1 ـ الجليل مأخوذ من الجلال، وهو: الكمال في الصفات والأفعال.

2 ـ الجليل: "معناه السيّد"، يقال لسيّد القوم: جليلهم، وعظيمهم، ويُقال جلّ فلان في عيني، أي: عظم، وأجللته، أي: عظّمته"(2).

21 ـ الجميل

قال الإمام علي(عليه السلام): "إنّ الله جميل يحبّ الجمال"(3).

قال الإمام علي بن الحسين(عليه السلام): "يا الله يا جميل"(4).

والله جميل، أي: "حسن الأفعال، كامل الأوصاف"(5).

22 ـ الجواد

قال تعالى: { والله خير الرازقين } [ الجمعة: 11 ]

قال الإمام علي(عليه السلام): "الحمد لله الذي لا يكديه(6) الإعطاء والجود، إذ كلُّ معط

____________

1- قال تعالى: (كذلك يطبع الله على كلّ قلب متكبّر جبار ) [غافر: 35]

2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.

3- الكافي، الشيخ الكليني: ج 6، كتاب الزي والتجمّل، باب التجمّل وإظهار النعمة، ح 1، ص 438.

4- الصحيفة السجادية: أدعية شهر رمضان، دعاؤه في اليوم الخامس والعشرين منه، ص 134.

5- لسان العرب، ابن منظور: ج 2، مادة (جمل) ص 363.

6- أي: لا يفقره ولا يُنِفذ خزائه الإعطاء والجود.


الصفحة 399

منتقص سواه..."(1).

والجواد مشتق من الجود بمعنى التفضّل(2)، والجواد هو المحسن المنعم الكثير الإنعام والإحسان(3).

23 ـ الحافظ

قال تعالى: { فالله خير حافظاً } [ يوسف: 64 ]

{ انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون } [ الحجر: 9 ]

وحفظه تعالى للعباد يعني صيانته عن أسباب الهلكة في أمور دينهم ودنياهم.

24 ـ الحسيب

قال تعالى: { إنّ الله كان على كلّ شيء حسيباً } [ النساء: 86 ]

{ وكفى بالله حسيباً } [ النساء: 60 ]

معاني الحسيب:

1 ـ المحصي لكلّ شيء بحيث لا يخفى عليه شيء(4).

2 ـ المحاسب لعباده يوم القيامة والذي يجازيهم على أعمالهم(5).

3 ـ الكافي، كما يقال: حسبنا الله، أي: كافينا.

ومنه قوله تعالى: { جزاءً من ربّك عطاءً حساباً } [ النباء: 36 ]، أي: عطاءً كافياً، وكقوله تعالى: { فمن يتوكّل على الله فهو حسبه } [ الطلاق: 3 ]، أي: فهو كافيه(6).

4 ـ الحسَب (بفتح السين) يعني السؤدد والشرف، فإذا كان الحسيب مأخوذاً من

____________

1- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 91 المعروفة بخطبة الأشباح، ص 148.

2- انظر: كنز الفوائد، أبو الفتح الكراجكي: ج 1، أسماء الله وحقيقتها، ص 73.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 197.

5- المصدر السابق .

6- المصدر السابق .


الصفحة 400

الحسَب، فسيكون معناه: المختص بشرف الألوهية والربوبية وجميع الكمالات.

25 ـ الحفي

قال تعالى حاكياً عن قول إبراهيم(عليه السلام): { سأستغفر لك ربّي إنّه كان بي حفياً }[ مريم: 47 ]

معاني الحفي:

1 ـ العالم(1).

2 ـ اللطيف والمهتم بإكرام الآخرين(2).

26 ـ الحفيظ

قال تعالى: { وربّك على كلّ شيء حفيظ } [ سبأ: 21 ]

{ إنّ ربّي على كلّ شيء حفيظ } [ هود: 57 ]

معاني الحفيظ:

1 ـ الحفيظ مأخوذ من "الحفظ" وهو بمعنى: صون الشيء من الزوال والاختلال، وسُمّي الله تعالى حفيظاً; لأنّه يحفظ الموجودات ويصونها من الزوال والاختلال في نظامها وتركيبها فترة بقائها، كما أنّه تعالى يحفظ عباده من السوء ويصرف عنهم البلاء حسب ما تقتضيه الحكمة والمصلحة(3).

2 ـ يحفظ الله أعمال العباد ويضبطها عنده بحيث لا تغيب عنه غائبة ولا تخفى عليه خافية، ولا تفوته منها مثقال ذرّة.

27 ـ الحقّ

قال تعالى: { إنّ الله هو الحق المبين } [ النور: 25 ]

{ فذلكم الله ربكم الحق } [ يونس: 32 ]

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 197.

مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادّة (حفي)، ص 246.

2- المصدر السابق .

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 196.


الصفحة 401

معاني الحقّ:

1 ـ الحقّ وهو الثابت الذي لا يتغيّر، ولا يتناقض، ولا يعرض لذاته شيء، ولا يشوب ثبوته بطلان أبداً(1).

2 ـ الحقّ ما لا يسع إنكاره، ويلزم إثباته والاعتراف به(2).

3 ـ الحقّ معناه المحقّ(3).

4 ـ المراد من اتّصافه تعالى بالحقّ أنّ عبادته هي الحقّ وعبادة غيره باطل، ويؤيّد ذلك قوله تعالى: { ذلك بأنّ الله هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل } [ الحج: 62 ]، أي: يبطل ويذهب ولا يملك لأحد ثواباً ولا عقاباً(4).

28 ـ الحَكَم

قال تعالى: { حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين } [ يونس: 109 ]

{ أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب... } [ الأنعام: 114 ]

أصل "الحكم" منعُ الفساد، وأُطلق على الحاكم هذا الاسم لمنعه الناس عن ظلم أحدهم للآخر(5).

ومعنى كونه تعالى "الحَكَم" بين العباد: أنّ شريعته جاءت لتمنع العباد عن الفساد والظلم(6).

29 ـ الحكيم

قال تعالى: { لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم } [ آل عمران: 6 ]

معاني الحكيم:

____________

1- انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، الفصل الثاني، المسألة (21)، ص 415.

2- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 40.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 196.

4- انظر: المصدر السابق .

5- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 142.

6- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 121.


الصفحة 402

1 ـ العالم(1) الذي له أفضل العلم وأتمّه.

ومنه قوله تعالى: { يؤتي الحكمة من يشاء } [ البقرة: 269 ]

2 ـ الذي أفعاله محكمة ومتقنة وسديدة ومُصانة من الفساد(2).

ولهذا يكون الحكيم هو المنزّه عن فعل ما لا ينبغي، وهو الذي يضع الأشياء مواضعها اللائقة بها(3).

تنبيهان :

1 ـ الحكمة في اللغة لها أصل واحد، وهو "المنع"(4).

وسمّيت الحكمة "حكمة"; لأنّها تمنع الرجل من فعل ما لا ينبغي.

وأطلقت الحكمة على العلم، لأنّ العلم يمنع الجهل.

وأطلقت الحكمة على الفعل المتقن; لتبيّن منع وصول الفساد إلى هذا الفعل; لأنّ من أتقن فعله فهو ـ في الواقع ـ منع طروء الفساد على فعله، ولهذا أصبح فعله محكماً ومتقناً ومصاناً ومحفوظاً من الفساد والنقصان.

2 ـ إذا اعتبرنا "الحكمة" وصفاً للعلم، فسيكون معناها أفضل العلم وأتمّه، وستكون صفة "الحكيم" لله تعالى ـ وفق هذا المعنى ـ من صفات الله الذاتية.

وإذا اعتبرنا "الحكمة" وصفاً للفعل، فسيكون معناها كون الفعل متقناً ومنزّهاً، وستكون صفة "الحكيم" لله تعالى ـ وفق هذا المعنى ـ من صفات الله الفعلية.

30 ـ الحليم

قال تعالى: { إنّ الله غفور حليم } [ آل عمران: 155 ]

{ والله غني حليم } [ البقرة: 263 ]

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 195.

يبيّن قوله تعالى: (والله عليم حكيم ) [النساء: 26] بأنّ العلم غير الحكمة، ولهذا من الأفضل أن نقول: إذا أصبحت الحكمة وصفاً للعلم، فسيكون معناها أفضل العلم وأتمّه.

2- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 195 ـ 196.

3- مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 6، تفسير آية 60 من سورة النحل، ص 566.

4- انظر: لسان العرب، ابن منظور: مادّة حكم، ص 272.


الصفحة 403

من مصاديق حلمه تعالى على العباد عدم استعجاله في معاقبة العصاة منهم،(1)بل يفسح لهم المجال، ويقيم عليهم الحجّة، ويوفّر لهم الأجواء للتوبة والإنابة.

ومن كمال حلمه تعالى على هؤلاء أنّه لا يحبس عليهم النعم لأجل ذنوبهم، بل يرزقهم كما يرزق المطيعين.

ولهذا قال تعالى: { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخّرهم إلى أجل مسمّى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } [ النحل: 61 ]

31 ـ الحميد

قال تعالى: { إنّ الله هو الغني الحميد } [ لقمان: 26 ]

الحمد يعني الثناء على الشخص بالفضلية فيما يصدر منه من الأفعال الاختيارية، وهو خلاف الذمّ(2).

معاني الحميد:

1 ـ معناه المحمود(3)، أي: إنّ الله يستحق الحمد والثناء إزاء أفعاله الكمالية.

2 ـ معناه الحامد، أي: إنّ الله يثني على أهل طاعته بما يعملون من أفعال صالحة.

32 ـ الحنّان

ورد في دعاء للإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "وأنت الله لا إله إلاّ أنت الحنّان المنّان"(4).

الحنان، أي: الرحمة والعطف(5).

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 196.

2- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 3، مادة (حمد)، ص 314.

3- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 197.

4- الكافي، الشيخ الكليني: ج 2، باب: دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة، ح 18، ص 583 .

5- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 3، مادّة (حنن)، ص 366.


الصفحة 404

وورد أنّ الحنّان هو الذي يُقبل على من يُعرض عنه(1).

33 ـ الحي

قال تعالى: { الله لا إله إلاّ هو الحي القيوم } [ البقرة: 255 ]

معاني الحي:

1 ـ لا يصح عليه الموت والفناء.

قال تعالى: { وتوكّل على الحي الذي لا يموت } [ الفرقان: 58 ]

2 ـ الحي: ذو الحياة، والحياة صفة وجودية من شأنها أن تكون أساساً لصفتي العلم والقدرة(2).

34 ـ الخافض

قال الإمام علي(عليه السلام): "الحمد لله الخافض الرافع..."(3).

الخفض ضدّ الرفع، ومعناه الانحطاط والسقوط وتنزيل المكانة.

ويخفض الله أهل الكفر والمعصية، أي: يضعهم ويهينهم ويحطّ مراتبهم بسبب كفرهم ومعصيتهم(4).

35 ـ الخالق

قال تعالى: { فتبارك الله أحسن الخالقين } [ المؤمنون: 14 ]

معاني الخلق:(5)

1 ـ بمعنى الإبداع، أي: إيجاد الشيء لا من شيء، وتكوينه من غير مادّة ولا على مثال سابق.

2 ـ بمعنى التقدير، أي: إيجاد شيء من شيء، عن طريق تركيب أشياء لينتج شيء آخر.

____________

1- تاج العروس، محمّد الزبيدي: ج 9، مادة (حنن)، ص 184.

2- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل السابع: حياة الله تعالى.

3- الكافي، الشيخ الكليني: ج 8 ، كتاب الروضة، ح 193، ص 170.

4- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 4، ماده (خفض)، ص 154 ـ 155.

5- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادّة (خلق)، ص 296.


الصفحة 405

36 ـ الخبير

قال تعالى: { إنّ الله عليم خبير } [ الحجرات: 13 ]

الخبير، أي: العالم(1)، والخبرة نوع من العلم، وهي العلم بالخفايا الباطنة.

فمعنى الخبير: العليم بكنه الأشياء والأُمور والمطّلع على حقائقها وبواطنها وخفاياها، وهو الذي لا يعزب عن علمه شيء(2).

37 ـ الخير

قال تعالى: { والله خير وأبقى } [ طه: 73 ]

سبب وصفه تعالى بالخير:

1 ـ إنّ الذي يكثر فعل الخير يصح وصفه بالخير من باب التوسّع.

وبما أنّه تعالى يفعل الخير كثيراً، فلهذا وُصف تعالى بالخير(3).

2 ـ "الأصل في معنى الخير هو الانتخاب، وإنّما سمّي الشيء خيراً; لأنّا نقيسه إلى شيء آخر نريد أن نختار أحدهما فننتخبه فهو خير، ولا تختاره إلاّ لكونه متضمّناً لما نريده ونقصده، فما نريده هو الخير بالحقيقة، وإن كنّا أردناه أيضاً لشيء آخر فذلك الآخر هو الخير بالحقيقة، وغيره خير من جهته، فالخير بالحقيقة هو المطلوب لنفسه ...

والله سبحانه هو الخير على الاطلاق; لأنّه الذي ينتهي إليه كلّ شيء، ويرجع إليه كلّ شيء ويطلبه ويقصده كلّ شيء"(4).

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.

2- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 123 ـ 124.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.

4- الميزان في تفسير القرآن، العلاّمة محمّد حسين الطباطبائي: ج 3، تفسير آية 26 من سورة آل عمران ، ص 132.


الصفحة 406

38 ـ الديّان

قال تعالى: { مالك يوم الدين } [ الفاتحة: 3 ]

الديّان مأخوذ من هذه الآية، ويوم الدين، أي: يوم الجزاء.

والديّان معناه: الذي يجازي العباد بأعمالهم(1).

39 ـ الذاري

قال تعالى: { هو الذي ذرأكم في الأرض } [ الملك: 24 ]

معاني الذاري:

1 ـ الخالق، يُقال ذرأ الله الخلق، أي: خلقهم(2).

2 ـ المنشئ والمنمّي(3).

تنبيه :

وقع "الخير" وصفاً لله تعالى مفرداً في قوله عزّ وجلّ: { والله خير وأبقى } [ طه: 73 ] ووقع "الخير" وصفاً لله تعالى مضافاً إلى اسم من أسمائه في موارد كثيرة، منها:

خير الحاكمين: [ الأعراف: 87 ] خير الراحمين: [ المؤمنون: 109 ]

خير الرازقين: [ المائدة: 114 ] خير الغافرين: [ الأعراف: 155 ]

خير الفاتحين: [ الأعراف: 89 ] خير الفاصلين: [ الأنعام: 57 ]

خير الماكرين: [ آل عمران: 54 ] خير المنزلين: [ المؤمنين: 29 ]

خير الناصرين: [ آل عمران: 150 ] خير الوارثين: [ الأنبياء: 89 ]

40 ـ ذو الجلال والإكرام

قال تعالى: { تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام } [ الرحمن: 78 ]

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.

