الصفحة 401

معاني الحقّ:

1 ـ الحقّ وهو الثابت الذي لا يتغيّر، ولا يتناقض، ولا يعرض لذاته شيء، ولا يشوب ثبوته بطلان أبداً(1).

2 ـ الحقّ ما لا يسع إنكاره، ويلزم إثباته والاعتراف به(2).

3 ـ الحقّ معناه المحقّ(3).

4 ـ المراد من اتّصافه تعالى بالحقّ أنّ عبادته هي الحقّ وعبادة غيره باطل، ويؤيّد ذلك قوله تعالى: { ذلك بأنّ الله هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل } [ الحج: 62 ]، أي: يبطل ويذهب ولا يملك لأحد ثواباً ولا عقاباً(4).

28 ـ الحَكَم

قال تعالى: { حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين } [ يونس: 109 ]

{ أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب... } [ الأنعام: 114 ]

أصل "الحكم" منعُ الفساد، وأُطلق على الحاكم هذا الاسم لمنعه الناس عن ظلم أحدهم للآخر(5).

ومعنى كونه تعالى "الحَكَم" بين العباد: أنّ شريعته جاءت لتمنع العباد عن الفساد والظلم(6).

29 ـ الحكيم

قال تعالى: { لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم } [ آل عمران: 6 ]

معاني الحكيم:

____________

1- انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، الفصل الثاني، المسألة (21)، ص 415.

2- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 40.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 196.

4- انظر: المصدر السابق .

5- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 142.

6- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 121.


الصفحة 402

1 ـ العالم(1) الذي له أفضل العلم وأتمّه.

ومنه قوله تعالى: { يؤتي الحكمة من يشاء } [ البقرة: 269 ]

2 ـ الذي أفعاله محكمة ومتقنة وسديدة ومُصانة من الفساد(2).

ولهذا يكون الحكيم هو المنزّه عن فعل ما لا ينبغي، وهو الذي يضع الأشياء مواضعها اللائقة بها(3).

تنبيهان :

1 ـ الحكمة في اللغة لها أصل واحد، وهو "المنع"(4).

وسمّيت الحكمة "حكمة"; لأنّها تمنع الرجل من فعل ما لا ينبغي.

وأطلقت الحكمة على العلم، لأنّ العلم يمنع الجهل.

وأطلقت الحكمة على الفعل المتقن; لتبيّن منع وصول الفساد إلى هذا الفعل; لأنّ من أتقن فعله فهو ـ في الواقع ـ منع طروء الفساد على فعله، ولهذا أصبح فعله محكماً ومتقناً ومصاناً ومحفوظاً من الفساد والنقصان.

2 ـ إذا اعتبرنا "الحكمة" وصفاً للعلم، فسيكون معناها أفضل العلم وأتمّه، وستكون صفة "الحكيم" لله تعالى ـ وفق هذا المعنى ـ من صفات الله الذاتية.

وإذا اعتبرنا "الحكمة" وصفاً للفعل، فسيكون معناها كون الفعل متقناً ومنزّهاً، وستكون صفة "الحكيم" لله تعالى ـ وفق هذا المعنى ـ من صفات الله الفعلية.

30 ـ الحليم

قال تعالى: { إنّ الله غفور حليم } [ آل عمران: 155 ]

{ والله غني حليم } [ البقرة: 263 ]

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 195.

يبيّن قوله تعالى: (والله عليم حكيم ) [النساء: 26] بأنّ العلم غير الحكمة، ولهذا من الأفضل أن نقول: إذا أصبحت الحكمة وصفاً للعلم، فسيكون معناها أفضل العلم وأتمّه.

2- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 195 ـ 196.

3- مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 6، تفسير آية 60 من سورة النحل، ص 566.

4- انظر: لسان العرب، ابن منظور: مادّة حكم، ص 272.


الصفحة 403

من مصاديق حلمه تعالى على العباد عدم استعجاله في معاقبة العصاة منهم،(1)بل يفسح لهم المجال، ويقيم عليهم الحجّة، ويوفّر لهم الأجواء للتوبة والإنابة.

ومن كمال حلمه تعالى على هؤلاء أنّه لا يحبس عليهم النعم لأجل ذنوبهم، بل يرزقهم كما يرزق المطيعين.

ولهذا قال تعالى: { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخّرهم إلى أجل مسمّى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } [ النحل: 61 ]

31 ـ الحميد

قال تعالى: { إنّ الله هو الغني الحميد } [ لقمان: 26 ]

الحمد يعني الثناء على الشخص بالفضلية فيما يصدر منه من الأفعال الاختيارية، وهو خلاف الذمّ(2).

معاني الحميد:

1 ـ معناه المحمود(3)، أي: إنّ الله يستحق الحمد والثناء إزاء أفعاله الكمالية.

2 ـ معناه الحامد، أي: إنّ الله يثني على أهل طاعته بما يعملون من أفعال صالحة.

32 ـ الحنّان

ورد في دعاء للإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "وأنت الله لا إله إلاّ أنت الحنّان المنّان"(4).

الحنان، أي: الرحمة والعطف(5).

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 196.

2- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 3، مادة (حمد)، ص 314.

3- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 197.

4- الكافي، الشيخ الكليني: ج 2، باب: دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة، ح 18، ص 583 .

5- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 3، مادّة (حنن)، ص 366.


الصفحة 404

وورد أنّ الحنّان هو الذي يُقبل على من يُعرض عنه(1).

33 ـ الحي

قال تعالى: { الله لا إله إلاّ هو الحي القيوم } [ البقرة: 255 ]

معاني الحي:

1 ـ لا يصح عليه الموت والفناء.

قال تعالى: { وتوكّل على الحي الذي لا يموت } [ الفرقان: 58 ]

2 ـ الحي: ذو الحياة، والحياة صفة وجودية من شأنها أن تكون أساساً لصفتي العلم والقدرة(2).

34 ـ الخافض

قال الإمام علي(عليه السلام): "الحمد لله الخافض الرافع..."(3).

الخفض ضدّ الرفع، ومعناه الانحطاط والسقوط وتنزيل المكانة.

ويخفض الله أهل الكفر والمعصية، أي: يضعهم ويهينهم ويحطّ مراتبهم بسبب كفرهم ومعصيتهم(4).

35 ـ الخالق

قال تعالى: { فتبارك الله أحسن الخالقين } [ المؤمنون: 14 ]

معاني الخلق:(5)

1 ـ بمعنى الإبداع، أي: إيجاد الشيء لا من شيء، وتكوينه من غير مادّة ولا على مثال سابق.

2 ـ بمعنى التقدير، أي: إيجاد شيء من شيء، عن طريق تركيب أشياء لينتج شيء آخر.

____________

1- تاج العروس، محمّد الزبيدي: ج 9، مادة (حنن)، ص 184.

2- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل السابع: حياة الله تعالى.

