المؤلفات » موسوعة عقائد الأئمة الأطهار (عليهم‌السلام) - معرفة الله - الجزء الأول

تقديم

آية الله الشيخ محمّد جواد الفاضل اللنكراني (دامت بركاته)

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمّد(صلى الله عليه وآله) وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين.

لا يخفى على أحد أهمية الحديث الشريف في معرفة الحقائق الدينية ونيل البصيرة والهداية الربانية. وقد أكّد الله عزوجل على حفظ هذه العلوم والمعارف بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) فأودعها في ذريّة اصطفاها لتكون خزنة لعلمه تعالى، وقد حاول الأئمة(عليهم السلام) حفظ وإيصال هذه العلوم والمعارف إلى العباد، كما أرفقوا هذه المحاولة بالتأكيد على حفظ الحديث والاهتمام بنشره.

ومن هذا المنطلق بذل علماؤنا الأعلام غاية جهدهم لحفظ هذا التراث وإيصاله إلى الأجيال القادمة بأفضل صورة ممكنة، كما أُلفت العديد من الكتب الرجالية لصيانة طرق الحديث ومعرفة السبيل الصحيح لما ورد عن الأئمة(عليهم السلام)، وأُلفت أيضاً العديد من الكتب في علوم الحديث لتقوية الأسس التي يعتمد ٥ عليها حديث أهل البيت(عليهم السلام).

ومن البحوث المهمّة التي اهتم بها الأصوليون في خصوص الأخبار هي مسألة حجية خبر الواحد، فإنّها مسألة تمتاز بالأهمية لما لها من التأثير الكبير على كيفية تعاملنا مع الكثير من الأخبار الواصلة إلينا، وقد ذهب أكثر علمائنا إلى حجية هذه الأخبار، وذهب قليل منهم إلى خلاف ذلك، ومن أدلة المخالفين الاستدلال بقول الله عزوجل: ﴿إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ [يونس: ٣٦] فذهبوا إلى أنّ الخبر الواحد ظنّي، وقد صرّحت هذه الآية بأنّ الظن لا يغني من الحقّ شيئاً، وقد أورد على ردّ هذا الاستدلال بأنّنا لا يمكننا التمسك بهذه الآية على نحو الإطلاق، بل لابد من تخصيصها، لأنّ السبيل الوحيد لفهم هذه الآية هو «الظهور»، وهو أمر ظني، فلا يمكننا التمسك بظاهر هذه الآية، وهذا ما يكشف عن حجّية بعض الظنون، وهي الظنون ذات الأدلة القطعية على اعتبارها كحجية الظواهر، وأيضاً حجية خبر الواحد الذي أقره الشارع فأصبح بمثابة العلم الذي لابد من التعبّد به، وهذا ما يخرج الخبر الواحد من الظن الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وذهب بعض إلى أنّ الخبر الواحد لا يعدّ من الظنون أساساً ليحتاج إلى إقرار من الشارع على حجيته بل هو حجة ذاتاً، وذلك من منطلق عمل سيرة العقلاء به؛ لأنّها تعمل به من منطلق الوثوق والاطمئنان لا من منطلق العمل بالظن، فهي لا تعتبر ظناً ليشمله قوله تعالى: ﴿إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ فهو خارج عنها بالخروج الموضوعي التخصّصي وقد بحثناه في محلّه.

وفي خصوص أدلة حجية خبر الواحد، فقد استدلّ بالأدلّة الأربعة المذكورة في محلّها، والنكتة المهمّة انّنا قد أثبتنا في مباحثنا الأصولية أنّ حجية أخبار الآحاد لا تنحصر بالأحكام والمسائل الفقهية، بل هي حجة في جميع الموارد من دون فرق بين الأحكام والعقائد والتفسير وغير ذلك، كما اثبتنا أيضاً حجيتها في ٦ جميع الأمور من دون فرق بين المهمّة وغيرها فلا يصحّ أن يقال بعدم صحّة الاعتماد عليها في الأمور الاعتقادية. إمّا لاجل اختصاص أدلّة الحجّية بالأحكام أو لأجل اختصاصها بالأمور غير المهمّة والاعتقاديات من الأمور المهمّة.

