معارف الصحيفة السجادية

٦٩. الكبير المتكبّر. [راجع دعاء ٤٧]

٧٠. الكريم. [راجع دعاء٣، ١٥، ٣٠، ٣٧و ٤٨]

٧١. الكريم الأكرم. [راجع دعاء ٤٧]

٧٢. الكريم المتكرّم. [راجع دعاء ٤٧]

٧٣. مالك الملك. [راجع دعاء ٦]، له الملك. [راجع دعاء ٤٨]، إنّ الله هو المالك الحقيقي الذي تتّصف مالكيته بالخلود والأبدية.١

٧٤. المبتدع: ابتدع الله الخلق، أي: أوجدهم من غير مثال سابق.٢

٧٥. المبدئ. [راجع دعاء ٢٧]

٧٦. المتفضّل بالإحسان. [راجع دعاء ١٥]

٧٧. المتطوّل بالامتنان (أي: المتفضّل بالإنعام). [راجع دعاء ١٥]

٧٨. المجيب. [راجع دعاء ٢٥]

٧٩. المجيد. [راجع دعاء٢٢و ٤٨]

٨٠. محبّ التوّابين. [راجع دعاء ٣٨]

٨١. المخترع: اخترع الله الخلق، أي: ابتدأهم وأنشأهم من غير أصل.٣

٨٢. المعيد. [راجع دعاء ٢٧]

٨٣. المقتدر. [راجع دعاء ٤٩]

٨٤. المنّان. [راجع دعاء٢٧، ٣٧، ٤٤و ٤٨]

٨٥. المنّان بالجسيم (أي: المتفضّل بالعطايا العظيمة). [راجع دعاء ٦]

٤٦

٨٦. المنّان بجسيم المنن. [راجع دعاء ٣٦]

٨٧. نافذ العدّة (أي: المنفّذ لوعده). [راجع دعاء ٢]

٨٨. الواحد. [راجع دعاء٣٥و ٥٤]، له وحدانية العدد. [راجع دعاء ٢٨]

٨٩. وارث كلّ شيء. [راجع دعاء ٤٧]

٩٠. واسع كريم. [راجع دعاء١٣، ٢٢و ٤٨]

٩١. وافي القول (أي: يفي بقوله). [راجع دعاء ٢]

٩٢. الولي. [راجع دعاء ١]

٩٣. الوهّاب. [راجع دعاء ١٥]

٩٤. الوهّاب لعظيم النعم. [راجع دعاء ٣٦]

٩٥. ومن صفات الله الخبرية: وجه الله، ووجه الله لا يبلى ولا يتغيّر ولا يحول ولا يفنى.١

الأمل بالله

١. لا يخيّب الله أمل الآملين به.٢

٢. إنّنا إذا احتجنا إلى شيء، فسنواجه في طريق رفع هذا الاحتياج إحدى هاتين الحالتين:

الأولى: أن يكون أملنا بالعباد، فنعيش حالة الخوف من انقطاع المعونة والمساعدة الواصلة من الآخرين.

٤٧

الثانية: أن يكون أملنا بالله وحده، فنعيش عند سعينا وتمسّكنا بنظام الأسباب حالة الاستقرار والطمأنينة والسكينة والعلم بأنّ الأمر كلّه بيد الله، فيقضي الله حاجتنا من دون احتياجنا إلى غيره.

وأراد الله منّا أن نعيش الحالة الثانية، فلهذا ينبغي علينا مجاهدة أنفسنا لنكون من زمرة المتحلّين بهذه الحالة.١

الإنفاق

من أهم الأمور التي ينبغي علينا الالتفات إليها عند الإنفاق هي الاهتداء إلى السبيل الصحيح ليقع إنفاقنا في الموضع المناسب.٢

أهل البيت (عليهم السلام)

فرض الله علينا السمع والطاعة لمحمّد وآل محمّد.٣

أبرز صفات أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):

١. الأبرار. [راجع دعاء ٤٨]

٢. الأخيار. [راجع دعاء٦و ٤٨]

٣. الأنجبين. [راجع دعاء ٦]

٤. الطيّبين. [راجع دعاء٦، ١٧، ٣٤، ٤٣، ٤٧و ٤٨]

٤٨

٥. الطاهرين. [راجع دعاء٦، ١٧، ٣٤، ٤٣، ٤٧و ٤٨]

٦. خلفاء الله. [راجع دعاء ٤٨]

٧. أصفياء الله. [راجع دعاء ٤٨]

٨. أمناء الله. [راجع دعاء ٤٨]

٩. الصفوة من الخلق. [راجع دعاء ٣٤]

مقامات أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):

١. انتجبهم الله من خلقه، واختارهم لأمره.١

٢. جعلهم الله خزنة علمه.٢

٣. جعلهم الله حفظة دينه.٣

٤. جعلهم الله خلفاءه في أرضه.٤

٥. جعلهم الله حججه على عباده.٥

٦. طهّرهم الله من الرجس والدنس تطهيراً بإرادته.٦

٧. جعلهم الله الوسيلة إليه.٧

٨. جعلهم الله المسلك إلى جنّته.٨

٤٩

٩. أيّد الله بهم دينه.١

١٠. أوصل الله حبلهم بحبله.٢

١١. جعلهم الله الذريعة والوسيلة إلى رضوانه.٣

١٢. افترض الله على العباد طاعتهم، وحذّر من معصيتهم.٤

١٣. أمر الله العباد بامتثال أوامرهم، والانتهاء عن نواهيهم.٥

١٤. أمر الله العباد بأن لا يتقدّمهم متقدّم، ولا يتأخّر عنهم متأخّر.٦

١٥. جعلهم الله علماً لعباده بحيث يرجعون إليهم، ويهتدون بهداهم، ويسيرون على طريقتهم.٧