3- الكافي، الشيخ الكليني: ج 8 ، كتاب الروضة، ح 193، ص 170.

4- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 4، ماده (خفض)، ص 154 ـ 155.

5- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادّة (خلق)، ص 296.


الصفحة 405

36 ـ الخبير

قال تعالى: { إنّ الله عليم خبير } [ الحجرات: 13 ]

الخبير، أي: العالم(1)، والخبرة نوع من العلم، وهي العلم بالخفايا الباطنة.

فمعنى الخبير: العليم بكنه الأشياء والأُمور والمطّلع على حقائقها وبواطنها وخفاياها، وهو الذي لا يعزب عن علمه شيء(2).

37 ـ الخير

قال تعالى: { والله خير وأبقى } [ طه: 73 ]

سبب وصفه تعالى بالخير:

1 ـ إنّ الذي يكثر فعل الخير يصح وصفه بالخير من باب التوسّع.

وبما أنّه تعالى يفعل الخير كثيراً، فلهذا وُصف تعالى بالخير(3).

2 ـ "الأصل في معنى الخير هو الانتخاب، وإنّما سمّي الشيء خيراً; لأنّا نقيسه إلى شيء آخر نريد أن نختار أحدهما فننتخبه فهو خير، ولا تختاره إلاّ لكونه متضمّناً لما نريده ونقصده، فما نريده هو الخير بالحقيقة، وإن كنّا أردناه أيضاً لشيء آخر فذلك الآخر هو الخير بالحقيقة، وغيره خير من جهته، فالخير بالحقيقة هو المطلوب لنفسه ...

والله سبحانه هو الخير على الاطلاق; لأنّه الذي ينتهي إليه كلّ شيء، ويرجع إليه كلّ شيء ويطلبه ويقصده كلّ شيء"(4).

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.

2- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 123 ـ 124.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.

4- الميزان في تفسير القرآن، العلاّمة محمّد حسين الطباطبائي: ج 3، تفسير آية 26 من سورة آل عمران ، ص 132.


الصفحة 406

38 ـ الديّان

قال تعالى: { مالك يوم الدين } [ الفاتحة: 3 ]

الديّان مأخوذ من هذه الآية، ويوم الدين، أي: يوم الجزاء.

والديّان معناه: الذي يجازي العباد بأعمالهم(1).

39 ـ الذاري

قال تعالى: { هو الذي ذرأكم في الأرض } [ الملك: 24 ]

معاني الذاري:

1 ـ الخالق، يُقال ذرأ الله الخلق، أي: خلقهم(2).

2 ـ المنشئ والمنمّي(3).

تنبيه :

وقع "الخير" وصفاً لله تعالى مفرداً في قوله عزّ وجلّ: { والله خير وأبقى } [ طه: 73 ] ووقع "الخير" وصفاً لله تعالى مضافاً إلى اسم من أسمائه في موارد كثيرة، منها:

خير الحاكمين: [ الأعراف: 87 ] خير الراحمين: [ المؤمنون: 109 ]

خير الرازقين: [ المائدة: 114 ] خير الغافرين: [ الأعراف: 155 ]

خير الفاتحين: [ الأعراف: 89 ] خير الفاصلين: [ الأنعام: 57 ]

خير الماكرين: [ آل عمران: 54 ] خير المنزلين: [ المؤمنين: 29 ]

خير الناصرين: [ آل عمران: 150 ] خير الوارثين: [ الأنبياء: 89 ]

40 ـ ذو الجلال والإكرام

قال تعالى: { تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام } [ الرحمن: 78 ]

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.

2- المصدر السابق: ص 198.

3- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 57.


الصفحة 407

الجلال، أي: العظمة(1).

الإكرام، أي: الشرف في الشيء(2).

وذو الجلال والإكرام، أي: لله تعالى العظمة والمجد والشرف والكمال.

تنبيه :

صفة "ذي الجلال" تناسب الصفات السلبية التي يكون الله أجلّ وأعظم من الاتّصاف بها.

وصفة "ذي الإكرام" تناسب الصفات الثبوتية التي يتّصف الله بها بالمجد والشرف والكرامة.

41 ـ الرؤوف

قال تعالى: { والله رؤوف بالعباد } [ آل عمران: 30 ]

{ إنّ الله بالناس لرؤوف رحيم } [ البقرة: 143 ]

الرؤوف، أي: ذو الرأفة، والرأفة: شدّة الرحمة، فالرؤوف يعني الرحيم مع المبالغة فيه(3).

42 ـ الرائي

قال تعالى: { ألم يعلم بأنّ الله يرى } [ العلق: 14 ]

معاني الرائي:(4)

1 ـ العالم، والرؤية العلم.

2 ـ المبصر، والرؤية الإبصار.

____________

1- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (جلّ)، ص 198.

2- انظر: المصدر السابق: مادّة (كرم)، ص 707.

3- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 144.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 199.


الصفحة 408

43 ـ الرازق

قال تعالى: { إنّ الله هو الرزّاق } [ الذاريات: 58 ]

معاني الرزق:

1 ـ معنى الرزق باعتباره عنواناً للشيء الذي ينتفع به المرزوق.

الرزق هو الشيء الذي يحتاج إليه الكائن الحيّ وينتفع به في مأكله وملبسه ومسكنه، وهو يشمل أيضاً ما به قوام وجوده وكماله اللائق به كالعلم والهداية بالنسبة إلى الإنسان.

2 ـ معنى الرزق باعتباره مصدراً لفعل رزق يرزق.

الرزق هو "تمكين" الكائن الحي من الانتفاع بالشيء الذي يصحّ الانتفاع به مع عدم التجويز لأحد أن يمنعه من هذا الانتفاع.

يطلق وصف "الرازق" على كلّ من :

أوّلاً: يفعل الرزق.

ثانياً: يصبح سبباً لوقوع الرزق.

ثالثاً: يقوم بتمهيد السبيل وتوفير الأجواء لتحقّق الرزق(1).

44 ـ الرافع

قال تعالى: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم رجات } [ المجادلة: 11 ]

الرافع، اسم فاعل مأخوذ من الرفع، وهو: الإكرام وإعلاء المكانة.

والله تعالى يرفع درجات أهل الإيمان والعلم، ويقرّبهم إليه(2).

45 ـ الرب

قال تعالى: { الحمد لله ربّ العالمين } [ الفاتحة: 2 ]

الربّ في الأصل تعني التربية، أي: إبلاغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً، ثمّ قيل:

____________

1- للمزيد راجع كتاب: العدل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، علاء الحسّون: الفصل الرابع عشر.

2- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 119.


الصفحة 409

"الربّ" وصفاً للمبالغة.

ويطلق اسم الربّ على "المالك"; لأنّ المالك يحفظ ما يملكه ويربّيه(1).