نعم يمكن أن يقال إنّ اللازم في الأمور الاعتقادية العلم واليقين وأخبار الآحاد لا تفيد إلاّ الظنّ، ولكن نقول: إنّ بعض الاعتقادات كأصل وجود الباري تعالى أو توحيده وأصل المعاد يحتاج إلى العلم واليقين، أمّا القسم الآخر منها كصفاته تعالى وخصوصيات المعاد لا يحتاج إلى اليقين الوجداني بل يصحّ أن  يعتمد فيها إلى ما هو حجّة شرعاً، وبناءً على ذلك فإنّ ما ورد في الروايات في تبيين صفاته تعالى أو خصوصيات المعاد والبرزخ والجنّة والنار والحساب والميزان وغيرها، يصحّ أن يعتمد عليه ولا يصغى إلى قول من يقول بعدم جواز الركون عليها لأجل أنها من الأمور الاعتقادية.

ونحن بعد مراجعة الروايات نرى صدور الكثير منها في المجال العقائدي وأنّ الأئمّة الطاهرين(عليهم السلام) لم يكتفوا بالأحكام الفقهية فقط، بل اصرّوا على بيان النكات الدقيقة الاعتقادية وحرّضوا الناس على الاهتمام بها وبيّنوا خصوصيات صفاته تعالى وكيفية معرفته تعالى والأسباب التي توجب معرفة الله الصحيحة، والموسوعة التي بأيديكم أقوى شاهد على ذلك. فإنّها تدلّ بوضوح على إحاطتهم(عليهم السلام) بالمسائل الاعتقادية وإنّ الاعتقادات الصحيحة تخرج من بين أيديهم كما أنّ الأحكام الصحيحة الفقهية تصدر صحيحاً منهم فقط ولابدّ أن نعترف ويعترف كلّ متّصف أنّ العلم بتمامه في بابهم ولا يصحّ أخذه من غير طريقهم.

ولا يفوتني في الختام أن أتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لمؤلف هذه الموسوعة فضيلة الشيخ علاء الحسّون دام توفيقه العالي لاهتمامه وبذله غاية جهده ليكون حديث أهل البيت(عليهم السلام) هو الأساس والمحور والبنية التحتية لجميع البحوث الدينية، وليكون منطلق جميع العلوم الإسلامية هو الاعتماد بعد القرآن الكريم على حديث مَن اصطفاهم الله ليكونوا خزنة علمه وحملة كتابه وترجمان وحيه ومعدن حكمته، كما أشكر اهتمام فضيلة الشيخ محمد مهدي الجواهري ٧ بهذه الموسوعة، وأشكر اللجنة العلمية التي تساعد المؤلف وتساهم في تقطيع الأحاديث في سائر المواضيع العقائدية من كتب الحديث، كما أشكر مدير المركز سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمدرضا الفاضل الكاشاني دامت بركاته وأيضاً أشكر مسؤول معاونية البحوث في المركز الدكتور مهدي المقدادي دام عزّه.

ونحن في مركز فقه الأئمة الأطهار(عليهم السلام) يُسعدنا نشر معارف أهل البيت(عليهم السلام)، وهذا ما كان يطمح إليه والدنا المرحوم سماحة المرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد الفاضل اللنكراني (رضوان الله تعالى عليه)، حيث قال عند وضعه الحجر الأساس لهذا المركز: «إنّنا نضع الحجر الأساس في هذا المكان، ونسأل الله بحقّ ولي أمره الإمام الحجة بن الحسن صلوات الله عليه أن يجعل هذا المكان موضعاً لتحقّق ما يرضي إمام زماننا وهو إحياء معارف آبائه وأجداده الأطهار(عليهم السلام)» .

نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبّل منّا ويجعلها ذخراً ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.

مركز فقه الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)

محمدجواد الفاضل اللنكراني

١٥ رجب المرجب ١٤٣٣

٨

مقدّمة المؤلّف

إنّ الأئمة(عليهم السلام) مواضع معرفة الله, ولسان توحيد الله, والدليل للعباد على الله, بهم نهج الله سبيل الدلالة عليه, فأقامهم دلائل على توحيده، وجعلهم سبيله الذي من سلكه وصل إليه تعالى؛ وذلك لأنّ الله اختارهم وانتجبهم وارتضاهم واصطفاهم وانتقاهم ليكونوا حججه وأمناءه وسفراءه وتراجمة أمره ولسانه الناطق في خلقه وبابه الذي لا يؤتى إلا منه, فأعلى بهم كلمته، وأقامهم علماً لعباده ومناراً في بلاده.

ومن هذا المنطلق أودعهم الله علمه, وأحصى فيهم علم كلّ شيء, بل اختصّهم من خالص علمه، وائتمنهم على سرّه، ولم يحجب عنهم خبر السماء، وأعلمهم بكلّ ما علّمه ملائكته وأنبياءه ورسله، وجعلهم أمناءه على ما أهبط من علم, ومكّنهم بالعلم بعد رسوله(صلى الله عليه وآله), فأخذوا علم الرسول(صلى الله عليه وآله), وأصبحوا ورثة علمه(صلى الله عليه وآله)، بل ورثة علم الأوّلين والآخرين, وأصبحوا باب علم الله, وحملة علم الله, ومعدن علم الله, وخزنة علم الله, وحفظة علم الله, ومستقر علمه تعالى.

ولمّا آتاهم الله العلم نصبهم هداة لخلقه، وجعلهم  نوره الزاهر, المضيء المبين الذي يخرق به الظلم، وينقذ به الناس من الجهل والضلالة..., فهم(عليهم السلام) نور ٩ لمن تبعهم، ونور لمن اقتدى بهم, وهم النور الذي أمرنا الله باتّباعه, فمن جهلهم جهل الله، ومن لم يعرفهم كان كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها.

ومن هنا أصبح الحقّ معهم وفيهم ومنهم وإليهم, وأصبحت لهم راية الحقّ، من تمسّك بها نجا، ومن تخلّف عنها هلك.

ولهذا أوجب الله ولاية الأئمة، وأمر بمعرفتهم، والردّ إليهم والتسليم لهم، والاقتداء بهم, وكلّفنا الاستمساك بعروتهم واتّباع منهجهم. ولهذا فكلّ من يبتغي معرفة الله فعليه الرجوع إلى الأئمة الأطهار(عليهم السلام)؛ لأنّهم(عليهم السلام) أركان توحيد الله، والسبيل الوحيد إلى الله, وقادة العباد إلى الله, والدلائل على ما يستدل بوحدانيته تعالى، وأبواب الله بينه عزّوجل وبين خلقه, من عرفهم عرف الله, وبهم نتوجّه إلى معرفة الله، بل لا يُعرف الله إلا عن طريق معرفتهم، ولولاهم ما عرف الله، بل لا يهتدي هاد إلا بهداهم.