١٦. جعلهم الله مناراً في بلاده بحيث يهتدي بهم العباد إلى الحقّ والصواب.٨

١٧. قرن الله موالاته بموالاتهم، وعلّق معاداته بمعاداتهم.٩

١٨. جعلهم الله «عصمة اللائذين».١٠

٥٠

١٩. جعلهم الله «كهف المؤمنين».١

٢٠. جعلهم الله «عروة المتمسّكين».٢

٢١. جعلهم الله جمال و«بهاء العالمين».٣

٢٢. يُلهم الله الإمام شكر ما أنعم به من مقام الإمامة؛ لأنّه مقام عظيم جدّاً يستحق الشكر.٤

وظائف أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):

١. يقيم الله بهم كتابه وحدوده وشرائعه وسنن رسوله (صلوات الله عليه وآله).٥

 ٢. يحيي الله بهم ما أماته الظالمون من معالم دينه.٦

٣. يكشف الله بهم ما علق بالدين من شبهات وتشويهات.٧

٤. يقطع الله بهم ما يضر ويمنع من قبول دينه.٨

٥. يزيل الله بهم الناكبين عن صراطه، ويمحق الله بهم طالبي الاعوجاج في دين الله.٩

٥١

وبصورة عامّة: أقام الله النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) مناراً للدلالة عليه تعالى، وأوضح بأهل بيته (عليهم السلام) الطريق الذي ينتهي بالعباد إلى رضوانه، أي: اصطفى الله أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ليكونوا بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) الأدلّاء على مرضاته تعالى، والآخذين بأيدي العباد إلى ما يحب الله ويرضى.١

أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) والقرآن:

أنزل الله القرآن على نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله) مجملاً ومن دون بيان تفاصيل الأحكام والقضايا، ثُمّ ألهم الله نبيّه بهذه التفاصيل وأعلمه بها، ليكون الرسول الملجأ لبيان الأحكام وتوضيحها للناس بصورة كاملة، ثُمّ اصطفى الله أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ليرثوا هذا العلم، ويكونوا الملجأ والعين الصافية لمعرفة ما جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله).

بعبارة أخرى: جعل الله النبيّ محمّداً (صلى الله عليه وآله) الخطيب بالقرآن، واصطفى أهل بيته ليكونوا الخزنة لهذا الكتاب العظيم، فأورث الله العترة الطاهرة بعد الرسول علم الرسول بكلّ تفاصيل القرآن وتفسيره؛ لأنّه تعالى لم يجد بين العباد من يطيق حمل هذه الأمانة الإلهية بأكملها، ثُمّ زوّد الله أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) بالعصمة والقدرة على حفظ هذا العلم، ليكونوا بعد الرسول الملجأ والعين الصافية لمعرفة القرآن والسنّة بصورة كاملة.

وهذا ما يكشف فضل أهل البيت (عليهم السلام) على غيرهم.٢

٥٢

وظائفنا إزاء أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):

١. الاعتراف بمقامهم.              ٢. اتّباع منهجهم.

٣. اقتفاء آثارهم.                   ٤. الإمساك بعروتهم.

٥. التمسّك بولايتهم.                ٦. الائتمام بإمامتهم.

٧. التسليم لأمرهم.                 ٨. الاجتهاد في طاعتهم.

٩. انتظار دولتهم.١

١٠. الاستماع إلى أقوالهم، والإطاعة لأوامرهم ونواهيهم.٢

١١. العمل من أجل نيل رضاهم.٣

١٢. السعي من أجل نصرتهم والدفاع عنهم.٤

١٣. شكر ما أنعم الله علينا بسببهم.٥

وهذا ما يقرّبنا إلى الله ورسوله صلوات الله عليه وآله.٦

مظلومية أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):

غصب سلاطين الجور مقام الخلافة من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، فأصبح هؤلاء

٥٣

الأئمّة الذين اصطفاهم الله للخلافة مغلوبين مقهورين مبتزّين يرون حكم الله مبدّلاً، وكتابه منبوذاً، وفرائضه محرّفة، وسنن نبيّه متروكة.١

 لعن أعداء أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):

إنّ أعداء أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) من الأوّلين والآخرين، ومن رضي بفعالهم، وأشياعهم وأتباعهم يستحقون اللعن.٢

دعاؤنا لإمام زماننا:

١. ندعو أن يسدّده الله دائماً بقوّة يتغلّب بها على الأعداء وينال بها الانتصار.٣

٢. ندعو أن يعينه الله ويمدّه بالتسديد والقوّة.٤

٣. ندعو أن يرعاه الله بعينه، ويحميه بحفظه، وينصره بملائكته، ويمدّه بجنده الغالبين.٥

٤. ندعو أن يبسط الله يده على أعدائه ليذيقهم العذاب والهوان إزاء مخالفتهم لدينه.٦

٥٤

٥. ندعو أن يجعله الإمام عطوفاً على أوليائه، ويهب لنا رأفته ورحمته وتعطّفه وتحنّنه.١

فضل شيعة أهل البيت (عليهم السلام):

يصلّي الله على أتباع أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) الصلوات المباركات الزاكيات الناميات الغاديات الرائحات، ويسلّم عليهم وعلى أرواحهم.٢

ومن دعاء الإمام زين العابدين لشيعة أهل البيت (عليهم السلام): «اللهم... اجمع على التقوى أمرهم، وأصلح لهم شؤونهم، وتب عليهم إنّك أنت التواب الرحيم وخير الغافرين، واجعلنا معهم في دار السلام برحمتك يا أرحم الراحمين».٣

أهل الثغور

ثغور العالم الإسلامي وساحات مواجهة المسلمين مع الأعداء تستدعي الحصانة والحماية، وينبغي على كلّ واحد من المسلمين دعم هذه الساحة الجهادية بقدر وسعه وطاقته.

ومن الوظائف المشتركة للجميع في هذا الخصوص الدعاء من الله ليحصّن ثغور المسلمين بعزّته، ويؤيّد حماتها بقوّته، ويوسّع عطاياهم من غناه.٤

٥٥

الأدعية المطلوبة من الله لحماة الثغور الإسلاميّة:

١. أن يكثّر عدّتهم وجماعتهم.