46 ـ الرحمن

قال تعالى: { بسم الله الرحمن الرحيم }

{ الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان } [ الرحمن: 1 ـ 4 ]

{ قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } [ الإسراء: 110 ]

معنى الرحمة:

الرحمة في الإنسان تعني: رقّة تقتضي الإحسان إلى المرحوم.

وبما أنّ الله تعالى منزّه عن "الرقّة"، فلهذا يكون المقصود من "الرحمة" المنسوبة إليه تعالى هو "الإحسان" دون "الرقّة"(2).

ولهذا قال الإمام علي(عليه السلام) حول الله تعالى: "رحيم لا يوصف بالرقّة"(3).

معنى الرحمن:

"الرحمن" مشتق من "الرحمة" وهو مبني على المبالغة، ومعناه: ذو الرحمة. والله تعالى واسع الرحمة على عباده، وقد عمّت رحمته العباد المستحقّين وغير المستحقّين.(4) وقد تجلّت رحمته هذه بإحسانه وإنعامه الواسع على جميع العباد المؤمنين والكافرين، الصالحين والطالحين.

47 ـ الرحيم

قال تعالى: { والهكم إله واحد لا إله إلاّ هو الرحمن الرحيم } [ البقرة: 163 ]

____________

1- انظر: القواعد والفوائد، محمّد بن مكي العاملي: ج 1، القاعدة 211، ص 174.

2- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 198.

3- نهج البلاغة، الشريف الرضي: 179، ص 344.

4- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 179، ص 344.


الصفحة 410

{ وكان بالمؤمنين رحيماً } [ الأحزاب: 43 ]

الرحيم مأخوذ من الرحمة، والمراد من الرحيم: المنعم، كما قال تعالى لرسوله(صلى الله عليه وآله): { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } [ الأنبياء: 107 ] أي: نعمة للعالمين(1).

الفرق بين "الرحمن" و "الرحيم":

1 ـ "الرحمن" اسم خاص بالله(2)، ولكن "الرحيم" اسم عام يصح إطلاقه على غير الله تعالى(3).

2 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصّة"(4).

48 ـ الرزّاق

قال تعالى: { إنّ الله هو الرزّاق ذو القوة المتين } [ الذاريات: 58 ]

الرزّاق مبالغة في الرازق، وقد مرّ معنى الرازق قبل قليل.

49 ـ الرشيد

قال تعالى: { إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رشداً } [ الكهف: 10 ]

معاني الرشيد:(5)

1 ـ ذو الرشاد، والرشاد موافقة الحقّ والصواب في جميع الأفعال.

والله تعالى رشيد، أي: جميع أفعاله موافقة للحقّ والصواب.

2 ـ المرشد، أي: الذي يدل عباده على مصالحهم ويدعوهم إليها.

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 198.

2- لا يصح إطلاق اسم "الرحمن" على غير الله تعالى; لأنّ معنى "الرحمن هو المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها، وهذا المعنى خاص بالله تعالى فقط.

انظر: الروضة البهية (شرح اللمعة)، زين الدين بن علي العاملي (الشهيد الثاني): 1 / 218.

3- مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 1، تفسير آية 3 من سورة الفاتحة، ص 93.

4- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 1، ص 114.

5- القواعد والفوائد، محمّد بن مكي العاملي: ج 1، قاعدة 211، ص 173.


الصفحة 411

ومنه قوله تعالى: { ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً } [ الكهف: 17 ]

50 ـ رفيع الدرجات

قال تعالى: { رفيع الدرجات ذو العرش } [ غافر: 15 ]

المقصود من رفيع الدرجات:

1 ـ كناية عن رفعة شأنه تعالى، أي: هو الذي لا أرفع قدراً منه عزّ وجلّ(1).

2 ـ رافع درجات الأنبياء والأولياء .

51 ـ الرفيق

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "إنّ الله رفيق يحبّ الرفق"(2).

الرفيق مأخوذ من الرفق بمعنى التأنّي في الأمور والتدرّج فيها.

وضدّه "العنف" بمعنى الأخذ بشدّة واستعجال.

والله رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلّها بالتدريج شيئاً فشيئاً، مع أنّه تعالى قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة.

والله ـ أيضاً ـ رفيق في أمره ونهيه، فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقّة... بل يتدرّج معهم من حال إلى حال حتّى تألفها نفوسهم(3).

52 ـ الرقيب

قال تعالى: { وكان الله على كلّ شيء رقيباً } [ الأحزاب: 52 ]

{ إنّ الله كان عليكم رقيباً } [ النساء: 1 ]

____________

1- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 45.

2- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي: ج 15، كتاب الجهاد، باب 27، ح [ 20489 ] 13، ص 271.

3- انظر: أسماء الله الحسنى، ابن قيّم الجوزية: ص 247.


الصفحة 412

معاني الرقيب:

1 ـ الحافظ(1).

2 ـ الذي يلاحظ الأشياء ويشرف عليها بصورة دائمة(2).

فيكون معنى كونه تعالى رقيباً على العباد أنّه حاضر دائماً معهم، يرى ما يخوضون به، ويسمع ما يقولون وما يتناجون به، ومشرف على حركاتهم وسكناتهم الظاهرية والباطنية بحيث لا يغيب أبداً عنه من أمرهم مثقال ذرّة مما يفعلونه.

53 ـ السبّوح

قال تعالى: { سبحان الله عما يصفون } [ الصافات: 159 ]

السبّوح، أي: المنزّه عن كلّ ما لا ينبغي أن يوصف به(3) من قبيل:

1 ـ التنزيه عن مشابهة الممكنات.

2 ـ التنزيه عن الشريك.

3 ـ التنزيه عن الإدراك بالحواس والأوهام.

4 ـ تنزيه صفاته عمّا يوجب له النقص.

5 ـ تنزيه أفعاله عمّا يوجب له العجز أو الظلم(4).

54 ـ سريع الحساب

قال تعالى: { إنّ الله سريع الحساب } [ آل عمران: 199 ]

أي: لا يشغله تعالى حساب أحد عن حساب غيره، فلهذا لا يطول عليه الأمر في محاسبة الخلق(5).

55 ـ سريع العقاب

قال تعالى: { إنّ ربك سريع العقاب } [ الأنعام: 165 ]

كلّ شيء يعقب شيئاً فهو عقيبه، وسمّيت العقوبة عقوبة; لأنّها تكون عقيباً وتبعاً للذنب.

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 199.

2- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 130.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 201.

4- انظر: بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 4، أبواب أسمائه تعالى، باب 1، ذيل ح8 ، ص 170.

5- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 153.


الصفحة 413

وليست صفة "سريع العقاب" صفة دائمية لله، وإنّما تخصّ الموارد التي تستوجب سرعة العقاب.

56 ـ السلام

قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام } [ الحشر: 23 ]

معاني السلام:

1 ـ إنّ الله تعالى سلام; لسلامته في ذاته وصفاته وأفعاله من كلّ نقص وعيب وآفة وذمّ(1).