2- المصدر السابق: ص 198.

3- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 57.


الصفحة 407

الجلال، أي: العظمة(1).

الإكرام، أي: الشرف في الشيء(2).

وذو الجلال والإكرام، أي: لله تعالى العظمة والمجد والشرف والكمال.

تنبيه :

صفة "ذي الجلال" تناسب الصفات السلبية التي يكون الله أجلّ وأعظم من الاتّصاف بها.

وصفة "ذي الإكرام" تناسب الصفات الثبوتية التي يتّصف الله بها بالمجد والشرف والكرامة.

41 ـ الرؤوف

قال تعالى: { والله رؤوف بالعباد } [ آل عمران: 30 ]

{ إنّ الله بالناس لرؤوف رحيم } [ البقرة: 143 ]

الرؤوف، أي: ذو الرأفة، والرأفة: شدّة الرحمة، فالرؤوف يعني الرحيم مع المبالغة فيه(3).

42 ـ الرائي

قال تعالى: { ألم يعلم بأنّ الله يرى } [ العلق: 14 ]

معاني الرائي:(4)

1 ـ العالم، والرؤية العلم.

2 ـ المبصر، والرؤية الإبصار.

____________

1- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (جلّ)، ص 198.

2- انظر: المصدر السابق: مادّة (كرم)، ص 707.

3- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 144.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 199.


الصفحة 408

43 ـ الرازق

قال تعالى: { إنّ الله هو الرزّاق } [ الذاريات: 58 ]

معاني الرزق:

1 ـ معنى الرزق باعتباره عنواناً للشيء الذي ينتفع به المرزوق.

الرزق هو الشيء الذي يحتاج إليه الكائن الحيّ وينتفع به في مأكله وملبسه ومسكنه، وهو يشمل أيضاً ما به قوام وجوده وكماله اللائق به كالعلم والهداية بالنسبة إلى الإنسان.

2 ـ معنى الرزق باعتباره مصدراً لفعل رزق يرزق.

الرزق هو "تمكين" الكائن الحي من الانتفاع بالشيء الذي يصحّ الانتفاع به مع عدم التجويز لأحد أن يمنعه من هذا الانتفاع.

يطلق وصف "الرازق" على كلّ من :

أوّلاً: يفعل الرزق.

ثانياً: يصبح سبباً لوقوع الرزق.

ثالثاً: يقوم بتمهيد السبيل وتوفير الأجواء لتحقّق الرزق(1).

44 ـ الرافع

قال تعالى: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم رجات } [ المجادلة: 11 ]

الرافع، اسم فاعل مأخوذ من الرفع، وهو: الإكرام وإعلاء المكانة.

والله تعالى يرفع درجات أهل الإيمان والعلم، ويقرّبهم إليه(2).

45 ـ الرب

قال تعالى: { الحمد لله ربّ العالمين } [ الفاتحة: 2 ]

الربّ في الأصل تعني التربية، أي: إبلاغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً، ثمّ قيل:

____________

1- للمزيد راجع كتاب: العدل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، علاء الحسّون: الفصل الرابع عشر.

2- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 119.


الصفحة 409

"الربّ" وصفاً للمبالغة.

ويطلق اسم الربّ على "المالك"; لأنّ المالك يحفظ ما يملكه ويربّيه(1).

46 ـ الرحمن

قال تعالى: { بسم الله الرحمن الرحيم }

{ الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان } [ الرحمن: 1 ـ 4 ]

{ قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } [ الإسراء: 110 ]

معنى الرحمة:

الرحمة في الإنسان تعني: رقّة تقتضي الإحسان إلى المرحوم.

وبما أنّ الله تعالى منزّه عن "الرقّة"، فلهذا يكون المقصود من "الرحمة" المنسوبة إليه تعالى هو "الإحسان" دون "الرقّة"(2).

ولهذا قال الإمام علي(عليه السلام) حول الله تعالى: "رحيم لا يوصف بالرقّة"(3).

معنى الرحمن:

"الرحمن" مشتق من "الرحمة" وهو مبني على المبالغة، ومعناه: ذو الرحمة. والله تعالى واسع الرحمة على عباده، وقد عمّت رحمته العباد المستحقّين وغير المستحقّين.(4) وقد تجلّت رحمته هذه بإحسانه وإنعامه الواسع على جميع العباد المؤمنين والكافرين، الصالحين والطالحين.

47 ـ الرحيم

قال تعالى: { والهكم إله واحد لا إله إلاّ هو الرحمن الرحيم } [ البقرة: 163 ]

____________

1- انظر: القواعد والفوائد، محمّد بن مكي العاملي: ج 1، القاعدة 211، ص 174.

2- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 198.

3- نهج البلاغة، الشريف الرضي: 179، ص 344.

4- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 179، ص 344.


الصفحة 410

{ وكان بالمؤمنين رحيماً } [ الأحزاب: 43 ]

الرحيم مأخوذ من الرحمة، والمراد من الرحيم: المنعم، كما قال تعالى لرسوله(صلى الله عليه وآله): { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } [ الأنبياء: 107 ] أي: نعمة للعالمين(1).

الفرق بين "الرحمن" و "الرحيم":

1 ـ "الرحمن" اسم خاص بالله(2)، ولكن "الرحيم" اسم عام يصح إطلاقه على غير الله تعالى(3).

2 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصّة"(4).

48 ـ الرزّاق

قال تعالى: { إنّ الله هو الرزّاق ذو القوة المتين } [ الذاريات: 58 ]

الرزّاق مبالغة في الرازق، وقد مرّ معنى الرازق قبل قليل.

49 ـ الرشيد

قال تعالى: { إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رشداً } [ الكهف: 10 ]

معاني الرشيد:(5)

1 ـ ذو الرشاد، والرشاد موافقة الحقّ والصواب في جميع الأفعال.

والله تعالى رشيد، أي: جميع أفعاله موافقة للحقّ والصواب.

2 ـ المرشد، أي: الذي يدل عباده على مصالحهم ويدعوهم إليها.

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 198.

2- لا يصح إطلاق اسم "الرحمن" على غير الله تعالى; لأنّ معنى "الرحمن هو المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها، وهذا المعنى خاص بالله تعالى فقط.

انظر: الروضة البهية (شرح اللمعة)، زين الدين بن علي العاملي (الشهيد الثاني): 1 / 218.

3- مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 1، تفسير آية 3 من سورة الفاتحة، ص 93.

4- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 1، ص 114.

5- القواعد والفوائد، محمّد بن مكي العاملي: ج 1، قاعدة 211، ص 173.


الصفحة 411

ومنه قوله تعالى: { ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً } [ الكهف: 17 ]

50 ـ رفيع الدرجات

قال تعالى: { رفيع الدرجات ذو العرش } [ غافر: 15 ]

المقصود من رفيع الدرجات:

1 ـ كناية عن رفعة شأنه تعالى، أي: هو الذي لا أرفع قدراً منه عزّ وجلّ(1).

2 ـ رافع درجات الأنبياء والأولياء .

51 ـ الرفيق

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "إنّ الله رفيق يحبّ الرفق"(2).

الرفيق مأخوذ من الرفق بمعنى التأنّي في الأمور والتدرّج فيها.

وضدّه "العنف" بمعنى الأخذ بشدّة واستعجال.

والله رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلّها بالتدريج شيئاً فشيئاً، مع أنّه تعالى قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة.

والله ـ أيضاً ـ رفيق في أمره ونهيه، فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقّة... بل يتدرّج معهم من حال إلى حال حتّى تألفها نفوسهم(3).

52 ـ الرقيب

قال تعالى: { وكان الله على كلّ شيء رقيباً } [ الأحزاب: 52 ]

{ إنّ الله كان عليكم رقيباً } [ النساء: 1 ]

____________

1- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 45.

2- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي: ج 15، كتاب الجهاد، باب 27، ح [ 20489 ] 13، ص 271.

3- انظر: أسماء الله الحسنى، ابن قيّم الجوزية: ص 247.


الصفحة 412

معاني الرقيب:

1 ـ الحافظ(1).

2 ـ الذي يلاحظ الأشياء ويشرف عليها بصورة دائمة(2).

فيكون معنى كونه تعالى رقيباً على العباد أنّه حاضر دائماً معهم، يرى ما يخوضون به، ويسمع ما يقولون وما يتناجون به، ومشرف على حركاتهم وسكناتهم الظاهرية والباطنية بحيث لا يغيب أبداً عنه من أمرهم مثقال ذرّة مما يفعلونه.

53 ـ السبّوح

قال تعالى: { سبحان الله عما يصفون } [ الصافات: 159 ]

السبّوح، أي: المنزّه عن كلّ ما لا ينبغي أن يوصف به(3) من قبيل:

1 ـ التنزيه عن مشابهة الممكنات.

2 ـ التنزيه عن الشريك.

3 ـ التنزيه عن الإدراك بالحواس والأوهام.

4 ـ تنزيه صفاته عمّا يوجب له النقص.

5 ـ تنزيه أفعاله عمّا يوجب له العجز أو الظلم(4).

54 ـ سريع الحساب

قال تعالى: { إنّ الله سريع الحساب } [ آل عمران: 199 ]

أي: لا يشغله تعالى حساب أحد عن حساب غيره، فلهذا لا يطول عليه الأمر في محاسبة الخلق(5).

55 ـ سريع العقاب

قال تعالى: { إنّ ربك سريع العقاب } [ الأنعام: 165 ]

كلّ شيء يعقب شيئاً فهو عقيبه، وسمّيت العقوبة عقوبة; لأنّها تكون عقيباً وتبعاً للذنب.

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 199.

2- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 130.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 201.

4- انظر: بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 4، أبواب أسمائه تعالى، باب 1، ذيل ح8 ، ص 170.

5- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 153.


الصفحة 413

وليست صفة "سريع العقاب" صفة دائمية لله، وإنّما تخصّ الموارد التي تستوجب سرعة العقاب.

56 ـ السلام

قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام } [ الحشر: 23 ]

معاني السلام:

1 ـ إنّ الله تعالى سلام; لسلامته في ذاته وصفاته وأفعاله من كلّ نقص وعيب وآفة وذمّ(1).

2 ـ إنّ الله تعالى سلام; لأنّ سلامة المخلوقين تنال من قبله، وهو الذي يعطي السلامة لمن يشاء من مخلوقاته(2).

57 ـ السميع

قال تعالى: { والله هو السميع العليم } [ المائدة: 76 ]

{ إنّني معكما أسمع وأرى } [ طه: 46 ]

معاني السميع:

1 ـ العالم بالمسموعات(3).

2 ـ إنّه تعالى على صفة يدرك المسموعات إذا وجدت(4).

3 ـ إنّه تعالى سميع الدعاء، أي: مجيب الدعاء(5).

قال تعالى: { إنّ ربّي لسميع الدعاء } [ إبراهيم: 39 ](6)

58 ـ السيّد

ورد وصفه تعالى بكلمة "السيّد" في الأدعية كثيراً، منها ما ورد في دعاء كميل:

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 199.

2- انظر: المصدر السابق .

3- انظر: النكت الاعتقادية، الشيخ المفيد: الفصل الأوّل، ص 24.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، 192.

5- انظر: المصدر السابق.

6- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل العاشر: سمع الله تعالى وبصره.


الصفحة 414

"إلهي وسيّدي وربّي أتراك معذبي بنارك بعد توحيدك"(1).

معاني السيّد:

1 ـ المَلِك، ويقال لملك القوم وعظيمهم: سيّدهم، وقد سادهم ويسودهم(2).

2 ـ المحتاج إليه، وسيّد الناس هو رأسهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوله يستهدون(3).

59 ـ الشافي

قال تعالى: { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } [ الإسراء: 82 ]

وقال تعالى حكاية عن قول إبراهيم(عليه السلام): { وإذا مرضت فهو يشفين } [ الشعراء: 80 ]

والله تعالى هو الشافي; لأنّ الإنسان المريض والسقيم والعليل لا ينال الصحة إلاّ بإذن الله تعالى، والسقيم من الناحية المعنوية لا ينال العافية إلاّ بعد مشيئته عزّ وجلّ.

60 ـ الشاكر ـ الشكور

قال تعالى: { إنّ الله شاكر عليم } [ البقرة: 158 ]

{ إنّ ربّنا لغفور شكور } [ فاطر: 34 ]

"الشكر" في اللغة عرفان الإحسان، ومقابلة المحسن بالإحسان.

والله تعالى يشكر عباده المحسنين، أي: يثني على أفعالهم الحسنة، ويقابلها بمثلها أو بأحسن منها عن طريق إحسانه إلى هؤلاء العباد وإنعامه عليهم وإعطائه لهم الثواب الجزيل إزاء عملهم الضئيل(4).

تنبيه :

"الله سبحانه وإن كان محسناً قديم الإحسان ومنه كلّ الإحسان، لا يد لأحد

____________

1- راجع مفاتيح الجنان، عباس القمي.

2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 201.

3- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 54 (بتصرّف يسير).

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 211.


الصفحة 415

عنده حتّى يستوجبه الشكر، إلاّ أنّه جلّ ثناؤه عدّ الأعمال الصالحة التي هي في الحقيقة إحسانه إلى عباده إحساناً من العبد إليه، فجازاه بالشكر والإحسان، وهو إحسان على إحسان.

قال تعالى: { هل جزاءُ الإحسان إلاّ الإحسان } [ الرحمن: 60 ]

وقال تعالى: { إنّ هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً} [ الإنسان:22]"(1).

61 ـ شديد العذاب

قال تعالى: { إنّ الله شديد العذاب } [ البقرة: 165 ]

62 ـ شديد العقاب

قال تعالى: { اتقوا الله واعلموا أنّ الله شديد العقاب } [ البقرة: 196 ]

63 ـ شديد المِحال

قال تعالى: { وهم يجادلون في الله وهو شديد المِحال } [ الرعد: 13 ]

أي: إنّه تعالى شديد الأخذ بالعقوبة، وقيل: المِحال من الحيلة والكيد(2).

ومن مصاديق كيده أنّه يترك العبد لشأنه، ويمنعه ألطافه، فلا يكون بعد ذلك للعبد من يرشده إلى سواء السبيل أو من يأخذ بيده ليقيه العثرات والزلاّت.