٢. أن يجعل أسلحتهم حادّة وقاطعة وقاتلة.

٣. أن يحرس النواحي المستقرّين فيها.

٤. أن يجعل مواضعهم القتالية منيعة وقويّة.

٥. أن يوجد المحبّة والانسجام بين جماعتهم.

٦. أن يعتني بهم وينظّم شؤونهم.

٧. أن يوصل إليهم مؤونتهم بصورة متواصلة.

٨. أن لا يكلهم إلى غيره تعالى، بل يتفرّد بكفاية مؤونتهم وتوفير مستلزماتهم.

٩. أن يعضدهم ويعينهم لينتصروا على أعدائهم.

١٠. أن يمنحهم الصبر وقدرة المقاومة.

١١. أن يعينهم بلطائف الحيل على أعدائهم.

١٢. أن يرفع مستوى علمهم بأمور الحرب والسلم، ويبصّرهم بما يساعدهم على حفظ أمن البلاد الإسلاميّة.١

 ١٣. أن يلقّيهم اليسر.

٥٦

١٤. أن يهيّئ لهم الأمر.

١٥. أن يتكفّل لهم بالنجح.

١٦. أن يتخيّر لهم الأصحاب.

١٧. أن يجعلهم آمنين من خلفهم.

١٨. أن يسبغ عليهم في النفقة.

١٩. أن يمتّعهم بالنشاط.

٢٠. أن يمنحهم العافية ويصحبهم بالسلامة.

٢١. أن يخلّص وجودهم من الجبن.

٢٢. أن يلهمهم الجرأة.

 ٢٣. أن يرزقهم الشدّة.

٢٤. أن يؤيّدهم بتسديداته.

 ٢٥. أن يعلّمهم السير والسنن الرفيعة.

٢٦. أن يسددّهم ويوجّههم نحو الصواب والرشد في الحكم.

 ٢٧. أن يبعدهم عن العجب والرياء والسمعة.

٢٨. أن يجعل أفكارهم وسلوكهم وجهادهم لله وفي سبيل الله.

 ٢٩. أن يهب لهم النصر ويمنحهم الغلبة على الأعداء.

٣٠. أن يقلّل العدو في أعينهم، ويصغّر شأن العدو في قلوبهم.١

٥٧

الأدعية التي نسألها من الله لأهل الثغور في حالة الحرب:

١. أن ينسيهم الله ذكر الدنيا التي تغرّ وتخدع النفوس بزخرفها وزينتها، ويطفئ في قلوبهم حرارة الشوق إلى الأهل والأولاد؛ لأنّ هذا الذكر وهذه الحرارة تثبّط عزائمهم عن الاقتحام في ساحات القتال.١

٢. أن يوفّقهم لحسن النية، ويمح عن قلوبهم خطرات المال المضلّ عن الحقّ، ولا يجعل جهادهم للأمور الدنيوية.٢

٣. أن يحرّرهم من غم الوحشة، ويجعل الجنّة نصب أعينهم، ويلوّح منها لأبصارهم ما أعدّ فيها من مساكن الخلد ومنازل الكرامة والحور الحسان والأنهار الجارية المتتابعة بأنواع الأشربة والأشجار المتعلّقة بأغصانها والمنخفضة بثقل أثمارها.٣

تنبيه: الهدف من طلب هذه الأمور للمقاتلين هو أن لا يهمّ أحد من هؤلاء المقاتلين بالإدبار والتراجع والانكسار، ولا يحدّث نفسه حول فرار نظيره في القتال.٤

٥٨

٤. أن يوفّقهم الله ليواجهوا غزوات المشركين بالمثل.

٥. أن يمدّهم الله بملائكة من عنده مردفين، أي: متّبعين بعضهم بعضاً.

٦. يوفّقهم ليغزوا المشركين في مدنهم وبلدانهم.

٧. يواصلوا محاربتهم قتلاً وأسراً حتّى يقرّوا بأنّ الله لا إله إلّا هو وحده لا شريك له.١

 الأدعية التي نسألها من الله ضدّ أعداء أهل الثغور:

١. أن يصيبهم بالهزيمة.

٢. يكسر شوكتهم.  

٣. يدمّر قدرتهم.

 ٤. يفرّق بينهم وبين أسلحتهم.  

٥. ينزع من قلوبهم أسباب القوّة المعنوية.

٦. يباعد بينهم وبين مؤونتهم، ويقطع عنهم الإمداد الحربي والغذائي.

 ٧. يضلّهم عن معرفة الطريق الموصل إلى انتصارهم.

 ٨. يقطع عنهم ما يمدّهم بالقوّة.

٩. يقلّل عددهم نتيجة تشتيت أمرهم.

١٠. يملأ أفئدتهم بالرعب والفزع.

١١. يصيب أيديهم بالشلل، ويحيطهم بالعجز عن الاستفادة منها.

٥٩

 ١٢. يخرس ألسنتهم عن النطق بما يضرّ المسلمين.

١٣. يمزّق وحدتهم ويفرّق جمعهم.

 ١٤. يسلّط عليهم العذاب والهلاك والعقوبة من ورائهم.

 ١٥. يخزيهم ليقطع بذلك أطماع من بعدهم.

 ١٦. يقطع نسلهم عن طريق عقم أرحام نسائهم أو سلب القدرة من أصلاب رجالهم على إيجاد الذرية.

 ١٧. يقطع نسل دوابهم وبهائمهم.

 ١٨. يقطع عنهم الأمطار، ويمنع أرضهم من الإنبات.١

١٩. يشغل بعضهم ببعض عن التعرّض للمسلمين الساكنين في أطراف الدولة الإسلاميّة أو المستقرّين في الحدود المجاورة لبلاد المشركين.