2 ـ إنّ الله تعالى سلام; لأنّ سلامة المخلوقين تنال من قبله، وهو الذي يعطي السلامة لمن يشاء من مخلوقاته(2).

57 ـ السميع

قال تعالى: { والله هو السميع العليم } [ المائدة: 76 ]

{ إنّني معكما أسمع وأرى } [ طه: 46 ]

معاني السميع:

1 ـ العالم بالمسموعات(3).

2 ـ إنّه تعالى على صفة يدرك المسموعات إذا وجدت(4).

3 ـ إنّه تعالى سميع الدعاء، أي: مجيب الدعاء(5).

قال تعالى: { إنّ ربّي لسميع الدعاء } [ إبراهيم: 39 ](6)

58 ـ السيّد

ورد وصفه تعالى بكلمة "السيّد" في الأدعية كثيراً، منها ما ورد في دعاء كميل:

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 199.

2- انظر: المصدر السابق .

3- انظر: النكت الاعتقادية، الشيخ المفيد: الفصل الأوّل، ص 24.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، 192.

5- انظر: المصدر السابق.

6- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل العاشر: سمع الله تعالى وبصره.


الصفحة 414

"إلهي وسيّدي وربّي أتراك معذبي بنارك بعد توحيدك"(1).

معاني السيّد:

1 ـ المَلِك، ويقال لملك القوم وعظيمهم: سيّدهم، وقد سادهم ويسودهم(2).

2 ـ المحتاج إليه، وسيّد الناس هو رأسهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوله يستهدون(3).

59 ـ الشافي

قال تعالى: { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } [ الإسراء: 82 ]

وقال تعالى حكاية عن قول إبراهيم(عليه السلام): { وإذا مرضت فهو يشفين } [ الشعراء: 80 ]

والله تعالى هو الشافي; لأنّ الإنسان المريض والسقيم والعليل لا ينال الصحة إلاّ بإذن الله تعالى، والسقيم من الناحية المعنوية لا ينال العافية إلاّ بعد مشيئته عزّ وجلّ.

60 ـ الشاكر ـ الشكور

قال تعالى: { إنّ الله شاكر عليم } [ البقرة: 158 ]

{ إنّ ربّنا لغفور شكور } [ فاطر: 34 ]

"الشكر" في اللغة عرفان الإحسان، ومقابلة المحسن بالإحسان.

والله تعالى يشكر عباده المحسنين، أي: يثني على أفعالهم الحسنة، ويقابلها بمثلها أو بأحسن منها عن طريق إحسانه إلى هؤلاء العباد وإنعامه عليهم وإعطائه لهم الثواب الجزيل إزاء عملهم الضئيل(4).

تنبيه :

"الله سبحانه وإن كان محسناً قديم الإحسان ومنه كلّ الإحسان، لا يد لأحد

____________

1- راجع مفاتيح الجنان، عباس القمي.

2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 201.

3- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 54 (بتصرّف يسير).

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 211.


الصفحة 415

عنده حتّى يستوجبه الشكر، إلاّ أنّه جلّ ثناؤه عدّ الأعمال الصالحة التي هي في الحقيقة إحسانه إلى عباده إحساناً من العبد إليه، فجازاه بالشكر والإحسان، وهو إحسان على إحسان.

قال تعالى: { هل جزاءُ الإحسان إلاّ الإحسان } [ الرحمن: 60 ]

وقال تعالى: { إنّ هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً} [ الإنسان:22]"(1).

61 ـ شديد العذاب

قال تعالى: { إنّ الله شديد العذاب } [ البقرة: 165 ]

62 ـ شديد العقاب

قال تعالى: { اتقوا الله واعلموا أنّ الله شديد العقاب } [ البقرة: 196 ]

63 ـ شديد المِحال

قال تعالى: { وهم يجادلون في الله وهو شديد المِحال } [ الرعد: 13 ]

أي: إنّه تعالى شديد الأخذ بالعقوبة، وقيل: المِحال من الحيلة والكيد(2).

ومن مصاديق كيده أنّه يترك العبد لشأنه، ويمنعه ألطافه، فلا يكون بعد ذلك للعبد من يرشده إلى سواء السبيل أو من يأخذ بيده ليقيه العثرات والزلاّت.

قال تعالى: { والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا علمون} [ الأعراف: 182 ]

64 ـ الشهيد

قال تعالى: { إنّ الله على كلّ شيء شهيد } [ الحج: 17 ]

{ والله شهيد على ما تعملون } [ آل عمران: 98 ]

____________

1- الميزان في تفسير القرآن، العلاّمة الطباطبائي: ج 1، ذيل تفسير آية 158 من سورة البقرة، ص 386.

2- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (محل)، ص 762.


الصفحة 416

معاني الشهادة

1 ـ الشهيد مأخوذ من الشهادة، والشهادة نوع من العلم مع خصوص إضافة: فإذا لوحظ علمه تعالى مطلقاً، فسيطلق عليه تعالى "عليم".

وإذا لوحظ علمه تعالى بالأمور الغيبية والخفايا الباطنة(1)، فسيطلق عليه تعالى "خبير".

وإذا لوحظ علمه تعالى بالأمور الحاضرة والأشياء الظاهرة، فسيطلق عليه تعالى "شهيد"(2).

2 ـ إنّ الله شهيد، أي: يشهد على الخلق يوم القيامة بما شاهد منهم(3).

65 ـ الصادق

قال تعالى: { وصدق الله ورسوله } [ الأحزاب: 22 ]

أي: إنّه تعالى صادق في قوله ووعده، ويستحيل عليه الكذب، ولا يبخس ثواب من يفي بعهده(4).

66 ـالصانع

قال تعالى: { صنع الله الذي اتقن كلّ شيء } [ النمل: 88 ]

الصانع معناه المركّب والمهيّئ(5)، أي: الذي يركّب شيئاً مع شيء آخر ليحصل على شيء جديد، وورد بأنّ الصنع يعني إجادة الفعل(6).

67 ـالصبور

ورد في دعاء لأحد الأئمة المعصومين(عليهم السلام): "اللهم إنّي أسألك باسمك... يا

____________

1- لا يخفى بأنّ المقصود من الأمور الغيبية والخفايا الباطنة هي الأمور الغائبة والخفية والباطنة عنّا، وإلاّ فكلّ شيء حاضر عنده تعالى، ولا يوجد بالنسبة إليه تعالى غيب، بل الأشياء كلّها حاضرة عنده تعالى: (وإنّ الله على كلّ شيء شهيد) [الحج: 17]

2- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 134.

3- المصدر السابق .

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 201.

5- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 59.

6- مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادّة (صنع)، ص 493.


الصفحة 417

صبور"(1).