قال تعالى: { والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا علمون} [ الأعراف: 182 ]

64 ـ الشهيد

قال تعالى: { إنّ الله على كلّ شيء شهيد } [ الحج: 17 ]

{ والله شهيد على ما تعملون } [ آل عمران: 98 ]

____________

1- الميزان في تفسير القرآن، العلاّمة الطباطبائي: ج 1، ذيل تفسير آية 158 من سورة البقرة، ص 386.

2- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (محل)، ص 762.


الصفحة 416

معاني الشهادة

1 ـ الشهيد مأخوذ من الشهادة، والشهادة نوع من العلم مع خصوص إضافة: فإذا لوحظ علمه تعالى مطلقاً، فسيطلق عليه تعالى "عليم".

وإذا لوحظ علمه تعالى بالأمور الغيبية والخفايا الباطنة(1)، فسيطلق عليه تعالى "خبير".

وإذا لوحظ علمه تعالى بالأمور الحاضرة والأشياء الظاهرة، فسيطلق عليه تعالى "شهيد"(2).

2 ـ إنّ الله شهيد، أي: يشهد على الخلق يوم القيامة بما شاهد منهم(3).

65 ـ الصادق

قال تعالى: { وصدق الله ورسوله } [ الأحزاب: 22 ]

أي: إنّه تعالى صادق في قوله ووعده، ويستحيل عليه الكذب، ولا يبخس ثواب من يفي بعهده(4).

66 ـالصانع

قال تعالى: { صنع الله الذي اتقن كلّ شيء } [ النمل: 88 ]

الصانع معناه المركّب والمهيّئ(5)، أي: الذي يركّب شيئاً مع شيء آخر ليحصل على شيء جديد، وورد بأنّ الصنع يعني إجادة الفعل(6).

67 ـالصبور

ورد في دعاء لأحد الأئمة المعصومين(عليهم السلام): "اللهم إنّي أسألك باسمك... يا

____________

1- لا يخفى بأنّ المقصود من الأمور الغيبية والخفايا الباطنة هي الأمور الغائبة والخفية والباطنة عنّا، وإلاّ فكلّ شيء حاضر عنده تعالى، ولا يوجد بالنسبة إليه تعالى غيب، بل الأشياء كلّها حاضرة عنده تعالى: (وإنّ الله على كلّ شيء شهيد) [الحج: 17]

2- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 134.

3- المصدر السابق .

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 201.

5- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 59.

6- مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادّة (صنع)، ص 493.


الصفحة 417

صبور"(1).

الصبور: "هو الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه، بل ينزل الأمور بقدر معلوم، ويجريها على سنن محدودة، لا يؤخّرها عن آجالها المقدّرة لها تأخير متكاسل، ولا يقدّمها على أوقاتها تقديم مستعجل، بل يودع كلّ شيء في أوانه"(2).

68 ـالصمد

قال تعالى: { قل هو الله أحد * الله الصمد } [ الإخلاص: 1 ـ 2 ]

معاني الصمد:

1 ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) حول معنى الصمد: "الذي ليس بمجوّف"(3).

وقال الإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام): "الصمد الذي لا جوف له"(4).

2 ـ قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "الصمد: السيّد المطاع الذي ليس فوقه آمر وناه"(5).

3 ـ قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام) حول معنى الصمد: "السيّد المصمود إليه في القليل والكثير"(6).

أي: السيّد المقصود إليه في القليل والكثير(7)، ولا سيّما القصد بالدعاء والطلب في الحوائج(8)، والملتجأ في الشدائد والمرتجى في الرخاء(9).

4 ـ قال الإمام علي بن الحسين(عليه السلام): "إنّ الله.... صمد لا مدخل فيه"(10).

____________

1- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 94، ب 52، ص 391.

2- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 150.

3- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 4، ح 8 ، ص 91.

4- المصدر السابق: ح3، ص 88 .

5- المصدر السابق.

6- المصدر السابق:ح 10، ص 91.

7- الكافي: الشيخ الكليني: باب تأويل الصمد، ح 1، ص 123.

8- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 192.

9- انظر: الكافي، الشيخ الكليني: باب تأويل الصمد، ص 124.

10- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: كتاب التوحيد، باب 4، ح 33، ص 304.


الصفحة 418

5 ـ قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "الصمد الدائم الذي لم يزل ولا يزال"(1).

69 ـالضار

قال تعالى: { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلاّ هو } [ الأنعام: 17 ]

الضار هو الذي يصدر منه الضر(2)، والله تعالى هو النافع الضار، وهو تعالى لا يضرّ أحداً ظلماً، وإنّما يضرّ من يشاء لدواعي حكيمة، من قبيل: الاختبار أو المعاقبة إزاء ارتكاب الذنوب والمعاصي.

70 ـ الطاهر

قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) في دعاء له: "أسألك اللهم.... ياطاهر"(3).

الطاهر يعني كونه تعالى منزّهاً عن الأشباه والأنداد والأضداد والأمثال والحدود والزوال والانتقال وجميع الأمور الحادثة(4).

71 ـ الظاهر

قال تعالى: { هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن } [ الحديد: 3 ]

معاني الظاهر:

1 ـ الظاهر بآياته وآثار حكمته وبيّنات حجّته الدالة على وجوده ووحدانيته وربوبيته وكمال صفاته، إذ ما من شيء إلاّ وهو يدلّ عى وجوده تعالى ويبيّن كمال صفاته عزّ وجلّ(5).

2 ـ الغالب، العالي، من الظهور بمعنى الغلبة والعلو(6)، ومنه:

أوّلاً: قال تعالى: { فأصبحوا ظاهرين } [ الصف: 14 ]، أي: غالبين لهم(7).

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 4، ح 3، ص 88 .

2- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 146.

3- مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي: 810 .

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 202.

5- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 194 ـ 195.

6- المصدر السابق.

7- المصدر السابق.


الصفحة 419

ثانياً: قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "أنت الظاهر فليس فوقك شيء"(1).

أي: أنت الغالب والعالي الذي لا شيء فوقك.

ثالثاً: قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "الظاهر... لقهره ولغلبته الأشياء ولقدرته عليها، كقول الرجل: ظهرت على أعدائي، وأظهرني الله على خصمي.... فهكذا ظهور الله على الأعداء"(2).

72 ـ عالم الغيب والشهادة

قال تعالى: { عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال } [ الرعد: 9 ]

"الغيب" هو ما غاب عن حواسنا وخرج عن حدودها.

وأمّا "الشهادة" فراجع معناها في هذا الفصل، المبحث السابع، الشهيد.

ومن الصفات المشابهة لهذه الصفة والواردة في القرآن الكريم: "عالم غيب السماوات والأرض"، "علاّم الغيوب".

قال تعالى: { إنّ الله عالم غيب السماوات والأرض } [ فاطر: 38 ]

وقال تعالى: { إنّ الله علاّم الغيوب } [ التوبة: 78 ]

73 ـ العدل

قال تعالى: { وتمّت كلمة ربك صدقاً وعدلاً } [ الأنعام: 115 ]

العدل هو تنزيه الله عن فعل القبيح والإخلال بالواجب.

والعدل مصدر أقيم مقام الاسم، والمراد به المبالغة في وصفه تعالى بأنّه عادل، أي: كثير العدل أو البالغ في العدل غايته(3).

____________

1- الكافي، الشيخ الكليني: ج 2، باب التحميد والتمجيد، ح 6، ص 504.

2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 184.

3- للمزيد: راجع: العدل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، علاء الحسّون: الفصل الأوّل: العدل في أفعال الله تعالى .


الصفحة 420

74 ـ العزيز

قال تعالى: { إنّ الله لهو العزيز الحكيم } [ آل عمران: 62 ]

{ فإنّ العزّة لله جميعاً } [ النساء: 139 ]

معاني العزيز:

1 ـ الغالب الذي لا يُغلب، والقاهر الذي لا يُقهَر لكمال قوّته وقدرته(1).

توضيح ذلك:

العزيز، أي: ذو العزّة، والعزّة هي القدرة على التغلّب، وتقول العرب: عزّ إذا غلب(2).

2 ـ الذي يقل وجود مثله وتشتد الحاجة إليه ويصعب الوصول إليه(3).

3 ـ الملِك، لأنّ الملِك يقال له عزيز، كما قال إخوة يوسف ليوسف(عليه السلام): { يا أيّها العزيز } [ يوسف: 88 ]، أي: يا أيّها الملك(4).

75 ـ العظيم

قال تعالى: { له ما في السماوات والأرض وهو العلي العظيم } [ الشورى: 4 ]

{ إنّه كان لا يؤمن بالله العظيم } [ الحاقة: 33 ]

معاني العظيم:

1 ـ المتعالي في المجد وجلالة القدر(5).

2 ـ الغالب والقاهر(6).

3 ـ السيّد، وسيّد القوم عظيمهم وجليلهم(7).

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 200.

2- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 9، مادة (عزز)، ص 185 ـ 186.

3- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 113.

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 200.

5- انظر: التوحيد: الشيخ الصدوق: باب 29، ص 211.

6- المصدر السابق.

7- المصدر السابق.


الصفحة 421

4 ـ كلّ ما سواه خاضع له، وكلّ ما لغيره من العظمة فهو يرجع إليه تعالى(1).

5 ـ ما لا يحيط البصر بأطرافه(2).

6 ـ لا تحيط بكنهه العقول(3).

7 ـ الذي لا يمكن مقاومته ومخالفته فيما لو أراد شيئاً بالإرادة التكوينية(4).

76 ـ العفوّ

قال تعالى: { إنّ الله لعفوّ غفور } [ الحج: 60 ]

{ هو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات } [ الشورى: 25 ]

العفو: المحو وإزالة الأثر(5)، والعفو عن الذنب يعني محوه وإزالة أثره. والله تعالى هو الذي يمحو الذنوب والسيّئات ويزيل أثرها من صحائف الأعمال.

الفرق بين العفو والغفران:

"العفو" ينبىء عن "المحو" و "الغفران" ينبىء عن "الستر".

وعلى هذا يكون "العفو" أبلغ من "الغفران"; لأنّ "المحو" أبلغ من "الستر"(6).

77 ـ العلي

قال تعالى: { إنّ الله هو العلي الكبير } [ الحج: 62 ]

معاني العلي:

1 ـ القاهر والمقتدر(7).

____________

1- المصدر السابق.

2- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 124.

3- انظر: الأنوار الجلالية، مقداد السيوري: الفصل الأوّل، ص 98.

4- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 70.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203.

6- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 144.

7- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 193.


الصفحة 422

2 ـ أعلى من أن تحيط به العقول والأفكار(1).

3 ـ أعلى مما يصفه الظالمون علوّاً كبيراً(2).

4 ـ المتعال في الشرف والجلالة، "وهو الذي لا رتبة فوق رتبته، وجميع المراتب منحطة عنه"(3).

5 ـ الذي علا عن كلّ عيب ونقص.

تنبيه :

المعنى اللغوي لمصطلح "العلو" هو "السمو والارتفاع"، ولكن بما أنّه تعالى منزّه عن الأمور الجسمانية، فلا يصح أن يُفسر له هذا المصطلح بما لا يناسب شأنه عزّ وجلّ، من قبيل: إثبات الجهة والحركة و... .

78 ـ العليم

قال تعالى: { والله واسع عليم } [ البقرة: 247 ]

العليم، أي: ذو العلم الكامل، والعلم صفة من شأنها كشف المعلومات انكشافاً تامّاً لا يحتمل الخطأ(4).

79 ـ الغافر ـ الغفّار ـ الغفور(5)

قال تعالى: { غافر الذنب وقابل التوب } [ غافر: 3 ]

{ استغفروا ربكم إنّه كان غفاراً } [ نوح: 10 ]

{ والله غفور رحيم } [ التوبة: 27 ]

الغفر: التغطية والستر(6).

والله تعالى هو الذي يستر ذنوب عباده فيما لو طلبوا منه ذلك باستغفارهم وتوبتهم وإنابتهم إليه تعالى فيؤدّي هذا الستر إلى عدم افتضاح أمرهم بين الخلائق،

____________

1- المصدر السابق.

2- المصدر السابق.

3- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 126.

4- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل الثامن: علم الله تعالى.

5- الغفّار والغفور صيغة مبالغة لغافر.

6- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203.


الصفحة 423

وعدم معاقبتهم عليها في الدنيا والآخرة.

80 ـ الغالب

قال تعالى: { والله غالب على أمره } [ يوسف: 31 ]

الغالب يعني المهيمن والمسيطر على الأُمور; لأنّه لا يتحقّق شيء في الكون إلاّ بإذنه تعالى ومشيئته، ولا يوجد في العالم شيء خارج عن سلطانه وهيمنته تعالى(1).

81 ـ الغني

قال تعالى: { يا أيّها الناس انتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد } [ فاطر: 15 ]

معنى الغني :

الغني مأخوذ من الغنى، أي: عدم الحاجة إلى شيء.

والله هو الغني، أي: هو الذي لا يحتاج إلى شيء في ذاته وصفاته وأفعاله، وهو الغني بنفسه عن غيره، وكلّ ما سواه مفتقر إليه.(2)(3)

82 ـ الغياث

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "إنّ لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً... وهي:.... الغياث..."(4).

ورد في دعاء للإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام): "... يا غياث المستغيثين..."(5).

____________

1- للمزيد راجع: مفاهيم القرآن، جعفر سبحاني: 6 / 365.

2- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ذيل ح 9، ص 203.

علم اليقين، محسن الكاشاني: المقصد الأوّل، الباب 6، الفصل 3، ص 146.

3- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل الرابع، الصفات السلبية (2 )، الاحتياج.

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ح 8 ، ص 189.

5- الصحيفة السجادية: دعاء 117، دعاؤه(عليه السلام) في كلّ يوم من شهر رمضان، ص 238.


الصفحة 424

الغياث معناه "المغيث"(1)، أي: المعين عباده في الشدائد إذا دعوه، ومريحهم ومخلّصهم والمفرّج عنهم(2).

83 ـ الفاطر

قال تعالى: { أفي الله شك فاطر السماوات والأرض } [ إبراهيم: 10 ]

{ الحمد لله فاطر السماوات والأرض } [ فاطر: 1 ]

فطر الله الخلق، أي: خلقهم، وابتدأ صنعة الأشياء(3).

وأصل الفطر: "الشق".

وأطلق مصطلح "الفطر" (الشق) على خلقه تعالى للسماوات والأرض، وكأنّه تعالى عندما خلق السماوات والأرض شقّ العدم وفتحه وأخرج السماوات والأرض منه إلى ساحة الوجود(4).

84 ـ الفالق

قال تعالى: { إنّ الله فالق الحبّ والنوى } [ الأنعام: 95 ]

{ فالق الاصباح وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً } [ الأنعام: 96 ]

الفالق مشتق من الفَلْق، أي: الشق.