 ٢٠. يضيّق عليهم الخناق ولا يفسح لهم مجال اتّساع دائرة سلطتهم.

 ٢١. يثبّط عزائمهم، ويسلب منهم قدرة التخطيط ضدّ المسلمين.

 ٢٢. يفرغ قلوبهم من حالة الأمن والسكينة والاستقرار.

 ٢٣. يسلب القوّة والنشاط من أبدانهم.

 ٢٣. يذهل قلوبهم ويشغلهم عن اتّخاذ الحيلة والتدبير للوصول إلى المطلوب.

٦٠

 ٢٤. يضعف قواهم عن محاربة ذي القوّة من المسلمين.

 ٢٥. يجبّنهم عن مواجهة الأبطال من المسلمين.

 ٢٦. يبعث عليهم جنداً من السماء ببأس وعذاب من الله، كما فعل تعالى يوم بدر حيث أنزل الملائكة لنصرة المسلمين في تلك المعركة، فيقطع بهذا المدد الإلهي دابر الأعداء، وينهي آخرهم، ولا يبقي لهم أحداً، ويحصد به شوكتهم، ويفرّق به عددهم.

 ٢٧. يمزج مياههم بالوباء.

 ٢٨. يبتليهم بمختلف الأمراض.

٢٩. يصيب بلادهم بالخسوف والزلازل.

 ٣٠. يرمي عليهم بأسباب الدمار.

 ٣١. يوجّه إليهم الضربات القاضية.

 ٣٢. يمنع وصول المؤونة العسكرية والغذائية إليهم، ويبقيهم في أرض جرداء من العشب والنبات، وبعيدة عن جبهات القتال ليصابوا بالجوع الدائم والسُقم الأليم.١

٦١

هدف أهل الثغور من الجهاد:

١. لتكون كلمة الله هي العليا، ولئلا يُعبد في بقاع الأرض غير الله، ولا تعفّر الجبهات لأحد دون الباري عزّ وجل.١

٢. ليكون دين الله هو الأعلى، وحزبه هو الأقوى، وحظّه هو الأوفى.٢

دعم أهل الثغور:

إنّ الشخص الذي يخلف المجاهد، ويتعهّد أموره وشؤونه في غيبته أو يعينه بماله أو يمدّه بالعتاد أو يشجّعه على الجهاد أو يدعو له بالنصر أو يحافظ في غيابه على حريمه، فإنّ له من الأجر مثل أجر ذلك المجاهد، وسيعوّضه الله من فعله هذا عوضاً حاضراً، يتعجّل به نفع ما قدّم، وسرور ما أتى به، إلى أن ينتهى به الوقت إلى ما أجرى الله له من فضله، وأعدّ له من كرامته.٣

أهمية العزم على الجهاد في سبيل الله:

كلّ شخص أهمّه أمر الإسلام، وأحزنه تحزّب أهل الشرك على المسلمين فنوى غزواً، أوهمّ بجهاد، فمنعه الضعف، أو أبطأ به الفقر، أو أخّره طارئ، أو عرض

٦٢

له دون إرادته ما منعه عن المشاركة في ساحات الجهاد، فإنّ الله سيكتب اسمه في العابدين، ويوجب له ثواب المجاهدين، ويجعله في عداد الشهداء والصالحين.١

أوقات الفراغ

الابتعاد في أوقات الفراغ عن المحرّمات:

يجدر بنا ملء أوقات فراغنا بأعمال بعيدة عن المحرّمات، وخالية من التبعات السلبية، كما علينا في هذه الأوقات أن نقف بوجه تسـرّب الضجر والملل إلى نفوسنا، لكي:

ينصرف عنّا الملائكة الموكّلون بكتابة أعمالنا السيّئة بصحيفة خالية من ذكر سيّئاتنا.

ويغادرنا الملائكة الموكّلون بكتابة أعمالنا الحسنة، وهم مسرورون بما كتبوا من حسناتنا.٢

ملء أوقات الفراغ بالأعمال الحسنة:

علينا استثمار أوقات فراغنا وملؤها بحمد الله وشكره إزاء نعمائه البالغة،

٦٣

وانطلاق ألسنتنا في وصف عظيم إحسانه علينا.١

الأولاد

تربية الأولاد:

الأولاد بحاجة إلى التربية والتأديب والإحسان في المعاملة، وينبغي على الآباء الاستعانة بالله في هذا الأمر ليوفّقهم على أداء هذه المهمّة بأفضل صورة ممكنة.٢

أهم موارد الدعاء لأبنائنا:

١. طول العمر.

٢. إصلاح أمرهم فيما هو نافع لنا.

٣. أن يكونوا سبباً لراحتنا وسرورنا.

٤. التربية الصحيحة لهم في الصغر.

٥. تقوية الضعيف منهم.

٦. صحّة أبدانهم، وسلامة معتقداتهم وأفكارهم، أي: سلامة دينهم وأخلاقهم.

٧. العافية في أنفسهم، وفي جوارحهم، وفي كلّ ما اهتمّ الله به من أمرهم.

٨. الزيادة في أرزاقنا، وجَعلُنا وسيلة لإيصال رزق الله لهم بواسطتنا.

٩. أن يجعلهم الله من الأبرار الأتقياء، ومن أهل البصيرة والسمع والطاعة لله تعالى.

٦٤

١٠. أن يجعلهم الله من المحبّين والمناصحين لأوليائه تعالى.

١١. أن يجعلهم الله من المعاندين والمبغضين لأعدائه تعالى.١

ما نأمله نحن الآباء من الله عن طريق أبنائنا:

١. يقوّي الله بهم أمرنا.

٢. يصلح الله بهم ما فسد من أمورنا.

٣. يكثّر الله بهم عددنا.

٤. يزيّن الله بهم محضرنا.

٥. يحيي الله بهم ذكرنا.

٦. يكفينا الله بهم في غيبتنا.

٧. يعيننا الله بهم على قضاء حوائجنا.