الصبور: "هو الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه، بل ينزل الأمور بقدر معلوم، ويجريها على سنن محدودة، لا يؤخّرها عن آجالها المقدّرة لها تأخير متكاسل، ولا يقدّمها على أوقاتها تقديم مستعجل، بل يودع كلّ شيء في أوانه"(2).

68 ـالصمد

قال تعالى: { قل هو الله أحد * الله الصمد } [ الإخلاص: 1 ـ 2 ]

معاني الصمد:

1 ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) حول معنى الصمد: "الذي ليس بمجوّف"(3).

وقال الإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام): "الصمد الذي لا جوف له"(4).

2 ـ قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "الصمد: السيّد المطاع الذي ليس فوقه آمر وناه"(5).

3 ـ قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام) حول معنى الصمد: "السيّد المصمود إليه في القليل والكثير"(6).

أي: السيّد المقصود إليه في القليل والكثير(7)، ولا سيّما القصد بالدعاء والطلب في الحوائج(8)، والملتجأ في الشدائد والمرتجى في الرخاء(9).

4 ـ قال الإمام علي بن الحسين(عليه السلام): "إنّ الله.... صمد لا مدخل فيه"(10).

____________

1- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 94، ب 52، ص 391.

2- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 150.

3- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 4، ح 8 ، ص 91.

4- المصدر السابق: ح3، ص 88 .

5- المصدر السابق.

6- المصدر السابق:ح 10، ص 91.

7- الكافي: الشيخ الكليني: باب تأويل الصمد، ح 1، ص 123.

8- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 192.

9- انظر: الكافي، الشيخ الكليني: باب تأويل الصمد، ص 124.

10- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: كتاب التوحيد، باب 4، ح 33، ص 304.


الصفحة 418

5 ـ قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "الصمد الدائم الذي لم يزل ولا يزال"(1).

69 ـالضار

قال تعالى: { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلاّ هو } [ الأنعام: 17 ]

الضار هو الذي يصدر منه الضر(2)، والله تعالى هو النافع الضار، وهو تعالى لا يضرّ أحداً ظلماً، وإنّما يضرّ من يشاء لدواعي حكيمة، من قبيل: الاختبار أو المعاقبة إزاء ارتكاب الذنوب والمعاصي.

70 ـ الطاهر

قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) في دعاء له: "أسألك اللهم.... ياطاهر"(3).

الطاهر يعني كونه تعالى منزّهاً عن الأشباه والأنداد والأضداد والأمثال والحدود والزوال والانتقال وجميع الأمور الحادثة(4).

71 ـ الظاهر

قال تعالى: { هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن } [ الحديد: 3 ]

معاني الظاهر:

1 ـ الظاهر بآياته وآثار حكمته وبيّنات حجّته الدالة على وجوده ووحدانيته وربوبيته وكمال صفاته، إذ ما من شيء إلاّ وهو يدلّ عى وجوده تعالى ويبيّن كمال صفاته عزّ وجلّ(5).

2 ـ الغالب، العالي، من الظهور بمعنى الغلبة والعلو(6)، ومنه:

أوّلاً: قال تعالى: { فأصبحوا ظاهرين } [ الصف: 14 ]، أي: غالبين لهم(7).

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 4، ح 3، ص 88 .

2- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 146.

3- مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي: 810 .

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 202.

5- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 194 ـ 195.

6- المصدر السابق.

7- المصدر السابق.


الصفحة 419

ثانياً: قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "أنت الظاهر فليس فوقك شيء"(1).

أي: أنت الغالب والعالي الذي لا شيء فوقك.

ثالثاً: قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "الظاهر... لقهره ولغلبته الأشياء ولقدرته عليها، كقول الرجل: ظهرت على أعدائي، وأظهرني الله على خصمي.... فهكذا ظهور الله على الأعداء"(2).

72 ـ عالم الغيب والشهادة

قال تعالى: { عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال } [ الرعد: 9 ]

"الغيب" هو ما غاب عن حواسنا وخرج عن حدودها.

وأمّا "الشهادة" فراجع معناها في هذا الفصل، المبحث السابع، الشهيد.

ومن الصفات المشابهة لهذه الصفة والواردة في القرآن الكريم: "عالم غيب السماوات والأرض"، "علاّم الغيوب".

قال تعالى: { إنّ الله عالم غيب السماوات والأرض } [ فاطر: 38 ]

وقال تعالى: { إنّ الله علاّم الغيوب } [ التوبة: 78 ]

73 ـ العدل

قال تعالى: { وتمّت كلمة ربك صدقاً وعدلاً } [ الأنعام: 115 ]

العدل هو تنزيه الله عن فعل القبيح والإخلال بالواجب.

والعدل مصدر أقيم مقام الاسم، والمراد به المبالغة في وصفه تعالى بأنّه عادل، أي: كثير العدل أو البالغ في العدل غايته(3).

____________

1- الكافي، الشيخ الكليني: ج 2، باب التحميد والتمجيد، ح 6، ص 504.

2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 184.

3- للمزيد: راجع: العدل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، علاء الحسّون: الفصل الأوّل: العدل في أفعال الله تعالى .


الصفحة 420

74 ـ العزيز

قال تعالى: { إنّ الله لهو العزيز الحكيم } [ آل عمران: 62 ]

{ فإنّ العزّة لله جميعاً } [ النساء: 139 ]

معاني العزيز:

1 ـ الغالب الذي لا يُغلب، والقاهر الذي لا يُقهَر لكمال قوّته وقدرته(1).

توضيح ذلك:

العزيز، أي: ذو العزّة، والعزّة هي القدرة على التغلّب، وتقول العرب: عزّ إذا غلب(2).

2 ـ الذي يقل وجود مثله وتشتد الحاجة إليه ويصعب الوصول إليه(3).

3 ـ الملِك، لأنّ الملِك يقال له عزيز، كما قال إخوة يوسف ليوسف(عليه السلام): { يا أيّها العزيز } [ يوسف: 88 ]، أي: يا أيّها الملك(4).

75 ـ العظيم

قال تعالى: { له ما في السماوات والأرض وهو العلي العظيم } [ الشورى: 4 ]

{ إنّه كان لا يؤمن بالله العظيم } [ الحاقة: 33 ]

معاني العظيم:

1 ـ المتعالي في المجد وجلالة القدر(5).

2 ـ الغالب والقاهر(6).

3 ـ السيّد، وسيّد القوم عظيمهم وجليلهم(7).

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 200.

2- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 9، مادة (عزز)، ص 185 ـ 186.

3- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 113.

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 200.

5- انظر: التوحيد: الشيخ الصدوق: باب 29، ص 211.

6- المصدر السابق.

7- المصدر السابق.


الصفحة 421

4 ـ كلّ ما سواه خاضع له، وكلّ ما لغيره من العظمة فهو يرجع إليه تعالى(1).

5 ـ ما لا يحيط البصر بأطرافه(2).

6 ـ لا تحيط بكنهه العقول(3).