ووُصف الله تعالى بالفالق; لأنّه:

أوّلاً: فلق الحبّ والنوى وشقّه وأخرج النبات والزرع من بين هذا الشق.

ثانياً: فلق الظلام وشقّه وأخرج النور والإصباح من بين هذا الشق(5).

85 ـ الفتّاح

قال تعالى: { وهو الفتّاح العليم } [ سبأ: 26 ]

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203.

2- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 123.

3- كتاب العين، الخليل الفراهيدي: ج 7، مادة (فطر)، ص 418.

4- انظر: القواعد والفوائد، محمّد بن مكي العاملي: ج 1، قاعدة 211، ص 174.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203 ـ 204.


الصفحة 425

{ ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } [ الأعراف: 89 ]

معاني الفتّاح:

1 ـ يفتح الله خزائن رحمته للناس، ويفتح لهم أبواب الرزق وأبواب كلّ خير، ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحقّ والحقيقة(1).

2 ـ الحاكم(2) الذي يميّز الحقّ من الباطل، ويعلي المحقّ ويجزي المبطل(3).

3 ـ الناصر الذي يفتح على أوليائه بالنصر والتأييد.

ومنه قوله تعالى: { إذا جاء نصر الله والفتح } [ الفتح: 1 ]

86 ـ الفرد

ورد في دعاء الإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام): "... أنت الله لا إله إلاّ أنت الأحد المتوحّد، الفرد المتفرِّد..."(4).

معاني الفرد:

1 ـ المتفرّد بالربوبية والأمر دون خلقه(5).

2 ـ ما كان وحده، ولم يكن معه في الأزل آخر(6).

87 ـ الفعّال

قال تعالى، { فعّال لما يريد } [ هود: 107 ] [ البروج: 16 ]

وفعّال لما يريد، أي: إنّه تعالى هو الفاعل فعلاً بعد فعل كلّما أراد الفعل، وليس تعالى كالمخلوق الذي إن قدر على فعل عجز عن غيره(7).

____________

1- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 117 ـ 118.

2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203.

3- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 113.

4- الصحيفة السجادية: دعاء 147، دعاؤه(عليه السلام) في يوم عرفة، ص 316.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203.

6- المصدر السابق.

7- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 81 .


الصفحة 426

88 ـ القابض

قال تعالى: { والله يقبض ويبسط } [ البقرة: 245 ]

{ والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } [ الزمر: 67 ]

معاني القبض:

1 ـ الملك، يُقال فلان في قبضتي، أي: في دائرة ملكي، ومنه قوله تعالى: { والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } [ الزمر: 67 ](1)

2 ـ إفناء الشيء، ومن ذلك يُقال للميت: قبضه الله إليه(2).

3 ـ الذي يوسّع الرزق ويقتّره على عباده بحسب حكمته(3).

89 ـ القادر ـ القدير

قال تعالى: { قل هو القادر... } [ الأنعام: 65 ]

{ إنّ الله على كلّ شيء قدير } [ البقرة: 20 ]

معاني القادر:

1 ـ نفي العجز عنه تعالى(4).

2 ـ إذا شاء أن يفعل فعل، وإذا شاء أن يترك ترك(5).

وبعبارة أخرى: "إنّ الأشياء لا تطيق الامتناع منه ومما يريد الإنفاذ فيها"(6).

3 ـ الذي يصحّ أن يفعل ويصح أن يترك.(7)(8)

90 ـ القاضي

قال تعالى: { والله يقضي بالحق } [ غافر: 20 ]

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 205 (بتصرّف يسير).

2- المصدر السابق.

3- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 118.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 9، ذيل ح 12، ص 127.

5- انظر: قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الرابعة، الركن الثالث، البحث الأوّل، ص 83 .

6- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 192.

7- انظر: قواعد العقائد، نصيرالدين الطوسي: الباب الثاني، قدرته تعالى، ص 48.

8- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل الحادي عشر: قدرة الله تعالى.


الصفحة 427

القاضي مأخوذ من القضاء، ومعناه اللغوي فصل الأمر(1)، ومعناه الاصطلاحي عبارة عن كتابة الله كلّ ما سيجري في الكون في اللوح المحفوظ(2) أو حتمية وقوع الفعل(3).

91 ـ قاضي الحاجات

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "إنّ لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً... وهي... قاضي الحاجات..."(4).

والله قاضي الحاجات، أي: "متمّم حاجات العباد على ما سأله"(5).

92 ـ القاهر ـ القهّار(6)

قال تعالى: { وهو القاهر فوق عباده } [ الأنعام: 18 ]

{ هو الله الواحد القهّار } [ الزمر: 4 ]

معاني القاهر:

1 ـ الغالب الذي لا يُغلب(7).

والله تعالى هو الذي يقصم ظهور الجبابرة من أعدائه، فيقهرهم بالإذلال والإبادة(8).

2 ـ لا تطيق الأشياء الامتناع منه ومما يريد الإنفاذ فيها(9).

قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "... وأمّا القاهر، فإنّه ليس على معنى

____________

1- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 11، مادة (قضي)، ص 209.

2- انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي، المقصد 3، الفصل الثالث، المسألة 8 ، ص 432 ـ 433.

3- للمزيد راجع كتاب العدل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، علاء الحسّون: الفصل السادس: القضاء والقدر.

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ح8 ، ص 189.

5- المصدر السابق: ذيل ح 9، ص 206.

6- القهّار صيغة مبالغة من القاهر.

7- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب آخر من الباب الأوّل، ح 2، ص 122 ـ 123.

8- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 116.

9- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق، ج 1، ب 11، ح 5، ص 134 ـ 135.


الصفحة 428

علاج ونصب واحتيال ومداراة ومكر، كما يقهر العباد بعضهم بعضاً... ولكن ذلك من الله تبارك وتعالى على أنّ جميع ما خلق ملتبس به الذلّ لفاعله، وقلّة الامتناع لما أراد به، لم يخرج منه طرفة عين..."(1).

93 ـ القدّوس

قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلاّ هو الملك القدوس } [ الحشر: 23 ]

{ يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم } [ الجمعة: 1 ]

القدّوس مأخوذ من "القدس"، وهو "الطهارة"(2).

ومعنى القدّوس: الطاهر(3) من كلّ عيب ونقص، والمنزّه عن كلّ وصف لا يليق به، وعن كلّ وصف يدركه الحسّ أو يتصوّره الخيال، أو يسبق إليه الوهم(4).

94 ـ القديم (الأزلي)

قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "... هو الله القديم الذي لم يزل... القديم في ذاته"(5).

قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "إنّ الله تبارك وتعالى قديم، والقدم صفة دلّت العاقل على أنّه لا شيء قبله..."(6).

معنى القديم:

القديم هو الذي لا ابتداء له، ولم يسبق وجوده عدم.

بعبارة أخرى: القديم هو الذي لا ينتهي وجوده في الماضي إلى أوّل أو بداية(7).

قال الشيخ الصدوق: "القديم معناه أنّه المتقدّم للأشياء كلّها، وكلّ متقدّم لشيء

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ح 2، ص 184 ـ 185.

2- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 11، مادة (قدس)، ص 60.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 204.

4- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 110.

5- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 7، ص 116.

6- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ح 2، ص 181.

7- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 148.


الصفحة 429

يسمّى قديماً إذا بولغ في الوصف، ولكنّه سبحانه قديم لنفسه بلا أوّل ولا نهاية، وسائر الأشياء لها أوّل ونهاية"(1).

ويطلق على القديم أيضاً مصطلح "الأزلي" أو "الموجود الذي لم يزل"(2).

الأدلة العقلية على أزلية الله وأبديته

1 ـ الأدلة المثبتة بأنّه تعالى "واجب الوجود" تثبت بأنّه تعالى "أزلي وأبدي"; لأنّ من خواص "واجب الوجود" أنّه "قائم بذاته".

وما هو "قائم بذاته" يستحيل عليه العدم "سابقاً" و "لاحقاً"، فيثبت أنّه تعالى "أزلي وأبدي"(3).

2 ـ لا يخلو صانع العالم أن يكون قديماً أو محدثاً.

فإن كان قديماً فقد ثبت المطلوب.

وإن كان محدَثاً احتاج إلى مُحدِث.

وهذا المحدِث أيضاً إذا كان محدَثاً احتاج إلى مُحدِث، وهكذا فيتسلسل إلى ما لا نهاية من المحدثين، وهو باطل.

وإذا انتهى إلى قديم فهو المطلوب.

فيثبت عقلاً ضرورة وجود محدِث قديم، وهو الله تعالى(4).

ولهذا قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام) حول الله تعالى: "هو القديم، وما سواه مخلوق محدث"(5).

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق، باب 29، ذيل ح 9، ص 204.

2- انظر: المصدرين السابقين.

3- انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، المسألة السابعة، ص 404.

إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث التوحيد، كونه تعالى أزلي أبدي، ص 181 ـ 182.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 2، ذيل ح 36، ص 78 ـ 79.

شرح جمل العلم والعمل، الشريف المرتضى: باب ما يجب اعتقاده في أبواب التوحيد، وجوب كونه تعالى قديماً، ص 50.

المنقذ من التقليد، سديدالدين الحمصي: ج 1، القول في كونه تعالى قديماً باقياً دائماً، ص 70.

5- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 2، ح 32، ص 74.


الصفحة 430

الأحاديث الشريفة الدالة على أزلية الله وأبديته

1 ـ قال الإمام علي(عليه السلام) حول الله تعالى: "الأوّل لا شيء قبله، والآخر لا غاية له"(1).

2 ـ قال(عليه السلام): "الأوّل الذي لا غاية له فينتهي، ولا آخر له فينقضي"(2).

3 ـ قال(عليه السلام): "الذي ليست له في أوّليته نهاية، ولا في آخريّته حدّ ولا غاية"(3).

4 ـ قال(عليه السلام): "ليس لأوّليته ابتداء، ولا لأزليته انقضاء، هو الأوّل لم يزل، والباقي بلا أجل"(4).

5 ـ قال(عليه السلام): "الحمد لله... الدال على قدمه بحدوث خلقه"(5).

6 ـ سُئل الإمام علي(عليه السلام): متى كان ربّك؟

فأجاب(عليه السلام):

"... كان قبل القبل بلا قبل، وبعد البعد بلا بعد..."(6).

ويكون بعد البعد بلا بعد"(7).

7 ـ سُئل الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) عن قوله عزّ وجلّ: { هو الأوّل والآخر } [ الحديد: 3 ]

فقال(عليه السلام): "الأوّل لا عن أوّل قبله، ولا عن بدء سبقه، وآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفات المخلوقين، ولكنّه قديم أوّل آخر، لم يزل ولا يزال بلا بدء ولا نهاية"(8).

تنبيه :

يطلق مصطلح "السرمدية" على مجموع المعنيين "الأزلية" و "الأبدية". فالموجود السرمدي هو الموجود الأبدي والأزلي.

____________

1- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 85 ، ص 135.

2- المصدر السابق: الخطبة 94، ص 175.

3- التوحيد، الشيخ الصدوق: ب 2، ح 1، ص 33.

4- نهج البلاغة، الشريف الرضي: الخطبة 163، ص 306.

5- نهج البلاغة، الشريف الرضي: الخطبة 185، ص 360.

6- الكافي، الشيخ الكليني: كتاب التوحيد، باب الكون والمكان، ح 8 ، ص 90.

7- المصدر السابق.

8- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 6، ص 116.


الصفحة 431

أي: الموجود الذي لا بداية له ولا نهاية.

والموجود الذي لم يسبقه العدم ولا يلحقه(1).

95 ـ القريب

قال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } [ البقرة: 186 ]

معاني القريب:

1 ـ المجيب(2)، والله تعالى قريب من عباده، أي: قريب ممن يدعوه بالإجابة.

2 ـ إنّه تعالى قريب من عباده عن طريق علمه بسرائرهم وبواطنهم(3).

96 ـ القوي

قال تعالى: { إنّ ربّك هو القوي العزيز } [ هود: 66 ]

{ الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز } [ الشورى: 19 ]

الله قوي، أي: ذو قوّة تامّة وكاملة وغير متناهية بحيث لا يمسّه ضعف حين القيام بأفعاله، ولا يستعين بأحد أبداً،(4) بخلاف المخلوق، فإنّه على رغم اتّصافه بالقوّة فإنّ قوّته ناقصة ومتناهية وممزوجة بالضعف والعجز.

97 ـ القيّوم

قال تعالى: { الله لا إله إلاّ هو الحي القيّوم } [ البقرة: 255 ]

معاني القيوم:

1 ـ القيّوميّة تعني حفظ الشيء وتدبير شؤونه والمراقبة عليه(5).

____________

1- انظر: المنجد في اللغة، مادّة (سرم)، ص 331.

2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 204 ـ 205.

3- المصدر السابق.

4- انظر: المصدر السابق: باب 29، ص 204.

علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 136.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 205.


الصفحة 432

والله تعالى قيّوم، أي: "الحافظ لكلّ شيء والمعطي له ما به قوامه"(1).

2 ـ إنّ الله "قيّوم"، أي: هو القائم بذاته المقيم لغيره، وهو الذي لا يحتاج في قيامه إلى شيء، بل الغير يحتاج في قيامه وتدبير شؤونه إليه تعالى(2).

98 ـ الكاشف

قال تعالى: { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلاّ هو } [ الأنعام: 17 ]

والله تعالى كاشف الضرّ وكاشف الكرب، وهو الذي يفرّج على العباد، ويكشف عنهم السوء والبلاء والهم والغم(3).

99 ـ الكافي

قال تعالى: { أليس الله بكاف عبده } [ الزمر: 36 ]

والله كافي، أي: يلبّي متطلّبات عباده من دون أن يحتاجوا بعد ذلك إلى غيره، بل يكفيهم ويسدّ احتياجهم ويحقّق لهم جميع مبتغياتهم بصورة كاملة ولا يلجئهم إلى غيره(4).

100 ـ الكبير

قال تعالى: { إنّ الله هو العلي الكبير } [ الحج: 62 ]

{ عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال } [ الرعد: 9 ]

معاني الكبير:

1 ـ كبير الشأن، السيّد، يقال لسيّد القوم: كبيرهم(5).

قال الإمام علي(عليه السلام): "... ليس بذي كبر امتدت به النهايات، فكبرته تجسيماً... بل كبر شأناً"(6).

____________

1- مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادّة (قوم)، ص 691.

2- انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، الفصل الثاني، المسألة 21، ص 416.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 208.

4- انظر: المصدر السابق.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 207.

6- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 185.


الصفحة 433

2 ـ الذي له الكبرياء، والكبرياء عبارة عن كمال وعظمة الذات والصفات(1).

3 ـ أكبر من أن تشاهده الحواس أو تدرك حقيقة ذاته العقول.

ورد في حديث شريف:

قال رجل عند الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "الله أكبر".

قال له(عليه السلام): "الله أكبر من أيّ شيء؟".

قال الرجل: من كلّ شيء.

قال له(عليه السلام): "حدّدته".

قال الرجل: كيف أقول؟

قال له(عليه السلام): "قل: الله أكبر من أن يوصف"(2).

101 ـ الكريم

قال تعالى: { ومن شكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ ربي غني كريم } [ النمل: 40 ]

{ يا أيّها الإنسان ما غرّك بربك الكريم } [ الانفطار: 6 ]

معاني الكريم:

1 ـ العزيز، يُقال: فلان أكرم عليّ من فلان، أي: أعزُّ منه(3).

2 ـ الجواد، المُحسن، والمتفضّل بالنعم، يُقال: رجل كريم، أي: جواد(4).

3 ـ الشريف، وهو صفة يتّصف بها إزاء الأفعال المحمودة التي تظهر منه تعالى(5).

____________

1- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 126.

2- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 46، ح 1، ص 305 ـ 306.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 207.

4- المصدر السابق .

5- تاج العروس، محمّد مرتضى الزبيدي: ج 9، مادة (كرم)، ص 44.


الصفحة 434

102 ـ الكفيل

قال تعالى: { وقد جعلتم الله عليكم كفيلا } [ النحل: 91 ]

الكفالة: الضمان، والله كفيل; لأنّه يتكفّل أمور عباده (وفق بعض الشروط)، ويضمن لهم القيام بها(1).

103 ـ اللطيف

قال تعالى: { الله لطيف بعباده } [ الشورى: 19 ]

{ إنّ الله لطيف خبير } [ الحج: 63 ]

معاني اللطيف:

1 ـ اللطف عبارة عن قوّة النفوذ إلى بواطن الأشياء وخفيّات الأمور مهما كانت دقيقة، والله لطيف، أي: هو الذي أحاط علمه ببواطن الأشياء وخفيّات الأمور(2).

2 ـ الذي يعلم دقائق مصالح عباده، ثمّ يوصلها إليهم، برفق ومن حيث لا يشعرون.(3) وبعبارة أخرى: اللطيف هو المنعم الذي يوصل نعمه إلى عباده من حيث لا يعلمون ومن حيث لا يحتسبون(4).

3 ـ كناية عن كونه تعالى غير محسوس(5)، ولا يمكن معرفة كنه ذاته(6).

104 ـ المؤخِّر

قال تعالى: { ولا تحسبنّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنّما يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار } [ إبراهيم: 42 ]

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "اللهم أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر"(7).

____________

1- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادّة (كفل)، ص 717.

2- انظر: مفرادت ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (لطف)، ص 740.

3- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 12، مادّة (لطف)، ص 283.

4- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 123.

5- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادّة (لطف)، ص 740.

6- انظر: الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب آخر من الباب الأوّل، ح 2، ص 122.

7- الكافي، الشيخ الكليني: ج 2، باب: الدعاء في أدبار الصلوات، ح 6، ص 548.


الصفحة 435

المؤخِّر من التأخير، وهو يقع في الأزمنة والأمكنة والمنازل المعنوية، ويسمّى الله تعالى المؤخّر; لأنّه يؤخِّر ما ومن يشاء بحكمته، ومثاله أنّه تعالى يؤخّر أعداءه بإبعادهم عن رحمته.

105 ـ المؤمن

قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلاّ هو الملك... المؤمن المهيمن... } [ الحشر: 23 ]

معاني المؤمن:

1 ـ المؤمن مأخوذ من "الإيمان" بمعنى "التصديق".

والله مؤمن، أي: مصدِّق، ومن نماذج تصديقه:

أوّلاً: إنّه يصدّق رسله وأنبياءه عن طريق إعطائهم المعجزات.

ثانياً: إنّه يصدّق عباده ما وعدهم(1)، ويفي بما ضمنه لهم من رزق في الدنيا أو ثواب على أعمالهم في الآخرة(2).

2 ـ المؤمن مأخوذ من "الأمن".

والله مؤمن، أي: هو الذي يعود إليه الأمن والأمان بحيث:

لا يمكن نيل الأمان في الدنيا من الآفات والمهلكات.

ولا يمكن نيل الأمان في الآخرة من العذاب والنقمات.

إلاّ عن طريق التمسّك بالأسباب التي خلقها الله أو هيّأها للعباد(3).

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "سمّي الباري عزّ وجلّ مؤمناً; لأنّه يؤمِن من عذابه مَن أطاعه"(4).

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 200.

2- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 116.

3- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 112.

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 200.


الصفحة 436

106 ـ مالك الملك

قال تعالى: { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء } [ آل عمران: 26 ]

المُلك يعني: المملكة والسلطة وتدبير الأمور والشؤون.

المالك يعني: القادر التام في قدرته.

والله مالك الملك; لأنّه في كمال القدرة بحيث يتمكّن من التصرّف في ملكه كيفما يشاء(1).

107 ـ مالك يوم الدين

قال تعالى: { الحمد لله ربّ العالمين * مالك يوم الدين } [ الفاتحة: 3 ]

أي: مالك يوم الجزاء (يوم القيامة)(2).

تنبيه :

إنّ الله مالك الدنيا ومالك الآخرة، ولكن ورد التأكيد على ملكه تعالى في الآخرة; لأنّ العباد يفقدون في الآخرة ملكيتهم الاعتبارية التي كانوا يمتلكونها في الدنيا، وتُسلب منهم القدرة على التصرّف كما كانوا يتصرّفون في الدنيا، فتتجلى لهم عندئذ مالكية الله تعالى أكثر من تجلّيها لهم في الدنيا.

108 ـ المانع

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "اللّهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت"(3).

معاني المانع:

1 ـ حفظه تعالى للأشياء يكون عن طريق منع وصول المهلكات وعوامل الإفساد إلى تلك الأشياء، ولولا منع الله المهلكات عنها لفسدت واختلّ نظامها(4).

2 ـ إنّه تعالى يمنع وصول الرزق إلى بعض عباده لاستحقاقهم المنع أو لوجود

____________

1- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 144.

2- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 4، مادة (دين)، ص 460.

3- الأمالي، الشيخ المفيد: المجلس العاشر، ح 7، ص 91.

4- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 146.


الصفحة 437

حكمة ومصلحة في ذلك(1).

3 ـ إنّه تعالى ناصر; لأنّه ينصر أولياءه عن طريق منع وصول شرّ الأعداء إليهم(2).

109 ـ المبدي

قال تعالى: { إنّه هو يُبدىء ويعيد } [ البروج: 13 ]

معاني المبدي:

1 ـ المبدي مأخوذ من: أبدأ الشيء، بمعنى: فعل الشيء ابتداءً .

والله مبدي، أي: هو الذي أنشأ المخلوقات ابتداءً(3).

2 ـ المبدي مأخوذ من: أبدى، بمعنى: أظهر.

والله مبدي، أي: هو الذي أظهر المخلوقات لا من شيء .

3 ـ "المبدي" يعني الموجد، و "المعيد" أيضاً يعني الموجد.

والفرق بين "المبدي" و "المعيد":

الإبداء: الإيجاد إذا لم يكن مسبوقاً بمثله.

الإعادة: الإيجاد إذا كان مسبوقاً بمثله(4).

110 ـ المبين

قال تعالى: { إنّ الله هو الحق المبين } [ النور: 25 ]

المبين مأخوذ من الإبانة بمعنى الاتّضاح والانكشاف.

والله "مُبين"، أي: هو الظاهر والواضح والمنكشف لعباده عن طريق آثار صنعه

____________

1- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 137.

2- المصدر السابق.

3- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 1، مادة (بدأ)، ص 333.

4- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني، 1 / 137.


الصفحة 438

ومخلوقاته(1)، بل هو الظاهر والمنكشف بذاته، ولكن لا يدرك هذا الظهور الجلّي والمباشر إلاّ ذوي البصائر النيّرة.

ولهذا قال الإمام الحسين(عليه السلام): "كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتّى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى بعدت حتّى تكون الآثار هي التي توصل إليك"(2).

111 ـ المتعال

قال تعالى: { عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال } [ الرعد: 9 ]

المتعال مأخوذ من التعالي بمعنى التسامي والارتفاع.

معاني المتعال:

1 ـ الذي تعالى عن كلّ نقص وعيب وعن كلّ شريك، وعمّا يصفه الكافرون(3).

قال عزّ وجلّ: { تعالى الله عما يصفون } [ الأنعام: 100 ]، { فتعالى الله عمّا يشركون } [ الأعراف: 190 ]، { تعالى عمّا يقولون علوّاً كبيراً } [ الإسراء: 43 ]

2 ـ المتسلّط على كلّ شيء، والذي لا يتسلّط عليه شيء.

112 ـ المتكبّر

قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلاّ هو الملك... الجبار المتكبّر } [ الحشر: 23 ]

المتكبّر مأخوذ من الكبر بمعنى العظمة والكبرياء.

والله هو المتكبّر، أي: هو المتلبّس برداء العظمة والكبرياء، وهو الذي "لا يرى العظمة والكبرياء إلاّ لنفسه"(4); لأنّه تعالى هو الوحيد العظيم بذاته، وإذا كان لغيره

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 207.

2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 67، باب 4، ذيل ح 5، ص 142.

3- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 9، مادّة (علو)، ص 378.

4- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 114.


الصفحة 439

من العظمة فهي من الله، وهي من عطاء الله لهذا الغير، ولهذا تكون العظمة والكبرياء الحقيقية لله تعالى دون غيره.

تنبيه :

تكشف الحقائق المذكورة أعلاه بأنّ صفة "التكبّر" صفة مدح وكمال لله، وصفة ذم ونقصان لغيره; لأنّ ادّعاء الكبرياء والعظمة الذاتية بالنسبة إلى غيره تعالى ادّعاء كاذب .

قال الإمام علي(عليه السلام): "الحمد لله الذي لبس العزّ والكبرياء واختارهما لنفسه دون خلقه، وجعلهما حمى وحرماً على غيره واصطفاهما لجلاله..."(1).

113 ـ المتين

قال تعالى: { إنّ الله هو الرزاق ذو القوة المتين } [ الذاريات: 58 ]

المتانة تدل على شدّة القوّة(2)، وهي أبلغ من مطلق القوّة; لأنّها تدلّ على القوّة الزائدة، والله تعالى متين، أي: له كمال القوّة التي لاتعارضها ولا تشاركها ولا تدانيها قوّة، كما أنّه تعالى متين، أي: القوي الشديد الذي لا يلحقه في أفعاله مشقّة ولا كلفة ولا تعب(3).

114 ـ المجيب

قال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإنّي قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } [ البقرة: 186 ]

{ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء } [ النحل: 62 ]

{ إنّ ربّي قريب مجيب } [ هود: 61 ]

المجيب، أي: ملبّي الطلب، والله مجيب، أي: هو الذي يقابل دعاء الداعي إذا

____________

1- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 192، ص 384 ـ 385.

2- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 136.

3- لسان العرب، ابن منظور: ج 13، مادة (متن)، ص 18.


الصفحة 440

دعاه بالإجابة(1).

115 ـ المجيد

قال تعالى: { إنّه حميد مجيد } [ هود: 73 ]

معاني المجيد:

1 ـ المجيد مشتق من المجد بمعنى الشرف وكثرة أوصاف الكمال، وكثرة أفعال الخير(2).

وبعبارة أخرى: يطلق المجد على شرف الذات فيما لو تقارن ذلك مع حسن الأفعال(3).

وهذا الوصف مستلزم للعظمة، ولهذا يقال: مجّده خلقه، أي: عظّموه(4).

2 ـ المجيد مشتق من المجد، وأصل المجد في كلام العرب: السعة، ويُقال: رجل ماجد إذا كان واسع العطاء(5).

والله تعالى مجيد، أي: الواسع في الكرم والجلال(6).

واُطلق هذا الاسم عليه تعالى باعتبار رفعة ذاته تعالى وصفاته، وسعة كرمه وإحسانه.

116 ـ المحصي

قال تعالى: { وأحصى كلّ شيء عدداً } [ الجن: 28 ]

المحصي، أي: العالم بمقادير وحساب الأشياء، وما من شأنه التعداد، ويرجع هذا الأمر إلى كمال وشمولية علمه تعالى(7).

____________

1- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 130.

2- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 13، مادة (مجد)، ص 28.

3- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 133.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 206.

5- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 80 .

6- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (مجد)، ص 760.

7- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 137.


الصفحة 441

117 ـ المحيط

قال تعالى: { إنّ الله بكل شيء محيط } [ فصلت: 54 ]

{ والله محيط بالكافرين } [ البقرة: 19 ]

معاني المحيط:

1 ـ الشامل علمه(1)، ومعنى: "المحيط بالشيء": الذي بلغ علمه الحدّ الأقصى بالنسبة إلى ذلك الشيء(2).

2 ـ المستولي المقتدر(3); لأنّه تعالى أحاطت قدرته بجميع خلقه(4).

118 ـ المحيي

قال تعالى: { قل الله يحييكم... } [ الجاثية: 26 ]

{ فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيى الأرض بعد موتها إنّ ذلك لمحيي الموتى وهو على كلّ شيء قدير } [ الروم: 50 ]

والله تعالى محيي; لأنّه يوجد الحياة ويهبها لمن يشاء من مخلوقاته(5).

119 ـ المدبّر

قال تعالى: { يدبّر الأمر } [ يونس: 3 ]

المدبّر يعني المتصرّف بالأمور ما يوجب حسن عواقبها(6).

120 ـ المذلّ

قال تعالى: { تعز من تشاء وتذل من تشاء } [ آل عمران: 26 ]

____________

1- القواعد والفوائد، محمّد بن مكّي العاملي: ج 1، قاعدة 211، ص 174.

2- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 207.

3- المصدر السابق .

4- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 81 .

5- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 133.

6- انظر: المصدر السابق: 1 / 92.


الصفحة 442

المذلّ، اسم فاعل من الإذلال بمعنى إسقاط الشأن والإهانة وتضعيف الشخصية وانحدارها إلى الضعة والهوان(1).

والله تعالى حكيم، ولهذا لا يذل إلاّ من يستحق ذلك.