٨. يجعلهم الله محبّين لنا.

٩. يجعلهم الله متعاطفين معنا ومقبلين علينا.

١٠. يجعلهم الله مطيعين غير عاصين ولا عاقّين ولا مخالفين لنا.٢

٦٥

طلب المزيد من الأولاد:

إذا كان الإنسان له أولاداً ولم يكن له محذور في طلب المزيد، فعليه أن يطلب من الله إضافة إلى أولاده أولاداً ذكوراً؛ ليكونوا له مصدراً للخير والبركة، وليحقّقوا له ما يأمله كلّ أب مؤمن من أولاده.١

 الإيمان

يجب على العباد الإيمان بالله، وتصديق رسله، وقبول كتابه، والكفر بكلّ معبود غيره، والبراءة ممن عبد سواه.٢

 تثبيت الإيمان:

نحتاج من أجل تثبیت التوحيد والنبوّة والإمامة في قلوبنا إلى الدعاء والطلب من الله: «اللهم واجعلني من أهل التوحيد والإيمان بك، والتصديق برسولك والأئمّة الذين حتمت طاعتهم ممن يجري ذلك به وعلى يديه، آمين ربّ العالمين».٣

أثر الإيمان على النفس:

إذا تقرّبنا إلى الله، فستحيطنا روح إيمانية تجعلنا نستوحش من شرار الخلق،

٦٦

ونستأنس بأولياء الله وأهل طاعته.١

 أثر الإيمان في خصوص الرعاية الإلهية:

لا يترك الإيمان أثره على صاحبه فحسب، بل يسري أثره ليشمل أزواج المؤمن وذريّته، منها أنّ الله إضافة إلى صلاته على المؤمنين فإنّه تعالى يصلّي على أزواجهم وذريّاتهم.٢

 درجات الإيمان:

١. للإيمان درجات، وينبغي علينا السعي الدائم لنيل أعلى وأرقى وأكمل هذه الدرجات.٣

٢. خلق الله دواوين ليكتب فيها أسماء العباد، فإذا أذنب العبد أسقطه الله من المراتب العالية إلى المراتب الدانية، ويمحو اسمه من قائمة المحمودين، وينقله إلى قائمة المذمومين.

وإذا واصل العبد العصيان والتمرّد فسيكون التغيير أكبر حتّى يبلغ الأمر مرحلة يمحو الله اسم الشخص العاصي من ديوان السعداء وينقله إلى ديوان الأشقياء.٤

٦٧

٣. يصطفي الله عباده الصالحين، فإذا بقى العبد على الصلاح فسيبقى في دائرة الاصطفاء، وإذا خرج العبد من هذه الدائرة فسيستبدل الله به غيره، ولهذا قال تعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ (محمّد: ٣٨) ١

برّ الوالدين

أهمية برّ الوالدين:

ينبغي علينا السعي في الدنيا لبرّ والدينا؛ لئلا نكون في يوم القيامة من أهل العقوق للآباء والأمّهات.٢

سبيل الاندفاع إلى برّ الوالدين:

١. يندفع الإنسان لأيّ عمل عندما يعيش حين القيام به بلذّة تدفعه إلى مواصلة ذلك العمل؛ ولهذا ينبغي أن نطلب من الله ليجعل برّنا بوالدينا ممتعاً لنستمر عليه، مثلاً أن يكون برّنا بوالدينا أقرّ لعيوننا وأسرّ لنفوسنا من نومة النعسان، أو أن يكون ذلك أثلج لصدورنا من شربة الظمآن، ليكون ذلك سبباً يدفعنا لنؤثر رغباتنا على رغباتهما، ونقدّم رضاهما على رضانا.٣

 ٢. من أهم العوامل النفسية التي تدفعنا إلى البرّ بوالدينا هي: أن نستكثر

٦٨ برّهما بنا وإن قل، وأن نستقلّ برّنا بهما وإن كثر.١

وظائفنا إزاء والدينا:

نجهل بعض الأحيان ما ينبغي أن نفعله لإحراز برّ والدينا، فعلينا في هذا المقام أن نطلب من الله ليلهمنا علم ما يجب فعله، ويوفّقنا بعد ذلك للعمل بهذا العلم بحيث لا يفوتنا استعمال شيء مما أرشدنا الله إليه، ولا نعيش حالة الكسل والتباطؤ في القيام بما ينبغي علينا فعله إزاء طاعة والدينا والاعتناء بهما.٢

أهم وظائفنا إزاء والدينا:

١. نهابهما هيبة السلطان الجائر.٣

٢. نتعامل معهما بالبرّ والعطف كما تتعامل الأم الرؤوف مع أولادها.٤

٣. نخفض لهما صوتنا.٥

٤. نتكلّم معهما بالكلام الحسن والطيّب.٦

٦٩

٥. يكون قلبنا عطوفاً عليهما.١

٦. نتعامل معهما بسلاسة ولطف.٢

٧. نتصرّف معهما برفق وشفقة.٣

٨. لا ننسى ذكرهما بالدعاء بعد كلّ صلاة، وفي آناء الليل، وفي كلّ ساعة من ساعات النهار، ونأمل إزاء دعائنا لوالدينا أن ننال المغفرة الإلهية.٤

موقفنا الصحيح إزاء إساءة والدينا إلينا:

إذا تجاوز علينا والدينا في قول، أو أسرفا علينا في فعل، أو ضيّعا لنا بعض الحقوق، أو قصّرا في أداء واجب، فعلينا أن نهب ذلك لهما، ونسأل الله أن يزيل عنهما الآثار السلبية الدنيوية والأخروية لما قاما به، وأن لا تكون شكوى منّا عليهم، ولا يكون لنا موقف سلبي إزاء سوء تصرّفاتهما معنا؛ لأنّهما أوجب حقّاً علينا، وأقدم إحساناً إلينا، وأعظم فضلاً لدينا.