7 ـ الذي لا يمكن مقاومته ومخالفته فيما لو أراد شيئاً بالإرادة التكوينية(4).

76 ـ العفوّ

قال تعالى: { إنّ الله لعفوّ غفور } [ الحج: 60 ]

{ هو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات } [ الشورى: 25 ]

العفو: المحو وإزالة الأثر(5)، والعفو عن الذنب يعني محوه وإزالة أثره. والله تعالى هو الذي يمحو الذنوب والسيّئات ويزيل أثرها من صحائف الأعمال.

الفرق بين العفو والغفران:

"العفو" ينبىء عن "المحو" و "الغفران" ينبىء عن "الستر".

وعلى هذا يكون "العفو" أبلغ من "الغفران"; لأنّ "المحو" أبلغ من "الستر"(6).

77 ـ العلي

قال تعالى: { إنّ الله هو العلي الكبير } [ الحج: 62 ]

معاني العلي:

1 ـ القاهر والمقتدر(7).

____________

1- المصدر السابق.

2- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 124.

3- انظر: الأنوار الجلالية، مقداد السيوري: الفصل الأوّل، ص 98.

4- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 70.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203.

6- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 144.

7- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 193.


الصفحة 422

2 ـ أعلى من أن تحيط به العقول والأفكار(1).

3 ـ أعلى مما يصفه الظالمون علوّاً كبيراً(2).

4 ـ المتعال في الشرف والجلالة، "وهو الذي لا رتبة فوق رتبته، وجميع المراتب منحطة عنه"(3).

5 ـ الذي علا عن كلّ عيب ونقص.

تنبيه :

المعنى اللغوي لمصطلح "العلو" هو "السمو والارتفاع"، ولكن بما أنّه تعالى منزّه عن الأمور الجسمانية، فلا يصح أن يُفسر له هذا المصطلح بما لا يناسب شأنه عزّ وجلّ، من قبيل: إثبات الجهة والحركة و... .

78 ـ العليم

قال تعالى: { والله واسع عليم } [ البقرة: 247 ]

العليم، أي: ذو العلم الكامل، والعلم صفة من شأنها كشف المعلومات انكشافاً تامّاً لا يحتمل الخطأ(4).

79 ـ الغافر ـ الغفّار ـ الغفور(5)

قال تعالى: { غافر الذنب وقابل التوب } [ غافر: 3 ]

{ استغفروا ربكم إنّه كان غفاراً } [ نوح: 10 ]

{ والله غفور رحيم } [ التوبة: 27 ]

الغفر: التغطية والستر(6).

والله تعالى هو الذي يستر ذنوب عباده فيما لو طلبوا منه ذلك باستغفارهم وتوبتهم وإنابتهم إليه تعالى فيؤدّي هذا الستر إلى عدم افتضاح أمرهم بين الخلائق،

____________

1- المصدر السابق.

2- المصدر السابق.

3- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 126.

4- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل الثامن: علم الله تعالى.

5- الغفّار والغفور صيغة مبالغة لغافر.

6- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203.


الصفحة 423

وعدم معاقبتهم عليها في الدنيا والآخرة.

80 ـ الغالب

قال تعالى: { والله غالب على أمره } [ يوسف: 31 ]

الغالب يعني المهيمن والمسيطر على الأُمور; لأنّه لا يتحقّق شيء في الكون إلاّ بإذنه تعالى ومشيئته، ولا يوجد في العالم شيء خارج عن سلطانه وهيمنته تعالى(1).

81 ـ الغني

قال تعالى: { يا أيّها الناس انتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد } [ فاطر: 15 ]

معنى الغني :

الغني مأخوذ من الغنى، أي: عدم الحاجة إلى شيء.

والله هو الغني، أي: هو الذي لا يحتاج إلى شيء في ذاته وصفاته وأفعاله، وهو الغني بنفسه عن غيره، وكلّ ما سواه مفتقر إليه.(2)(3)

82 ـ الغياث

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "إنّ لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً... وهي:.... الغياث..."(4).

ورد في دعاء للإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام): "... يا غياث المستغيثين..."(5).

____________

1- للمزيد راجع: مفاهيم القرآن، جعفر سبحاني: 6 / 365.

2- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ذيل ح 9، ص 203.

علم اليقين، محسن الكاشاني: المقصد الأوّل، الباب 6، الفصل 3، ص 146.

3- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل الرابع، الصفات السلبية (2 )، الاحتياج.

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ح 8 ، ص 189.

5- الصحيفة السجادية: دعاء 117، دعاؤه(عليه السلام) في كلّ يوم من شهر رمضان، ص 238.


الصفحة 424

الغياث معناه "المغيث"(1)، أي: المعين عباده في الشدائد إذا دعوه، ومريحهم ومخلّصهم والمفرّج عنهم(2).

83 ـ الفاطر

قال تعالى: { أفي الله شك فاطر السماوات والأرض } [ إبراهيم: 10 ]

{ الحمد لله فاطر السماوات والأرض } [ فاطر: 1 ]

فطر الله الخلق، أي: خلقهم، وابتدأ صنعة الأشياء(3).

وأصل الفطر: "الشق".

وأطلق مصطلح "الفطر" (الشق) على خلقه تعالى للسماوات والأرض، وكأنّه تعالى عندما خلق السماوات والأرض شقّ العدم وفتحه وأخرج السماوات والأرض منه إلى ساحة الوجود(4).

84 ـ الفالق

قال تعالى: { إنّ الله فالق الحبّ والنوى } [ الأنعام: 95 ]

{ فالق الاصباح وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً } [ الأنعام: 96 ]

الفالق مشتق من الفَلْق، أي: الشق.

ووُصف الله تعالى بالفالق; لأنّه:

أوّلاً: فلق الحبّ والنوى وشقّه وأخرج النبات والزرع من بين هذا الشق.

ثانياً: فلق الظلام وشقّه وأخرج النور والإصباح من بين هذا الشق(5).

85 ـ الفتّاح

قال تعالى: { وهو الفتّاح العليم } [ سبأ: 26 ]

____________

1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203.

2- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 123.

3- كتاب العين، الخليل الفراهيدي: ج 7، مادة (فطر)، ص 418.

4- انظر: القواعد والفوائد، محمّد بن مكي العاملي: ج 1، قاعدة 211، ص 174.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203 ـ 204.


الصفحة 425

{ ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } [ الأعراف: 89 ]

معاني الفتّاح:

1 ـ يفتح الله خزائن رحمته للناس، ويفتح لهم أبواب الرزق وأبواب كلّ خير، ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحقّ والحقيقة(1).

2 ـ الحاكم(2) الذي يميّز الحقّ من الباطل، ويعلي المحقّ ويجزي المبطل(3).

3 ـ الناصر الذي يفتح على أوليائه بالنصر والتأييد.