وقد تمّ تأليف هذا الكتاب لتحقيق هذه الغاية, وهي معرفة الله عن طريق الأئمة الأطهار(عليهم السلام)، وقد شغل هذا الأمر بالي لفترة طويلة بعد تأليفي كتاب التوحيد عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام) وكتاب العدل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، حيث رأيت خلال مطالعتي للكثير من الكتب العقائدية والكلامية قلّة الاعتماد، بل قلّة الاستشهاد بالأحاديث الشريفة في خصوص معرفة الله, فأوجد هذا الأمر في نفسي الدافع لتأليف كتاب يتمّ فيه الاقتصار على كلام الأئمة(عليهم السلام) في خصوص معرفة الله بطريقة تختلف عن طريقة ذكر الأحاديث المرتبطة بالموضوع الواحد من دون وجود ترابط وانسجام بين مضامينها، فواصلت التفكير حتّى وفّقني الله للعثور على منهجية جديدة تقتصر فيها المعلومات على حديث الأئمة(عليهم السلام) فقط، وتكون طريقة العرض فيها وفق منهجية تختلف عن المناهج المطروحة في هذا المجال, فكان ما سيجده القارئ في هذا الكتاب.

١٠

وقد اعتمدت في هذا الكتاب على منهجية «التقطيع» المتعارفة التي اتّبعها جميع المحدّثين في مصنّفاتهم الحديثية, وهذه المنهجية عبارة عن «تقطيع المصنّف الحديث الواحد في مصنّفه بأن يفرّقه على الأبواب اللائقة به للاحتجاج المناسب في كلّ مسألة مع مراعاة ما سبق من تمامية معنى المقطوع, وقد فعله أئمة الحديث منّا ومن الجمهور ولا مانع منه»١.

والفرق بين «التقطيع» المتّبع هنا عن غيره, أنّ المحدّثين القدماء والمعاصرين قاموا بالتقطيع الكلّي وتبديل المقطع الكبير من كلام الأئمة(عليهم السلام) إلى أحاديث مختلفة لذكر كلّ حديث في الباب الخاص به، لكن المنهجية المتّبعة في هذا الكتاب هي التقطيع الجزئي بحيث يقتصر المقطع الواحد على موضوع وحكم واحد، مع اشتماله على أقل قدر ممكن من المتعلقات والتوابع, ومن ثمّ تنظيم وترتيب هذه المقاطع بصورة مترابطة ومنسجمة حسب المواضيع الفرعية.

وما تمتاز به هذه المنهجية أنّها تقدّم للقارئ صوراً معرفيّة واضحة من خلال تقطيع وتنظيم الأجزاء المترابطة من الأحاديث الشريفة حول الموضوع الفرعي الواحد، وتنظيمها وترتيبها للوصول إلى الصورة العلمية المتكاملة والمرتبطة بالموضوع المطلوب.

مراحل تأليف هذا الكتاب:

١ـ أعددت مكتبة تخصّصية تحتوي على جميع كتب الحديث الشيعية المطبوعة مع التأكيد على الكتب المحقّقة.

٢ـ قمت بفهرسة موضوعية شاملة لجميع هذه الكتب من القرن الأوّل حتّى القرن السابع (مصنّفات السيّد ابن طاووس), وقد حصل من هذه الفهرسة تحديد ١١ جميع المواضيع المشار إليها (بالنص أو بالمعنى) في جميع النصوص المروية عن أهل البيت(عليهم السلام).

٣ـ اخترت موضوع معرفة الله للبحث.

٤ـ راجعت الكتب مع لحاظ فهرستها الموضوعية, وكتبت كلّ مقطع ذي موضوع وحكم واحد وهو يرتبط بمعرفة الله في بطاقة خاصّة.

٥ـ قسّمت البطاقات حسب المواضيع الأصلية، وقد بلغ عدد هذه المواضيع ما يقارب ثلاثمائة موضوع.

٦ـ قمت بعد تحديد وفرز البطاقات الخاصّة بالموضوع الواحد بتقسيم هذه البطاقات حسب العناوين الفرعية.

٧ـ رتّبت بطاقات كلّ عنوان فرعي حسب ما تمليه المقاطع للحصول على صور معرفيّة واضحة تستمد أجزاءها من حديث أهل البيت(عليهم السلام), وهي التي سيجدها القارئ في هذا الكتاب.