وليس من الصحيح أن نعاملهما بالقصاص، ونطلب لهما العقوبة، وكيف يحقّ لنا طلب مجازاتهما وقد شغلا أنفسهما فترة طويلة بتربيتنا، وأتعبا أنفسهما في حراستنا وحفظنا من كلّ مكروه وأذى، وضيّقا بعض الأحيان على أنفسهما في النفقة للتوسعة علينا.

٧٠

ونحن لا يمكننا أداء حقّهما، والقيام بما يجب علينا لهما، أو القضاء بوظيفة خدمتهما، فكيف نتجرّأ في طلب مجازاتهما إزاء ما قصّراه في حقّنا.١

 الدعاء للوالدين:

الأدعية التي ينبغي أن نطلبها من الله لوالدينا:

١. الاختصاص بالكرامة لدى الله عزّوجل.٢

٢. الصلاة من الله عليهما.٣

٣. اللهم اشكر لهما تربيتي.٤

٤. اللهم اجعل لهما الثواب الكامل إزاء رعايتهما لي.٥

٥. «اللهم... احفظ لهما ما حفظاه منّي في صغري».٦

٦. اللهم ما مسّهما منّي من أذى، أو لحق بهما منّي من مكروه، أو ضاع من ناحيتي لهما من حقّ، فاجعله مغفرة لذنوبهما، وعلواً في درجاتهما، وزيادة في

٧١

حسناتهما، فإنّك مبدّل السيّئات بأضعافها من الحسنات.١

٧. «اللهم... اخصص أبوي بأفضل ما خصصت به آباء عبادك المؤمنين وأمّهاتهم».٢

٨. «اللهم... اغفر لهما ببرّهما بي مغفرة حتماً».٣

٩. «اللهم... ارض عنهما بشفاعتي لهما رضى عزماً».٤

١٠. «اللهم... بلّغهما بالكرامة مواطن السلامة».٥

الوالدين والشفاعة:

إذا كان والدينا ممن شملتهما المغفرة الإلهية، فإنّنا نسأل الله أن يوفّقهما لشفاعتنا.

وإذا كنّا نحن ممن شملتنا المغفرة الإلهية، فإنّنا نسأل الله أن يوفّقنا لشفاعة والدينا؛ حتّى نجتمع معاً في ظلّ رأفة الله في دار كرامته، ومحلّ مغفرته ورحمته.٦

كما نسأل الله أن يتجاوز عن سيّئاتنا، فإنّه يجدر بنا أن نسأل الله ذلك لآبائنا

٧٢

وأمّهاتنا، وللمؤمنين جميعاً إلى يوم القيامة.١

البركة

إنّ للسماوات والأرض بركات، وعلينا أن نسأل الله ليرزقنا منها.٢

أثر البركة:

لكلّ ما نمتلك حدّاً محدوداً وقدراً معيّناً من التأثير الإيجابي، ولكن إذا حلّت البركة به فستزيد من أثرها الإيجابي. ويعدّ الدعاء من أهم السبل لنيل هذه البركة.٣

البصيرة

البصيرة نعمة إلهية، والمبتلى بفقدان هذه النعمة [أي: المتورّط بالعمى] مبتلى ببلاء عظيم ينتهي به إلى الخسران المبين.٤

البلاء

لا يكون البلاء إلّا بإذن الله:

لا يصاب الإنسان ببلاء من سائر المخلوقات إلّا بإذن الله تعالى، وفي دائرة

٧٣

هيمنته تعالى وسلطانه.١

حسن وقبح البلاء:

البلاء خير فيما لو:

١. أخذ الله فيه من أنفسنا ما يخلّصها، أي: ابتلانا الله بما يؤدّي إلى خلاص أنفسنا من آثامها ومعاصيها.

٢. أبقى الله لأنفسنا منها ما يصلحها، بحيث لا يصل البلاء حدّاً يستوعب كلّ قدرتنا فنعجز عن أداء ما هو صالح لأنفسنا، فيتبدّل البلاء في هذه الحالة إلى شرّ ونقمة.٢

الموقف الصحيح إزاء البلاء:

١. ينبغي أن يكون موقفنا إزاء ما يبتلينا الله به الرضا بما يراه الله مصلحة لنا، وأن يكون هدفنا نيل رضوان الله فحسب.

فإذا كانت النعم هي التي تؤدّي بنا إلى هذا الهدف، فإنّنا نسأل الله أن يعطينا من النعم ما يرضيه عنّا.

وإذا كان البلاء هو الأصلح لنا، فإنّنا نسأل الله العافية، وأن يفعل بنا كلّ ما يؤدّي بنا إلى نيل رضوانه تعالى.٣

٢. إذا واجهنا المصائب والشدائد والمكاره، ولكنّنا بقينا مصرّين على نيل رضا

٧٤ الله، فعلينا أن نعلم بأنّنا نعيش في نعمة عظمى؛ لأنّ كلّ مكروه وبلاء مهما كان كبيراً فإنّه يهون ويصغر ولا قيمة له عند مقايسته مع سخط الله وغضبه.١

دفع الله البلاء عنّا:

١. يدفع الله عنّا المكاره، ويبعد عنّا السوء، ويصرف عنّا الشرّ بلطفه.٢

٢. إنّ الله رحيم، وهذه الرحمة هي التي توجب عند اقتضاء الحكمة الإلهية أن يمنحنا الله العافية، ويبعدنا عن كلّ سوء وبلاء.٣

٣. يفتح الله باب الفرج أمامنا، ويكشف عنّا الغم بفضله وسعته وإحسانه، ويمنع هيمنة سلطان الهمّ علينا بحوله وقوّته.٤

التفضّل الإلهي في دفع البلاء عنّا:

يكشف الله البلاء عنّا تفضّلاً وإن لم نكن أهلاً لذلك.٥

عوامل دفع الله البلاء عنّا:

اعترافنا أمام الله بالضعف وقلّة الحيلة، وتضرّعنا إليه تعالى يوجب أن يدفع الله عنّا الكثير من البلاء.٦

٧٥

الالتجاء إلى الله لدفع البلاء:

١. إنّ الله تعالى:

هو العدّة لنا عندما تحيط بنا الأحزان.