ومنه قوله تعالى: { إذا جاء نصر الله والفتح } [ الفتح: 1 ]

86 ـ الفرد

ورد في دعاء الإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام): "... أنت الله لا إله إلاّ أنت الأحد المتوحّد، الفرد المتفرِّد..."(4).

معاني الفرد:

1 ـ المتفرّد بالربوبية والأمر دون خلقه(5).

2 ـ ما كان وحده، ولم يكن معه في الأزل آخر(6).

87 ـ الفعّال

قال تعالى، { فعّال لما يريد } [ هود: 107 ] [ البروج: 16 ]

وفعّال لما يريد، أي: إنّه تعالى هو الفاعل فعلاً بعد فعل كلّما أراد الفعل، وليس تعالى كالمخلوق الذي إن قدر على فعل عجز عن غيره(7).

____________

1- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 117 ـ 118.

2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203.

3- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 113.

4- الصحيفة السجادية: دعاء 147، دعاؤه(عليه السلام) في يوم عرفة، ص 316.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 203.

6- المصدر السابق.

7- الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 81 .


الصفحة 426

88 ـ القابض

قال تعالى: { والله يقبض ويبسط } [ البقرة: 245 ]

{ والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } [ الزمر: 67 ]

معاني القبض:

1 ـ الملك، يُقال فلان في قبضتي، أي: في دائرة ملكي، ومنه قوله تعالى: { والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } [ الزمر: 67 ](1)

2 ـ إفناء الشيء، ومن ذلك يُقال للميت: قبضه الله إليه(2).

3 ـ الذي يوسّع الرزق ويقتّره على عباده بحسب حكمته(3).

89 ـ القادر ـ القدير

قال تعالى: { قل هو القادر... } [ الأنعام: 65 ]

{ إنّ الله على كلّ شيء قدير } [ البقرة: 20 ]

معاني القادر:

1 ـ نفي العجز عنه تعالى(4).

2 ـ إذا شاء أن يفعل فعل، وإذا شاء أن يترك ترك(5).

وبعبارة أخرى: "إنّ الأشياء لا تطيق الامتناع منه ومما يريد الإنفاذ فيها"(6).

3 ـ الذي يصحّ أن يفعل ويصح أن يترك.(7)(8)

90 ـ القاضي

قال تعالى: { والله يقضي بالحق } [ غافر: 20 ]

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 205 (بتصرّف يسير).

2- المصدر السابق.

3- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 118.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 9، ذيل ح 12، ص 127.

5- انظر: قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الرابعة، الركن الثالث، البحث الأوّل، ص 83 .

6- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 192.

7- انظر: قواعد العقائد، نصيرالدين الطوسي: الباب الثاني، قدرته تعالى، ص 48.

8- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل الحادي عشر: قدرة الله تعالى.


الصفحة 427

القاضي مأخوذ من القضاء، ومعناه اللغوي فصل الأمر(1)، ومعناه الاصطلاحي عبارة عن كتابة الله كلّ ما سيجري في الكون في اللوح المحفوظ(2) أو حتمية وقوع الفعل(3).

91 ـ قاضي الحاجات

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "إنّ لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً... وهي... قاضي الحاجات..."(4).

والله قاضي الحاجات، أي: "متمّم حاجات العباد على ما سأله"(5).

92 ـ القاهر ـ القهّار(6)

قال تعالى: { وهو القاهر فوق عباده } [ الأنعام: 18 ]

{ هو الله الواحد القهّار } [ الزمر: 4 ]

معاني القاهر:

1 ـ الغالب الذي لا يُغلب(7).

والله تعالى هو الذي يقصم ظهور الجبابرة من أعدائه، فيقهرهم بالإذلال والإبادة(8).

2 ـ لا تطيق الأشياء الامتناع منه ومما يريد الإنفاذ فيها(9).

قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "... وأمّا القاهر، فإنّه ليس على معنى

____________

1- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 11، مادة (قضي)، ص 209.

2- انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي، المقصد 3، الفصل الثالث، المسألة 8 ، ص 432 ـ 433.

3- للمزيد راجع كتاب العدل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، علاء الحسّون: الفصل السادس: القضاء والقدر.

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ح8 ، ص 189.

5- المصدر السابق: ذيل ح 9، ص 206.

6- القهّار صيغة مبالغة من القاهر.

7- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب آخر من الباب الأوّل، ح 2، ص 122 ـ 123.

8- علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 116.

9- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق، ج 1، ب 11، ح 5، ص 134 ـ 135.


الصفحة 428

علاج ونصب واحتيال ومداراة ومكر، كما يقهر العباد بعضهم بعضاً... ولكن ذلك من الله تبارك وتعالى على أنّ جميع ما خلق ملتبس به الذلّ لفاعله، وقلّة الامتناع لما أراد به، لم يخرج منه طرفة عين..."(1).

93 ـ القدّوس

قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلاّ هو الملك القدوس } [ الحشر: 23 ]

{ يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم } [ الجمعة: 1 ]

القدّوس مأخوذ من "القدس"، وهو "الطهارة"(2).

ومعنى القدّوس: الطاهر(3) من كلّ عيب ونقص، والمنزّه عن كلّ وصف لا يليق به، وعن كلّ وصف يدركه الحسّ أو يتصوّره الخيال، أو يسبق إليه الوهم(4).

94 ـ القديم (الأزلي)

قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "... هو الله القديم الذي لم يزل... القديم في ذاته"(5).

قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "إنّ الله تبارك وتعالى قديم، والقدم صفة دلّت العاقل على أنّه لا شيء قبله..."(6).

معنى القديم:

القديم هو الذي لا ابتداء له، ولم يسبق وجوده عدم.

بعبارة أخرى: القديم هو الذي لا ينتهي وجوده في الماضي إلى أوّل أو بداية(7).

قال الشيخ الصدوق: "القديم معناه أنّه المتقدّم للأشياء كلّها، وكلّ متقدّم لشيء

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ح 2، ص 184 ـ 185.

2- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 11، مادة (قدس)، ص 60.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 204.

4- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 110.

5- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 7، ص 116.

6- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ح 2، ص 181.

7- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 148.


الصفحة 429

يسمّى قديماً إذا بولغ في الوصف، ولكنّه سبحانه قديم لنفسه بلا أوّل ولا نهاية، وسائر الأشياء لها أوّل ونهاية"(1).

ويطلق على القديم أيضاً مصطلح "الأزلي" أو "الموجود الذي لم يزل"(2).

الأدلة العقلية على أزلية الله وأبديته

1 ـ الأدلة المثبتة بأنّه تعالى "واجب الوجود" تثبت بأنّه تعالى "أزلي وأبدي"; لأنّ من خواص "واجب الوجود" أنّه "قائم بذاته".

وما هو "قائم بذاته" يستحيل عليه العدم "سابقاً" و "لاحقاً"، فيثبت أنّه تعالى "أزلي وأبدي"(3).