121 ـ المستعان

قال تعالى: { والله المستعان } [ يوسف: 18 ]، { وإياك نستعين } [ الفاتحة: 4 ]

{ وربّنا الرحمن المستعان } [ الأنبياء: 112 ]

المستعان، اسم مفعول من "استعان"، والاستعانة تعني طلب العون(2).

والله هوالمستعان الذي يُطلب منه العون حقيقة واستقلالاً، وأمّا الاستعانة بغير الله فلا تجوز إلاّ مع الاعتقاد بأنّ ذلك الغير غير مستقل في الإعانة.

ومنه قوله تعالى حاكياً عن ذي القرنين: { قال ما مكني فيه ربّي خير فاعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردماً } [ الكهف: 95 ]

وقوله تعالى: { استعينوا بالصبر والصلاة } [ البقرة: 153 ]

122 ـ المصوّر

قال تعالى: { هو الله الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى } [ الحشر: 24 ]

المصوّر مأخوذ من "التصوير" بمعنى التخطيط والترتيب والتزيين(3).

والله مصوّر; لأنّه مبدع للصور ومزيّن ومرتّب لها، وهو الذي أوجد الصور المختلفة في خلقه، سواء كان هذا التصوير منه تعالى بصورة مباشرة أو عن طريق الأسباب المادّية التي منحها قدرة التأثير لإيجاد التصوير بإذنه ومشيئته.

____________

1- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 152.

2- انظر: المنجد في اللغة: مادّة (عون)، ص 539.

3- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 62.


الصفحة 443

123 ـ المُعزّ

قال تعالى: { قل اللّهم مالك الملك... تعز من تشاء وتذل من تشاء } [ آل عمران: 26 ]

المعز اسم فاعل من "الإعزاز" بمعنى إعلاء الشأن والتكريم والتقوية،(1) وقال تعالى: { إنّ العزّة لله جميعاً } [ يونس: 65 ]

124 ـ المعطي

قال تعالى: { كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً } [ الإسراء: 20 ]

عطاء ربّك، أي: نعمة ربّك ورزقه(2)، وعطاء الله يشمل المطيع والعاصي والمؤمن والكافر، والله يمدّ جميع المخلوقات بعطائه الواسع.

125 ـ المعيد

قال تعالى: { إنّه هو يبدئ ويعيد } [ البروج: 13 ]

المعيد مأخوذ من الإعادة بمعنى إرجاع الشيء إلى ما كان عليه.

والله معيد; لأنّه يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات، ثمّ يعيدهم بعد الممات إلى الحياة(3). والأشياء كلّها من الله بدأت وإليه تعود(4).

قال تعالى: { وكنتم أمواتاً فأحياكم ثمّ يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون } [ البقرة: 28 ]

____________

1- انظر: المنجد في اللغة: مادّة (عزز)، ص 503.

للمزيد راجع في هذا الكتاب، الفصل السادس عشر، أسماء الله تعالى، المبحث السابع، العزيز.

2- انظر: مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 6، تفسير آية 20 من سورة الإسراء، ص 628.

3- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 133.

4- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 137.


الصفحة 444

126 ـ المغني

قال تعالى: { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم } [ النور: 32 ]

{ يغنيكم الله من فضله } [ التوبة: 28 ]

المغني مأخوذ من "الغنى" بمعنى الاكتفاء وإزالة الاحتياج.

والله مغني; لأنّه يسدّ احتياجات الخلق، ويسوق إليهم أرزاقهم، ويعطيهم ما فيه الكفاية لهم وفق ما تقتضيه حكمته تعالى(1).

127 ـ المغيث

قال تعالى: { إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم } [ الأنفال: 9 ]

المغيث اسم فاعل من الغوث بمعنى تفريج الكرب وإزالة الشدّة.

والله مغيث; لأنّه يجيب إغاثة اللهفان والمضطر، وينقذه من لهفته وشدّته، وهو الذي ييسّر أمور العباد بعد وقوعهم في العسر والشدائد والكربات(2).

قال تعالى: { وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته }[ الشورى: 28 ]

128 ـ المقتدر

قال تعالى: { وكان الله على كلّ شيء مقتدراً } [ الكهف: 45 ]

المقتدر، أي: ذو القدرة التامّة والشمولية والكاملة، و "المقتدر" أبلغ من "القادر" و"القدير"; لأنّه يقتضي الإطلاق.

والله تعالى مقتدر; لأنّه قادر على كلّ شيء بصورة تامّة وشمولية وكاملة(3).

____________

1- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 154 ـ 155.

2- انظر: أسماء الله الحسنى، ابن القيم: 249.

3- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 63.


الصفحة 445

129 ـ المقدِّم

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "اللهم أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر"(1).

المقدِّم مأخوذ من التقديم، وهو يقع في الأزمنة والأمكنة والمنازل المعنوية. والله مقدِّم; لأنّه يقدّم ما ومن يشاء بحكمته، ومثال ذلك أنّه يقدّم أولياءه فيقرّبهم إليه ويهديهم إلى معرفته.

130 ـ المقسِط

قال تعالى: { شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط }[ آل عمران: 18 ]

المقسط هو الذي ينتصف للمظلوم من الظالم(2).

والله مقسِط، أي: يعدل بين الخلائق فيما يجري بينهم من تظلّم.

131 ـ المقيت

قال تعالى: { وكان الله على شيء مقيتاً } [ النساء: 85 ]

معاني المقيت:

1 ـ الحافظ الرقيب(3).

2 ـ خالق الأقوات(4).

3 ـ المستولى والقادر على كلّ شيء، فيكون معنى كونه تعالى "مقيتاً"، أي: مطّلعاً وقادراً(5).

132 ـ المَلِك

قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلاّ هو الملك... } [ الحشر: 23 ]

{ فتعالى الله الملك الحق } [ طه: 114 ]

____________

1- الكافي، الشيخ الكليني: ج 2، باب الدعاء في أدبار الصلوات، ح 6، ص 548.

2- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 145.

3- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 207.

4- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 128.

5- المصدر السابق .


الصفحة 446

المِلك: هو المتصرّف بالأمر والنهي في عباده، والحاكم الذي يرجع إليه تكليف العباد، وهذا يرجع إلى كمال قدرة الله تعالى على تصرّفه بالممكنات.

والله مَلِك; لأنّه "يأمر وينهى ويكرم ويهين ويثيب ويعاقب ويعطي ويمنع ويعزّ ويذل"(1).

133 ـ المميت

قال تعالى: { لا إله إلاّ هو يحيي ويميت } [ الأعراف: 158 ]

{ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون } [ البقرة: 28 ]

والله مميت; لأنّه "يقوم بفعل الموت"(2)، وهو الذي يسلب الحياة من الكائنات الحيّة ويُحدِث الموت فيها(3).

134 ـ المنّان

قال تعالى: { الله يمن على من يشاء من عباده } [ إبراهيم: 11 ]

المنّان يعني المعطي المنعم(4).

والله منّان; لأنّه أعطى فأحسن العطاء، وأنعم فأجزل النعم(5).

قال تعالى : { وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها } [ إبراهيم : 34 ]

135 ـ المنتقم

قال تعالى: { إنّ الله عزيز ذو انتقام } [ إبراهيم: 47 ]

{ إنا من المجرمين منتقمون } [ السجدة: 22 ]

الانتقام السائد بين الناس يعني "أن تذيق غيرك من الشرّ ما يعادل ما أذاقك منه

____________

1- أسماء الله الحسنى، ابن قيم الجوزية: 93.

2- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 137.

3- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 133.

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 206.

5- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 120.


الصفحة 447

أو تزيد عليه"(1)، والداعي إلى الانتقام ـ بصورة عامّة ـ هو التشفّي.

وبما أنّ الله منزّه عن لحوق الشرّ به، ومنزّه عن التشفّي، فيكون معنى انتقامه أن يذيق المجرمين من الشرّ بمقدار ما يقتضيه العدل والحكمة.

تنبيه :

لا ينتقم الله من العتاة والعصاة والطغاة إلاّ بعد الإعذار والإنذار وإتمام الحجّة، ولا يكون انتقامه تعالى إلاّ بعد إصرار هؤلاء على المخالفة وعدم الارتداع عن المعصية(2).

136 ـ المهيمن

قال تعالى: { لا إله إلاّ هو... المهيمن العزيز الجبار... } [ الحشر: 23 ].

المهيمن مأخوذ من "الهيمنة" بمعنى الاستيلاء والإحاطة(3).

ويتضمّن هذا الاستيلاء والإحاطة اتّصاف المهيمن بوصفين آخرين، وهما:

1 ـ الشاهد(4); لأنّ من يستولي ويشرف على شيء يكون عالماً بجزئياته، وتكون له الإحاطة الكاملة به، فتكون له المشاهدة الكاملة له.

2 ـ الحافظ(5)، ولهذا يقال: هيمن الطائر، إذا نشر جناحيه على فرخه صيانة له، ومن هنا يكون معنى المهيمن: الحفظ والمراقبة(6).

تنبيه :

"المهيمن" ـ في الأصل ـ مشتقّ من "أمن"، ثمّ قلبت الهمزة إلى الهاء، فالمهيمن

____________

1- الميزان في تفسير القرآن، العلاّمة الطباطبائي: ج 12، تفسير آية 47 من سورة إبراهيم، ص 86 .

2- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 143.

3- انظر: المصدر السابق: 1 / 113.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 200.

5- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 113.

6- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 200.


الصفحة 448

أصله المؤيمن(1)، أي: موجد الأمن والأمان وذلك عن طريق الإحاطة به من أجل حفظه من الخطورات المتّجهة إليه من الخارج .

137 ـ المولى

قال تعالى: { إنّ الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير } [ الأنفال: 40 ]

{ ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم } [ محمّد: 11 ]

معاني المولى:

1 ـ الناصر(2)، والله مولى الذين آمنوا، أي: يتولّى نصرهم على أعدائهم، ويعينهم في المواقف الشديدة والصعبة.

2 ـ الأولى(3)، والله هو المولى، أي: هو الأولى بالعباد من أنفسهم، وهو الذي يتولّى إصلاح شؤونهم، وينبغي للعباد الخضوع لأوامره والاجتناب عن نواهيه.

138 ـ الناصر ـ النصير

قال تعالى: { بل الله مولاكم وهو خير الناصرين } [ آل عمران: 150 ]

{ وكفى بالله نصيراً } [ النساء: 45 ]

الناصر مأخوذ من النصرة بمعنى الإعانة، والنصير مبالغة في النصر، والله هو الناصر، أي: هو المعين(4).

139 ـ النافع

قال تعالى: { قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضرّاً أو أراد بكم نفعاً } [ الفتح: 11 ]

والله هو "النافع"، أي: هو الذي يصدر منه النفع(5)، من قبيل: العطاء والزيادة في

____________

1- انظر: المنجد في اللغة : مادة (هيم)، ص882 .

2- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 206.

3- المصدر السابق .

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 208.

5- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 146.


الصفحة 449

الأموال والأنفس والثمرات.

140 ـ النور

قال تعالى: { الله نور السماوات والأرض } [ النور: 35 ]

معاني "الله نور":

1 ـ الهادي، أي: إنّ الناس يهتدون بالله في مصالحهم كما يهتدون بالنور والضياء في مسالكهم(1).

قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) حول قوله تعالى: { الله نور السماوات والأرض } : "هاد لأهل السماء وهاد لأهل الأرض"(2).

2 ـ الظاهر بذاته والمُظهر لغيره(3).

توضيح ذلك:

العين الباصرة في الإنسان لا يمكنها رؤية الأشياء إلاّ عن طريق الاستعانة بالنور الذي يظهر لها الأشياء.

وأمّا النور نفسه فلا تحتاج العين إلى شيء تستعين به لرؤيته; لأنّه ظاهر بذاته، ولا يحتاج في ظهوره إلى شيء آخر.

فاستعير هذا المصطلح "النور" لله تعالى ليدلّ على هذه الحقيقة بأنّه تعالى "ظاهر بذاته ومُظهر لغيره".

قال الإمام الحسين(عليه السلام) في دعائه بعرفة: "أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المُظهِر لك"(4).

تنبيه :

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 208.

2- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 4، ص 115.

3- انظر: علم اليقين: محسن الكاشاني 1: 147 .

4- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 67، ب 4، ذيل ح 5، ص 142.


الصفحة 450

لا يجوز التوهّم بأنّ الله كالنور الحسيّ; لأنّ النور الحسيّ تُضاده الظلمة وتزيله، ولكن الله منزّه عن الضدّ أو النِدّ(1).

141 ـ الواجد

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "اللّهم إنّي أسألك باسمك... وأنت الله الماجد الواجد..."(2).

معاني الواجد:

1 ـ الغني، وهو في مقابل "الفاقد"(3).

والله هو "الواجد"، أي: الغني الذي لا يفتقر إلى شيء في تحقّق مراده(4); لأنّ كلّ شيء حاضر لديه ومملوك له، ولا يضل عنه شيء ولا يفوته شيء.

2 ـ العالم، إذا كان "الواجد" مأخوذاً من الوجدان.

ومنه قوله تعالى: { ووجد الله عنده } [ النور: 39 ] أي: علمه.

142 ـ الواحد

قال تعالى: { والهكم إله واحد لا إله إلاّ هو الرحمن الرحيم } [ البقرة: 163 ]

{ لا تتخذوا الهين اثنين إنما هو إله واحد } [ النحل: 51 ]

{ أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار } [ يوسف: 39 ]

{ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إله واحد } [ المائدة: 73 ]

معاني الواحد:

1 ـ واحد بمعنى نفي الكثرة العددية(5).

____________

1- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 144.

2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 90، كتاب الصلاة، باب 6، ح 9، ص 44.

3- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 139.

4- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 84 .

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 190.


الصفحة 451

2 ـ الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر(1).

3 ـ المنفرد بالذات، لا يشابهه أحد(2).

قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام):

"الإنسان واحد في الاسم ولا واحد في المعنى.

والله جلّ جلاله هو واحد لا واحد غيره، لا اختلاف فيه ولا تفاوت ولا زيادة ولا نقصان ... "(3)(4).

143 ـ الوارث

قال تعالى: { انا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون } [ مريم: 40 ]

{ إنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون } [ الحجر: 23 ]

الوارث هو الذي ترجع إليه "الممتلكات" بعد فناء "مالكها".

والله تعالى هو الوارث، لأنّه الباقي الوحيد الذي ترجع إليه جميع الممتلكات بعد فناء مالكيها(5).

144 ـ الواسع

قال تعالى: { إنّ الله واسع عليم } [ البقرة: 115 ]

معاني الواسع:

1 ـ الغني، ويقال: فلان يعطي مِن سعة، أي: من غنى(6).