وهو الملجأ لنا عندما تلمّ بنا الهموم والغموم.

وهو العون لنا عندما نتعرّض للحرمان.

وهو الذي يعوّض ما فاتنا، ويصلح ما فسد من أمورنا، ويغيّر ما هو مكروه لنا.

وينبغي أن نسأله ليمنن علينا قبل البلاء بالعافية.١

٢. ينبغي الالتجاء إلى الله ليكفينا شدّة مصائب الدهر والأيام.٢

٣. إنّ الله هو الملجأ والنجاة للتخلّص من شدائد المحن والفتن والابتلاءات الصعبة جدّاً.٣

٤. إذا تشابكت علينا الأمور، ووجدنا أنفسنا عاجزين عن التخلّص من الشدائد والمصائب المحيطة بنا، فلا سبيل لنا في هذه الحالة إلّا الالتجاء إلى الله؛ لأنّه تعالى:

هو المدعو للمهمّات والشدائد التي تشغل همّنا وتفكيرنا.

٧٦

وهو المفزع في الملمّات التي تنزل بنا فتوقعنا في المصائب والشدائد.

ولا تندفع ولا تزول هذه المهمّات والملمّات إلّا بإذن الله وإرادته.١

٥. قد يبلغ البلاء المحيط بنا حدّاً يشقّ علينا ثقله، ولا يكون لنا حلّا ً للتخلّص منه إلّا الالتجاء إلى الله عزّوجل.٢

٦. قد نواجه حالات البلاء والشدّة والضيق بحيث نعجز عن التخلّص منها عن طريق الأسباب المتوفّرة لدينا، وفي هذه الحالة ينبغي أن لا نفقد أملنا بالله؛ لأنّه تعالى هو القادر على كشف ما ابتلينا به، ودفع ما وقعنا فيه.٣

٧. قد نواجه مشاكل لا نتمكّن من حلّها، وأزمات معقّدة لا نقدر على احتوائها، وشدائد عسيرة لا يسعنا التخلّص منها، فيكون ملجؤنا الوحيد ـ في هذه الحالة ـ الاستعانة بالله؛ لأنّه تعالى:

أوّلاً: ذلّت لقدرته الصعاب.

ثانياً: تسبّبت بلطفه الأسباب.٤

ثالثاً: جرى بقدرته القضاء.٥

٧٧

رابعاً. مضت على إرادته الأشياء.١

٨. لا ننال تفريج همومنا وغمومنا، ولا نحصل على لذّة استجابة دعائنا لرفع ابتلاءاتنا العسيرة إلّا عن طريق الالتجاء إلى الله، ليهب لنا من رحمته الخاصّة، ويفرّج علينا فرجاً هنيئاً، ويجعل لنا من عنده مخرجاً وحلّا ً سريعاً لا تأخير فيه.٢

٩. قد يُبتلى الإنسان بالوحشة والغربة والكربة والحزن والخذلان والوحدة والاحتياج والتشريد.

ويكون الالتجاء إلى الله في هذه الحالة أفضل سبيل للإنسان المبتلى؛ لأنّ الله:

«أنس كلّ مستوحش غريب».         «وفرج كلّ مكروب كئيب».

«وغـوث كلّ مخـذول فـريد».         «وعضد كلّ محتاج طريد».٣

١٠. إذا تدخّلت الإرادة الإلهية بالنسبة إلى الإنسان فألحقت به إحدى الأمور التالية:

أوّلاً: أوردت عليه شيء.

ثانياً: وجّهت نحوه شيء.

ثالثاً: أغلقت أمامه باباً من أبواب الرخاء.

٧٨

رابعاً: فتحت أمامه باباً من أبواب البلاء.

خامساً: عسّرت عليه بعض الأمور.

سادساً: أوقعته في دائرة الخذلان.

فلا يستطيع أحد تغيير هذا التدخّل الإلهي أبداً إلّا الله نفسه.١

١١. إنّ الإحسان الإلهي هو الذي يحفّز المضطرين على التوجّه نحو الله والاستغاثة به من أجل التخلّص من البلاء المحيط بهم.٢

الدعاء لدفع البلاء:

١. إذا شعرنا بأنّنا لا طاقة لنا على المشقّة والعناء، ولا صبر لنا على البلاء، ولا قوّة لنا على الفقر، فعلينا التوسّل والدعاء والطلب من الله ليرفع عنّا العناء والفقر.٣

 ٢. كتب الله على نفسه إجابة دعوة ا لمضطرين، ووعد المبتلين بالسوء أن يكشف عنهم السوء والبلاء، وقال تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ (النمل: ٦٢) ٤

٣. ينبغي الدعاء من الله ليقينا من الخوف الشديد الذي يفزعنا ويؤدّي بنا إلى الحيرة في أمرنا.٥

٧٩

شكرنا لله إزاء دفعه البلاء عنّا:

إنّ صرف الله المكروه عنّا، ودفعه السوء والبلاء عنّا، ووقايته المصائب والمحن عنّا، يستوجب منّا أن نحمده تعالى، ونشكره إزاء ذلك.١

التبليغ

أهمية تبليغ وإرشاد الآخرين:

من وظائفنا الاجتماعية أن نكون من أهل السداد، ومن أدلّة الرشاد الذين يدلّون الناس على الرشد والهدى.٢

التبليغ والإرشاد المطلوب:

ينبغي أن يكون إرشاد الإنسان للآخرين متحلّياً بأحسن صورة ممكنة، ليؤتي ثماره، ويترك أثره المطلوب في الواقع الاجتماعي.٣

مكانة المبلّغين:

إنّ للدعاة والمبلّغين العاملين في توجيه العباد إلى مرضاة الله عزّوجل وإرشادهم إلى سبيله منزلة رفيعة، تجعلهم من خواص عباد الله المقرّبين، وهذا ما يحفّزنا للعمل ـ قدر وسعنا ـ في ساحة الدعوة والتبليغ.٤

٨٠

 التسديد الإلهي

دواعي احتياج الإنسان إلى التسديد الإلهي:

١. يحتاج الإنسان إلى التسديد الإلهي ليقيه الله من سقطة الهالكين، وتخبّط الضالّين، وزلّة المغرورين، وورطة الهالكين.١

 ٢. يحتاج الإنسان حين سلوكه طريق الخير إلى تسديد إلهي يسهّل له اجتياز الموانع في هذا الطريق.٢

بعبارة أخرى: الشخص الذي يعاني من حالة الضعف في مستواه العبادي، ويجد نفسه في فخ طول الآمال والطموحات، وفي أسر الذنوب والمعاصي، لا سبيل له للتخلّص من الوضعية السيّئة التي يعيش فيها إلّا الالتجاء إلى الله؛ ليشمله التسديد الإلهي، ويحيطه الباري عزّوجل برحمته وعفوه وغفرانه.٣

من طرق التسديد الإلهي:

يسدّد الله العبد لئلا يقترب من القبائح والسيّئات والآثام والخطيئات الفاضحة

٨١ عن طريق إشعار قلب العبد بحالة النفور والانزجار منها.١

التعامل مع الآخرين

صيانة النفس من إيذاء الآخرين:

إحدى سبل صيانة أنفسنا من إيذاء الآخرين هي الالتجاء إلى الله والاستعانة به؛ ليعصمنا من إيذاء كلّ مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة.٢

الموقف الصحيح إزاء سوء تصرّفات الآخرين معنا:

إذا تعرّضنا إلى مواقف وتصرّفات سيّئة من قبل الآخرين، فعلينا ـ بعد الاستعانة بالله ـ أن نبذل غاية جهدنا لاتّباع سلوك وتصـرّفات تحوّل هذه المواقف والتعاملات من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية.

ومن هذا القبيل:

١. تبديل مقت أهل البغض إلى محبّة.٣

٢. تبديل حسد أهل البغي إلى مودّة.٤

٣. تبديل سوء ظن أهل الصلاح إلى اعتماد وثقة.٥

٤. تبديل عداوة الأقربين إلى موالاة ونصرة.٦

٨٢

٥. تبديل جفاء وعقوق ذوي الأرحام إلى صلة ومبرّة.١

٦. تبديل خذلان الأقربين إلى تعاون ومساعدة.٢

٧. تبديل المحبّة غير الحقيقية والتصنّعية التي يظهرها الآخرون لنا إلى محبّة ومودّة وألفة صادقة وحقيقية.٣

٨. تبديل رفض وسوء تعامل من نختلط بهم إلى الاستجابة وحسن المعاشرة والمعايشة.٤

٩. تبديل مرارة الخوف من الظالمين إلى حلاوة الأمن.٥

ما نحتاجه عند هجوم الآخرين علينا:

إذا كنّا في مقام الدفاع عن أنفسنا أمام هجوم الآخرين، فإنّنا سنكون بحاجة إلى:

١. القوّة والقدرة ضدّ من يظلمنا.

٢. الحجّة والبيان ضدّ من يخاصمنا.

٣. الظفر والفوز ضدّ من يعاندنا.

٤. المكر والحيلة ضدّ من يكايدنا.

٥. القهر والسلطان ضدّ من يضطهدنا.

٦. القدرة على تكذيب من يعيبنا.

٨٣

٧. السلامة والحفظ ممن يتوعّدنا.١

 من مكارم الأخلاق في تعاملنا مع الآخرين:

١. نواجه من غشّنا بالنصح والمعروف.

٢. نجازي من هجرنا بالبرّ والإحسان.

٣. نثيب من حرمنا بالبذل والعطاء.

٤. نكافئ من قطعنا بالصلة والمودّة.

٥. نقابل من اغتابنا بحسن الذكر والثناء.

٦. نشكر المحسن ونتجاوز عن المسيء.٢

 العفو عمّن ظلمنا:

يجدر بنا إزاء الذين تجاوزوا على حقوقنا، وتعاملوا معنا بما حرّم الله عليهم فظلمونا أن نبرء لهم الذمة، ونصفح عما ارتكبوه من ظلم في حقّنا ـ سواء كان هؤلاء الآن من الأحياء أو الأموات ـ ونسأل الله لهم العفو والمغفرة لما لحقهم بسبب ظلمهم إيانا، وتعدّ براءة الذمة هذه من:

أزكى وأنمى صدقات المتصدّقين.

وأعلى صلات وعطيّات المتقرّبين.

٨٤

وسيعوّضنا الله إزاء عفونا عن هؤلاء بعفوه، وإزاء دعائنا لهم برحمته، وسيحيطنا جميعاً بإحسانه، ويكتب لنا جميعاً النجاة بفضله.١

تطهير الصدور من الحقد:

ينبغي أن لا يحمل الإنسان المؤمن الحقد والغل على أحد من المؤمنين في صدره، وإذا كان شيء من هذا القبيل فينبغي أن يحاول الإنسان مسرعاً إلى نزع هذا الحقد من صدره.٢

المنهجية الصحيحة للافتراق والاجتماع مع الآخرين:

ينبغي علينا مفارقة من افترق سبيله عن الله، والاجتماع مع من اجتمع سبيله مع الله عزّ وجل.٣

اجتناب التعرّض لفضل الكفّار:

ينبغي أن نحاول الابتعاد عن التعرّض لإحسان وفضل أيّ شخص كافر أو فاجر، لئلا يكون لهؤلاء علينا منّة وفضل.

٨٥
السابق اللاحق

فهرس المطالب / تحميل الكتاب

فهرس المطالب

zip pdf doc