2 ـ لا يخلو صانع العالم أن يكون قديماً أو محدثاً.

فإن كان قديماً فقد ثبت المطلوب.

وإن كان محدَثاً احتاج إلى مُحدِث.

وهذا المحدِث أيضاً إذا كان محدَثاً احتاج إلى مُحدِث، وهكذا فيتسلسل إلى ما لا نهاية من المحدثين، وهو باطل.

وإذا انتهى إلى قديم فهو المطلوب.

فيثبت عقلاً ضرورة وجود محدِث قديم، وهو الله تعالى(4).

ولهذا قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام) حول الله تعالى: "هو القديم، وما سواه مخلوق محدث"(5).

____________

1- التوحيد، الشيخ الصدوق، باب 29، ذيل ح 9، ص 204.

2- انظر: المصدرين السابقين.

3- انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، المسألة السابعة، ص 404.

إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث التوحيد، كونه تعالى أزلي أبدي، ص 181 ـ 182.

4- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 2، ذيل ح 36، ص 78 ـ 79.

شرح جمل العلم والعمل، الشريف المرتضى: باب ما يجب اعتقاده في أبواب التوحيد، وجوب كونه تعالى قديماً، ص 50.

المنقذ من التقليد، سديدالدين الحمصي: ج 1، القول في كونه تعالى قديماً باقياً دائماً، ص 70.

5- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 2، ح 32، ص 74.


الصفحة 430

الأحاديث الشريفة الدالة على أزلية الله وأبديته

1 ـ قال الإمام علي(عليه السلام) حول الله تعالى: "الأوّل لا شيء قبله، والآخر لا غاية له"(1).

2 ـ قال(عليه السلام): "الأوّل الذي لا غاية له فينتهي، ولا آخر له فينقضي"(2).

3 ـ قال(عليه السلام): "الذي ليست له في أوّليته نهاية، ولا في آخريّته حدّ ولا غاية"(3).

4 ـ قال(عليه السلام): "ليس لأوّليته ابتداء، ولا لأزليته انقضاء، هو الأوّل لم يزل، والباقي بلا أجل"(4).

5 ـ قال(عليه السلام): "الحمد لله... الدال على قدمه بحدوث خلقه"(5).

6 ـ سُئل الإمام علي(عليه السلام): متى كان ربّك؟

فأجاب(عليه السلام):

"... كان قبل القبل بلا قبل، وبعد البعد بلا بعد..."(6).

ويكون بعد البعد بلا بعد"(7).

7 ـ سُئل الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) عن قوله عزّ وجلّ: { هو الأوّل والآخر } [ الحديد: 3 ]

فقال(عليه السلام): "الأوّل لا عن أوّل قبله، ولا عن بدء سبقه، وآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفات المخلوقين، ولكنّه قديم أوّل آخر، لم يزل ولا يزال بلا بدء ولا نهاية"(8).

تنبيه :

يطلق مصطلح "السرمدية" على مجموع المعنيين "الأزلية" و "الأبدية". فالموجود السرمدي هو الموجود الأبدي والأزلي.

____________

1- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 85 ، ص 135.

2- المصدر السابق: الخطبة 94، ص 175.

3- التوحيد، الشيخ الصدوق: ب 2، ح 1، ص 33.

4- نهج البلاغة، الشريف الرضي: الخطبة 163، ص 306.

5- نهج البلاغة، الشريف الرضي: الخطبة 185، ص 360.

6- الكافي، الشيخ الكليني: كتاب التوحيد، باب الكون والمكان، ح 8 ، ص 90.

7- المصدر السابق.

8- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 6، ص 116.


الصفحة 431

أي: الموجود الذي لا بداية له ولا نهاية.

والموجود الذي لم يسبقه العدم ولا يلحقه(1).

95 ـ القريب

قال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } [ البقرة: 186 ]

معاني القريب:

1 ـ المجيب(2)، والله تعالى قريب من عباده، أي: قريب ممن يدعوه بالإجابة.

2 ـ إنّه تعالى قريب من عباده عن طريق علمه بسرائرهم وبواطنهم(3).

96 ـ القوي

قال تعالى: { إنّ ربّك هو القوي العزيز } [ هود: 66 ]

{ الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز } [ الشورى: 19 ]

الله قوي، أي: ذو قوّة تامّة وكاملة وغير متناهية بحيث لا يمسّه ضعف حين القيام بأفعاله، ولا يستعين بأحد أبداً،(4) بخلاف المخلوق، فإنّه على رغم اتّصافه بالقوّة فإنّ قوّته ناقصة ومتناهية وممزوجة بالضعف والعجز.

97 ـ القيّوم

قال تعالى: { الله لا إله إلاّ هو الحي القيّوم } [ البقرة: 255 ]

معاني القيوم:

1 ـ القيّوميّة تعني حفظ الشيء وتدبير شؤونه والمراقبة عليه(5).

____________

1- انظر: المنجد في اللغة، مادّة (سرم)، ص 331.

2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 204 ـ 205.

3- المصدر السابق.

4- انظر: المصدر السابق: باب 29، ص 204.

علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 136.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 205.


الصفحة 432

والله تعالى قيّوم، أي: "الحافظ لكلّ شيء والمعطي له ما به قوامه"(1).

2 ـ إنّ الله "قيّوم"، أي: هو القائم بذاته المقيم لغيره، وهو الذي لا يحتاج في قيامه إلى شيء، بل الغير يحتاج في قيامه وتدبير شؤونه إليه تعالى(2).

98 ـ الكاشف

قال تعالى: { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلاّ هو } [ الأنعام: 17 ]

والله تعالى كاشف الضرّ وكاشف الكرب، وهو الذي يفرّج على العباد، ويكشف عنهم السوء والبلاء والهم والغم(3).

99 ـ الكافي

قال تعالى: { أليس الله بكاف عبده } [ الزمر: 36 ]

والله كافي، أي: يلبّي متطلّبات عباده من دون أن يحتاجوا بعد ذلك إلى غيره، بل يكفيهم ويسدّ احتياجهم ويحقّق لهم جميع مبتغياتهم بصورة كاملة ولا يلجئهم إلى غيره(4).

100 ـ الكبير

قال تعالى: { إنّ الله هو العلي الكبير } [ الحج: 62 ]

{ عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال } [ الرعد: 9 ]

معاني الكبير:

1 ـ كبير الشأن، السيّد، يقال لسيّد القوم: كبيرهم(5).

قال الإمام علي(عليه السلام): "... ليس بذي كبر امتدت به النهايات، فكبرته تجسيماً... بل كبر شأناً"(6).

____________

1- مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادّة (قوم)، ص 691.

2- انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، الفصل الثاني، المسألة 21، ص 416.

3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 208.

4- انظر: المصدر السابق.

5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 207.

6- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 185.