____________

1- انظر: مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 6، تفسير آية 16 من سورة الرعد، ص 438.

2- القواعد والفوائد، محمّد بن مكي العاملي، ج 2، قاعدة 211، ص 171.

3- الكافي، الشيخ الكليني: كتاب التوحيد، باب آخر من الباب الأوّل، ح 1، ص 119.

4- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل السادس: وحدانية الله تعالى.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 209.

علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 149.

6- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 208.


الصفحة 452

2 ـ الاتّساع والشمولية في العلم والمعرفة(1).

فيكون معنى الواسع: المحيط بجميع المعلومات.

3 ـ الاتّساع والشمولية في العطاء والإحسان(2).

فيكون معنى الواسع: الجواد الذي عمّت نعمته كلّ بر وفاجر، ووسع رزقه جميع خلقه سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين.

4 ـ الاتّساع والشمولية في القدرة(3).

فيكون معنى الواسع الذي لا يعجزه شيء .

5 ـ الإتّساع والشمولية في صفات الله تعالى وعظمتها.

145 ـ الوافي ـ الوفي

قال تعالى: { أوفوا بعهدي أوف بعهدكم } [ البقرة: 40 ]

وقال تعالى: { وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم } [ آل عمران: 57 ]

الوافي، أي: الموفي، ومعناه "لا يعجزه جزاء المحسنين، ولا يمنعه مانع من بلوغ تمامه، ولا تلجئه ضرورة إلى النقص من مقداره"(4).

146 ـ الوالي

قال تعالى: { وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مردّ له ومالهم من دونه من وال }[ الرعد: 11 ]

الوالي مشتق من الولاية، بمعنى: التصرّف والتدبير.

والله تعالى والينا، أي: المتصرّف بتدبير أمرنا(5).

____________

1- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 131.

2- المصدر السابق .

3- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 83 .

4- المصدر السابق: 1 / 140.

5- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 124.

علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 142.


الصفحة 453

147 ـ الوتر

قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "إنّ الله وتر يحب الوتر"(1).

الوتر يعني الفرد(2)، والله تعالى وتر; لأنّه الوحيد الذي يستحق العبادة، ولا يحقّ لأحد أن يضم إليه غيره في العبادة بحيث يجعل مع الله شفعاً، بل الله تعالى هو الوحيد والوتر في استحقاق العبادة(3).

148 ـ الودود

قال تعالى: { إنّ ربي رحيم ودود } [ هود: 90 ]

{ وهو الغفور الودود } [ البروج: 14 ]

الودود مأخوذ من الود بمعنى الحبّ.

معاني الودود:

1 ـ المحِب(4)، أي: يحب الله جميع العباد، ولهذا يريد لهم الخير ويمهّد لهم السبيل للتكامل، ويبعث إليهم الرسل والأنبياء من أجل هدايتهم وإرشادهم إلى الصراط المستقيم.

ويحبّ الله ـ أكثر من ذلك ـ عباده الصالحين نتيجة التزامهم بطاعته وعبادته، ولهذا يرفع الله درجات هؤلاء ويجعلهم من أهل القربى عنده.

2 ـ المحبوب، أي: إنّ الله هو المحبوب الذي يستحق أن يحب لذاته ولصفاته ولأفعاله ولكلّ ما يصدر منه تعالى(5).

ولهذا يحبه الأولياء والمؤمنون وينجذبون إليه نتيجة علمهم بأنّه المصدر الوحيد لنيل الخير والسعادة والفلاح.

____________

1- الكافي، الشيخ الكليني: ج 3، كتاب الطهارة، باب صفة الوضوء، ح 4، ص 25.

2- انظر: المنجد في اللغة، مادّة (وتر)، ص 885 .

3- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 43.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 208.

5- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 141.


الصفحة 454

149 ـ الوكيل

قال تعالى: { وهو على كلّ شيء وكيل } [ الأنعام: 102 ]

{ وكفى بالله وكيلا } [ النساء: 132 ]

معاني الوكيل:

1 ـ المتولّي لأمور العباد والقائم بتدبير شؤونهم(1).

2 ـ الملجأ أو المعتمد(2).

150 ـ الولي

قال تعالى: { الله ولي الذين آمنوا } [ البقرة: 257 ]

{ وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً } [ النساء: 45 ]

معاني الولي:

1 ـ مالك التدبير(3)، والمتكفّل بأمور الخلائق كلّها.

2 ـ الناصر أولياءه على أعدائه(4).

3 ـ المحبّ(5).

151 ـ الوهّاب

قال تعالى: { انّك أنت الوهاب } [ ص: 35 ]

الوهاب صيغة مبالغة من "الواهب"، وهي مشتقة من "الهبة"، معناها العطية من دون عوض.

والله "وهاب"، أي: كثير الإعطاء من غير عوض(6)، والمتفضّل بالعطايا المنعم بها لا عن استحقاق عليه(7).

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 209.

2- انظر: المصدر السابق: باب 29، ص 209.

3- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 123.

4- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 136.

5- انظر: المصدر السابق.

6- انظر: المصدر السابق: 1 / 116.

7- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 136.


الصفحة 455

152 ـ الهادي

قال تعالى: { ربنا الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثم هدى } [ طه: 50 ]

{ إنّ الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم } [ الحج: 54 ]

الهادي مأخوذ من الهداية، وهي ـ في اللغة ـ تعني الدلالة والإرشاد وبيان الطريق.

أقسام الهداية الإلهية:

1 ـ الهداية التكوينية: وهي أنّ الله أودع في ذات كلّ موجود ما يهديه إلى الغاية التي من أجلها خلقه تعالى.

2 ـ الهداية التشريعية: وهي عبارة عن إرشاد الله العباد المكلّفين إلى الحق عن طريق إرساله الرسل والأنبياء، وإنزاله الشرائع والكتب السماوية.

3 ـ الهداية الخاصّة: وهي عبارة عن التوفيق والمعونة والتسديد الإلهي للعباد المستحقين، ومنحهم المزيد من الثبات في طريق الحق(1).

* * *

____________

1- للمزيد راجع كتاب: العدل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، علاء الحسّون: الفصل الثاني عشر: الهداية والإضلال.


الصفحة 456

فهرس مصادر الكتاب

1 ـ القرآن الكريم.

2 ـ الإبانة عن أصول الديانة، أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، تحقيق: عباس صباغ، الطبعة الأُولى، 1414 هـ ، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.

3 ـ الأبحاث المفيدة، العلاّمة الحلّي، الطبعة الأولى، 1371 هـ ش، مؤسسة الإمام الصادق(عليه السلام) للبحوث والتعليم، قم، إيران.

4 ـ الاحتجاج، أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري والشيخ محمّد هادي، الطبعة الثانية، 1416 هـ ، دار الأسوة للطباعة والنشر.

5 ـ إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين، جمال الدين مقداد بن عبدالله السيوري (الفاضل المقداد) تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، الطبعة الأُولى، 1405 هـ ، منشورات مكتبة السيّد المرعشي النجفي، قم، إيران.

6 ـ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الشيخ المفيد، ج 2، تحقيق: مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) لإحياء التراث، الطبعة الأُولى، 1413 هـ. المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، قم، إيران.

7 ـ الاعتقادات في دين الإمامية، الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمي الصدوق، تحقيق: غلام رضا المازندراني، الطبعة الأُولى، 1412 هـ ، المطبعة العلمية، قم، إيران.

8 ـ الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد، المقداد بن عبدالله السيوري، تحقيق: صفاءالدين البصري، الطبعة الأُولى، 1412 هـ. مجمع البحوث الإسلامية، مشهد، إيران.

9 ـ الأسرار الخفية في العلوم العقلية، العلاّمة الحلّي، تحقيق: مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، الطبعة الأولى، 1421 هـ ، مركز انتشارات مكتب الإعلام


الصفحة 457

الاسلامي، قم، إيران.

10 ـ أسماء الله الحسنى، شمس الدين أبو عبدالله محمّد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ابن قيم الجوزية)، تحقيق: يوسف علي بديوي، أيمن عبدالرزاق الشوا، الطبعة الثالثة .

11 ـ الأسماء الثلاثة، الإله والرب والعبادة، جعفر السبحاني، الطبعة الأولى، 1417 هـ ، مؤسسة الإمام الصادق(عليه السلام)، قم، إيران.

12 ـ الأسماء والصفات، الحافظ أبو بكر أحمد بن حسين البيهقي، تحقيق: الشيخ عماد الدين أحمد حيدر، 2 ج، الطبعة الثانية، 1415 هـ ، دار الكتاب العربي، بيروت لبنان.

13 ـ الإشارات والتنبيهات (4ج)، أبو علي بن سينا، مع شرح نصيرالدين الطوسي، تحقيق: د. سليمان دنيا، الطبعة الأُولى، 1413 هـ ، مؤسسة النعمان للطباعة والنشر، بيروت، لبنان.

14 ـ إشراق اللاهوت في نقد شرح الياقوت، السيّد عميدالدين أبو عبدالله عبدالمطلب بن مجدالدين الحسين العُبَيدلي، تحقيق: علي أكبر ضيائي، الطبعة الأُولى، 1423 هـ ، مركز نشر ميراث مكتوب، طهران، إيران.

15 ـ الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة، السيّد رضي الدين علي ابن موسى بن جعفر بن طاووس، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، 3 ج، الطبعة الثانية، 1419 هـ ، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي.

16 ـ الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد، الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي، الطبعة الأُولى، 1399 هـ ، منشورات جمعية منتدى النشر، النجف الأشرف، العراق.

17 ـ الإلهيات على هدى الكتاب والسنة والعقل، محاضرات الشيخ جعفر السبحاني، بقلم: الشيخ حسن محمّد مكي العاملي، الطبعة الرابعة، 1413 هـ ، منشورات المركز العالمي للدراسات الإسلامية.

18 ـ الأمالي، الشيخ الصدوق، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة،


الصفحة 458

الطبعة الأولى، 1417 هـ ، مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة.

19 ـ الأمالي، الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة، الطبعة الأُولى، 1414 هـ ، نشر: دار الثقافة، قم، إيران.

20 ـ أمالي المرتضى، غرر الفوائد ودرر القلائد، الشريف المرتضى، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الأولى، 1373هـ ، دار إحياء الكتب العربية.

21 ـ الأمالي، الشيخ المفيد، تحقيق: حسين الأستاد ولي، علي أكبر الغفاري، الطبعة الأُولى، 1413 هـ ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد، ج 13، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد.

22 ـ الإمامة والتبصرة من الحيرة، الشيخ الصدوق، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي(عج)، الطبعة الأولى، مدرسة الإمام المهدي(عج)، قم، إيران.

23 ـ الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية، مقداد بن عبدالله السيوري، تحقيق: علي حاجي آبادي ـ عباس جلالي نيا، الطبعة الأولى، 1420 هـ ، مؤسسة الطبع التابعة للآستانة الرضوية المقدّسة، مشهد، إيران.

24 ـ أوائل المقالات، الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد، تحقيق: الشيخ إبراهيم الأنصاري، الطبعة الأُولى، 1413، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد، ج 4.

25 ـ إيضاح المراد في شرح كشف المراد، علي رباني كلبايكاني، الطبعة الأولى، 1424 هـ ، انتشارات مركز مديرية الحوزة العلمية، قم، إيران.

26 ـ الباب الحادي عشر للعلاّمة الحلّي، مع شرحه النافع يوم الحشر، لمقداد بن عبدالله السيوري ومفتاح الباب لأبي الفتح بن مخدوم الحسيني، تحقيق: د. مهدي محقّق، الطبعة الثالثة، 1372 هـ ش، انتشارات الآستانة الرضوية المقدّسة، مشهد، إيران.

27 ـ الباقلاني وآراؤه الكلامية، محمّد رمضان عبدالله، الطبعة الأولى، 1986 م، مطبعة الأُمّة، بغداد، العراق.


الصفحة 459

28 ـ بحار الأنوار، العلاّمة محمّد باقر المجلسي، 110 ج، دار الكتب الإسلامية طهران، إيران.

29 ـ براهين أصول المعارف الإلهية والعقائد الحقة للإمامية، أبو طالب التجليل، الطبعة الأُولى، 1418 هـ ، مطبعة مهر، قم، إيران.

30 ـ تاج العروس من جواهر القاموس، محمّد مرتضى الزبيدي، 10 ج، مكتبة الحياة، بيروت، لبنان.

31 ـ تاريخ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، لبنان.

32 ـ التبيان في تفسير القرآن، شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.

33 ـ تجريد الاعتقاد، الشيخ نصيرالدين الطوسي، تحقيق: محمّد جواد الحسيني الجلالي، الطبعة الأُولى، 1407 هـ ، مركز النشر، مكتب الإعلام الإسلامي.

34 ـ تصحيح اعتقادات الإمامية (جزء 5 ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد)، الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري المفيد، الطبعة الأولى، 1413 هـ ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد.

35 ـ التفسير، أبو النضر محمّد بن مسعود بن عياش السمرقندي، تحقيق: السيّد هاشم الرسولي المحلاتي، الطبعة الأولى، المكتبة العلمية الإسلامية، طهران، إيران.

36 ـ تقريب المعارف، أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي، تحقيق: فارس تبريزيان الحسّون، الطبعة الأُولى، 1417 هـ، الناشر: المحقّق، قم، إيران.

37 ـ تلخيص المحصّل المعروف بنقد المحصّل، خواجة نصيرالدين الطوسي، الطبعة الثانية، 1405 هـ ، دار الأضواء، بيروت، لبنان.

38 ـ التوحيد، الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق)، تصحيح وتعليق: السيّد هاشم الحسيني الطهراني، الطبعة السابعة، 1422 هـ ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم، إيران.


الصفحة 460

39 ـ التوحيد، مرتضى مطهري، ترجمة: إبراهيم الخزرجي، الطبعة الأولى، 1418 هـ ، دار المحجة البيضاء، بيروت، لبنان.

40 ـ التوحيد، بحوث في مراتبه ومعطياته، تقريراً لدروس السيّد كمال الحيدري، جواد علي كسار، الطبعة الثالثة، 1424 هـ ، دار فراقد للطباعة والنشر.

41 ـ جامع البيان في تفسير القرآن، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي، الطبعة السادسة، 1421 هـ ، انتشارات ناصر خسرو، قم، إيران.

42 ـ الجامع لأحكام القرآن، أبو عبدالله محمّد بن أحمد القرطبي، تحقيق: سالم مصطفى البدري، الطبعة الأولى، 1420 هـ ، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

43 ـ حقّ اليقين في معرفة أصول الدين، السيّد عبدالله شبّر، الطبعة الأُولى، 1418 هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان.

44 ـ حقائق التأويل في متشابه التنزيل، الشريف المرتضى، شرح: محمّدالرضا آل كاشف الغطاء، الطبعة الأولى، 1406 هـ ، دار الأضواء، بيروت، لبنان.

45 ـ كتاب الخلاف، الشيخ أبو جعفر بن الحسن الطوسي، الطبعة الأولى، 1403هـ ، مركز الثقافة الإسلامية، قم، إيران.

46 ـ دلائل الصدق، الشيخ محمّد حسن المظفر، الطبعة الثانية، 1396 هـ ، دار العلم للطباعة، القاهرة، مصر.

47 ـ الذخيرة في علم الكلام، الشريف المرتضى علم الهدى علي بن الحسين الموسوي، تحقيق: السيّد أحمد الحسيني، الطبعة الأُولى، 1411 هـ ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدّسة، إيران.

48 ـ الرسائل العشر، الشيخ الطوسي، تحقيق: واعظ زاده خراساني، الطبعة الأولى، 1404 هـ جامعة المدرسين، قم، إيران.

49 ـ الرسالة السعدية، العلاّمة أبو منصور جمال الدين الحسن بن يوسف الحلّي (ت 726) تحقيق: عبدالحسين محمّد علي البقال، الطبعة الأُولى، 1410 هـ ، مكتبة السيّد المرعشي النجفي، قم، إيران.

50 ـ الروضة البهية، زين الدين بن علي العاملي (الشهيد الثاني)، 10 ج، الطبعة


الصفحة 461

الأولى، 1410 هـ ، انتشارات داوري، قم، إيران.

51 ـ شرح الأسماء الحسنى، الملاّ هادي السبزواري (مجلدين)، مكتبة بصيرتي.

52 ـ شرح الأصول الخمسة، لقاضي القضاة عبدالجبار بن أحمد، تعليق: أحمد ابن الحسين بن أبي هاشم، تحقيق وتقديم: د. عبدالكريم عثمان، الطبعة الثانية، 1408 هـ ، مكتبة وهبة، القاهرة، مصر.

53 ـ شرح جمل العلم والعمل، الشريف علي بن الحسين المرتضى علم الهدى، تحقيق: الشيخ يعقوب الجعفري المراغي، الطبعة الثانية: 1419 هـ. دار الأسوة للطباعة والنشر، قم، إيران.

54 ـ شرح المقاصد، مسعود بن عمر الشهير بسعدالدين التفتازاني، تحقيق: د. عبدالرحمن عميرة، الطبعة الأُولى، 1409 هـ ، منشورات الشريف الرضي، قم، إيران.

55 ـ الصحاح، إسماعيل بن حمّاد الجوهري، تحقيق: أحمد عبدالغفور، الطبعة الرابعة، 1407 هـ ، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان.

56 ـ صحيح البخاري، أبو عبدالله محمّد بن إسماعيل، الطبعة الأولى، 1420 هـ ، دار الكتب العلمية.

56 ـ صحيح مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيشابوري، الطبعة الأولى، 1416 هـ ، دار ابن حزم، مكتبة المعارف، بيروت، لبنان.

57 ـ الصحيفة السجادية.

58 ـ صراط الحق في المعارف الإسلامية والأصول العقائدية، الشيخ محمّد آصف المحسني، الطبعة الثانية، 1413 هـ ، الحركة الإسلامية الأفغانية (القسم الثقافي) قم، إيران.

59 ـ عجالة المعرفة في أصول الدين، محمّد بن سعيد الراوندي، تحقيق: السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي، الطبعة الأولى، 1417 هـ ، مؤسسة آل البيت(عليهم السلام)لإحياء التراث، قم، إيران .

60 ـ عدة الأصول، الشيخ الطوسي، تحقيق: محمّد رضا الأنصاري القمي، الطبعة


الصفحة 462

الأولى، 1417هـ ، المطبعة ستارة، قم، إيران.

61 ـ العقيدة الإسلامية وأسسها، عبدالرحمن حسن جنكه الميداني، الطبعة الثانية، 1399 هـ ، دار العلم، دمشق، بيروت.

62 ـ علل الشرائع، الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، الطبعة الأُولى، 1386 هـ ، المكتبة الحيدرية.

63 ـ علم اليقين في أصول الدين، الشيخ محمّد بن المرتضى المدعو بالمولى محسن الكاشاني، 2 ج، الطبعة الأُولى، 1410، دار البلاغة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.

64 ـ عيون أخبار الرضا، الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الحسين بن بابويه القمي المعروف بالصدوق، 2 ج، الطبعة الأُولى، 1404 هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان.

65 ـ غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع، السيّد حمزة بن علي بن زهرة الحلبي، 2 ج، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري، الطبعة الأُولى، 1418 هـ ، مؤسسة الإمام الصادق(عليه السلام)، قم، إيران.

66 ـ الغيبة، الشيخ الطوسي، تحقيق: الشيخ عباد الله الطهراني، الشيخ علي أحمد ناصح، الطبعة الأولى، 1411 هـ ، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، إيران.

67 ـ في علم الكلام، دراسة فلسفية لآراء الفرق الإسلامية في أصول الدين، الأشاعرة، الدكتور أحمد محمود صبحي، الطبعة الرابعة، 1982 م، مؤسسة الثقافة الجامعية، الاسكندرية، مصر.

68 ـ قاموس الكتاب المقدّس، نخبة من الأساتذة، الطبعة الثانية عشر، دار الثقافة.

69 ـ قواعد العقائد، نصيرالدين الطوسي، تحقيق: الشيخ علي الرباني الگپايگاني، الطبعة الأُولى، 1416 هـ ، لجنة إدارة الحوزة العلمية، قم، إيران.

70 ـ قواعد المرام في علم الكلام، كمال الدين ميثم بن علي البحراني، (ت 699)، تحقيق: السيّد أحمد الحسيني، الطبعة الثانية: 1406 هـ ، منشورات مكتبة


الصفحة 463

السيّد المرعشي النجفي، قم، إيران.

71 ـ القواعد والفوائد، محمّد بن مكّي العاملي.

72 ـ الكافي، الشيخ ثقة الاسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، الطبعة السادسة، 1417 هـ ، دار الكتب الإسلامية، طهران، إيران.

73 ـ كتاب العين، الخليل الفراهيدي، تحقيق: د . مهدي المخزومي، د . إبراهيم السامرائي، الطبعة الأولى، 1414هـ ، انتشارات أسوة، قم، إيران.

74 ـ كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد، العلاّمة الحلّي، تحقيق وتعليق: الشيخ حسن المكّي العاملي، الطبعة الأُولى ، 1413هـ ، دار الصفوة، بيروت، لبنان .

75 ـ كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد. العلاّمة الحلّي، تصحيح: الشيخ حسن حسن زادة الآملي، الطبعة التاسعة، 1422 هـ ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم، إيران.

76 ـ كنز الفوائد، أبو الفتح الشيخ محمّد بن علي الكراجكي، تحقيق: عبدالله نعمة، الطبعة الأولى، 1405 هـ ، دار الأضواء، بيروت، لبنان.

77 ـ لسان العرب، لابن منظور (ت 711 هـ) الطبعة الثالثة، 1419 هـ ، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.

78 ـ اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية، لجمال الدين مقداد بن عبدالله الأسدي السيوري الحلّي، تحقيق: السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي، الطبعة الثانية، 1422 هـ ، مكتب الإعلام الإسلامي.

79 ـ مبادئ العربية، رشيد الشرتوني، (4ج)، الطبعة الحادية عشر، 1375 هـ ش، مؤسسة انتشارات دار العلم، قم، إيران.

80 ـ متشابه القرآن ومختلفه، محمّد بن علي بن شهر آشوب، الطبعة الثالثة، 1410 هـ ، انتشارات بيدار، قم، إيران.

81 ـ مجمع البحرين، الشيخ فخرالدين الطريحي، تحقيق: أحمد الحسيني، الطبعة الثانية، 1408 هـ.


الصفحة 464

82 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن، الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي، (10 أجزاء في 5 مجلدات)، الطبعة السادسة، 1421 هـ ، انتشارات ناصر خسرو.

83 ـ المحاسن، أبو جعفر أحمد بن محمّد البرقي، تحقيق السيّد مهدي الرجائي، الطبعة الثانية، 1416 هـ ، المجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام)، قم، إيران.

84 ـ محاضرات في العقيدة الإسلامية، أحمد البهادلي، الطبعة الأُولى ، 1399هـ ، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، لبنان .

85 ـ محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين من العلماء والحكماء والمتكلّمين، فخرالدين الرازي، راجعه وقدّم له: طه عبدالرؤوف سعد، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، مصر، ضمن سلسلة من تراث الرازي (4 ).

86 ـ مجمع الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري، تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأُولى، 1412هـ ، جامعة المدرسين، قم، إيران .

87 ـ المسائل العكبرية، الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري المفيد، (ج 5 ضمن مصنفات الشيخ المفيد)، تحقيق: علي أكبر الإلهي الخراساني، الطبعة الأولى، 1413 هـ ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، قم، إيران.

88 ـ المسلك في أصول الدين، نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد الحلّي، تحقيق: رضا الأستادي، الطبعة الأُولى، 1414 هـ ، مجمع البحوث الإسلامية، مشهد، إيران.

89 ـ مصباح الكفعمي، جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية، 2 ج، الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي، الطبعة الأولى، 1412 هـ ، مؤسسة النعمان، بيروت، لبنان.

90 ـ مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، الطبعة الأولى، 1411 هـ ، مؤسسة فقه الشيعة، بيروت، لبنان.

91 ـ المصطلحات الإسلامية، السيّد مرتضى العسكري، جمع وتنظيم: سليم الحسني، الطبعة الأُولى، 1418 هـ ، كلية أصول الدين، بيروت، لبنان.

92 ـ المطالب العالية من العلم الا لهي، فخرالدين الرازي، تحقيق: أحمد حجازي


الصفحة 465

السقا، الطبعة الأولى، 1407 هـ ، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان.

93 ـ معارف القرآن في معرفة الله، محمّد تقي مصباح اليزدي، تعريب: محمّد عبدالمنعم الخاقاني، الطبعة الأُولى، 1404، دار الهادي للمطبوعات، قم، إيران.

94 ـ المعجم الوسيط، قام بإخراجه: إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيّات، حامد عبدالقادر، محمّد علي النجار، مجمع اللغة العربية، الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث، 1410 هـ ـ 1989 م، دار الدعوة، مؤسسة ثقافية للتأليف والطباعة والنشر والتوزيع، استانبول، تركيا.

95 ـ مفاتيح الجنان، الشيخ عباس القمي.

96 ـ مفاهيم القرآن، جعفر سبحاني، الطبعة الأُولى، 1412 هـ ، مؤسسة الإمام الصادق(عليه السلام)، قم، إيران.

97 ـ مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصبهاني، تحقيق: صفوان عدنان داوودي، الطبعة الثالثة، 1424 هـ ، انتشارات ذوي القربى، قم، إيران.

98 ـ الملخّص في أصول الدين، الشريف المرتضى، تحقيق: محمّد رضا الأنصاري القمي، الطبعة الأولى 1420 هـ ، مركز نشر الجامعة ومكتبة مجلس الشورى الإسلامي، طهران، إيران.

99 ـ الملل والنحل، أبو الفتح محمّد بن عبدالكريم الشهرستاني، تحقيق: محمّد سيد كيلاني، (مجلدين)، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.

100 ـ مناهج اليقين في أصول الدين، العلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي، تحقيق: محمّد رضا الأنصاري القمي، الطبعة الأُولى، 1416 هـ ، الناشر: المحقّق، مطبعة ماران، قم، إيران.

101 ـ المنجد في اللغة، الطبعة الحادية والعشرين، 1973م، دار المشرق، بيروت، لبنان.

102 ـ المنقذ من التقليد (2ج) الشيخ سديدالدين محمود الحمصي الرازي (المتوفي أوائل القرن السابع)، الطبعة الأُولى، 1412 هـ ، تحقيق: مؤسسة النشر


الصفحة 466

الإسلامية، التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدّسة.

103 ـ كتاب المواقف للقاضي عضدالدين عبدالرحمن بن أحمد الإيجي بشرح الشريف علي بن محمّد الجرجاني، تحقيق: د، عبدالرحمن عمير، 3ج، الطبعة الأُولى، 1417 هـ ، دار الجليل، بيروت، لبنان.

104 ـ الميزان في تفسير القرآن، العلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي، الطبعة الخامسة، 1412 هـ ، مؤسسة إسماعيليان، قم، إيران.

105 ـ النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر، العلاّمة أبو منصور جمال الدين الحسن بن يوسف الحلّي، شرح الفقيه الفاضل المقداد السيوري، الطبعة الثانية، 1417 هـ ، دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.

106 ـ نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية، محمّد تقي مصباح اليزدي، إعداد: عبدالجواد الابراهيمي، الطبعة الأولى، 1417 هـ ، مؤسسة أنصاريان، قم، إيران.

107 ـ النكت الاعتقادية، الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري المفيد، ضمن مصنفات الشيخ المفيد، ج 10، الطبعة الأُولى، 1413 هـ ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد.

108 ـ نهاية الحكمة، العلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي، مركز الطباعة والنشر، دار التبليغ الاسلامي، قم.

109 ـ نهج البلاغة، وهو مجموعة ما اختاره الشريف أبو الحسن محمّد الرضي بن الحسن الموسوي من كلام أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ضبط نصّه وابتكر فهارسه العلمية: د. صبحي الصالح، الطبعة الأُولى، 1415 هـ ، دار الأسوة للطباعة والنشر.

110 ـ نهج الحق وكشف الصدق، العلاّمة الحسن بن يوسف المطهّر الحلّي، تعليق: الشيخ عين الله الحسني، الطبعة الأُولى، 1407 هـ ، مؤسسة دار الهجرة، قم، إيران.

111 ـ كتاب الوافي، الفيض الكاشاني، الطبعة الأولى، 1404 هـ ، منشورات مكتبة السيّد المرعشي النجفي، قم، إيران.

112 ـ وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي،


الصفحة 467

تحقيق: مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) لإحياء التراث، الطبعة الثانية، 1414 هـ ، قم، إيران.

113 ـ الياقوت في علم الكلام، أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت، تحقيق وتقديم: علي أكبر ضيائي، الطبعة الأولى، 1413 هـ ، مكتبة السيّد المرعشي النجفي العامة، قم، إيران.

فهرس المطالب / تحميل الكتاب

فهرس المطالب

zip pdf