منهجية ذكر المصادر:

١ـ حصل لديّ في كلّ عنوان فرعي بعد كتابة البطاقات وجمعها, بطاقات متشابهة مذكورة من مصادر متعدّدة, فاعتمدت في ذكر كلّ مقطع على مصدر واحد، وهو أقدم مصدر مع إعطاء الأولوية للكتب الأربعة حسب ترتيب: ١ـ الكافي للشيخ الكليني, ٢ـ من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق, ٣ـ تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي, ٤ـ الاستبصار للشيخ الطوسي. كما أعطيت الأولوية للكتب التي تمتاز بالوثاقة على الكتب التي هي أقدم منها زماناً ولكنها لا تمتلك الوثاقة المطلوبة كالكتب المنسوبة إلى الأئمة(عليهم السلام).

٢ـ استدعى الأمر بعض الأحيان القيام بالحذف من وسط المقطع المأخوذ من الحديث للمحافظة على اقتصار كلّ مقطع على المضمون المطلوب, وقد ١٢ وضعت بدل المحذوف ثلاث نقاط للدلالة على هذا الحذف, كما كنت منتبهاً لئلا يؤدّي هذا الحذف إلى التغيير في سياق الحديث المخل بالمعنى.

٣ـ أوردت اسم المعصوم (صاحب الحديث الذي أُخذ المقطع منه أو يرتبط المقطع به) في الهامش بعد ذكر المصدر, وأمّا الأحاديث المضمرة التي لم يصرّح فيها اسم المعصوم, فقد كتبت بدل ذكر اسم المعصوم عبارة (عنهم(عليهم السلام)).

٤ـ جميع نصوص الأحاديث المأخوذة نصّاً وُضعت بين قوسين صغيرين «», وأمّا النصوص التي ذكرتها بتصرّف وهي قليلة جدّاً وخاصّة بموضوع أسماء الله فقط, فلم أضعها بين قوسين, وأضفت في بداية مصدرها كلمة: انظر, علماً بأنّ التصرّف الذي قمت به في مثل هذه البطاقات يسير جداً وهو لا يتجاوز تبديل الضمير المخاطب إلى الضمير الغائب أو ما شابه ذلك.

تطوير المشروع وفق المنهجية الجديدة:

منهجية التقطيع والتنظيم الموضوعي لحديث أهل البيت(عليهم السلام):

مرّ حديث أهل البيت(عليهم السلام) بعد صدوره بالعديد من المراحل, منها مراحل ازدهار, ومنها مراحل ركود, وأبرز مراحل الازدهار التي شهدها الحديث بعد عصر الأئمّة(عليهم السلام) عبارة عن:

المرحلة الأولى: مرحلة ظهور الجوامع الأولية للحديث, وهي المرحلة التي شارك فيها العديد من المحدثين والعلماء أبرزهم: الشيخ الكليني (ت ٣٢٩) والشيخ الصدوق (٣٨١) والشيخ الطوسي (٤٦٠) وذلك عن طريق تدوين الجوامع الحديثية المعروفة.

المرحلة الثانية: مرحلة تدوين الجوامع الثانية للحديث, حيث عاد النشاط في هذه المرحلة مرة أخرى في كتابة الحديث والاهتمام به, وازدهرت فيه كتابة الحديث على يدّ الملا محمّد محسن فيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ ) والعلامة ١٣ محمد باقر المجلسي (ت ١١١١ هـ ) والعلامة محمد بن حسن الحرّ العاملي (ت١١٠٤ هـ ).

ويعد سرّ نجاح مرحلة تدوين الجوامع الأولية هو الاهتمام بتقطيع الأحاديث وتنظيمها وتبويبها الموضوعي, وسرّ نجاح مرحلة تدوين الجوامع الثانوية هو شموليتها وابتكار الطرق الجديدة في عرضها.

ولو تأملنا فإنّنا نرى امكانية تطوير نجاح هاتين المرحلتين لإبداع مرحلة جديدة تمنح أحاديث أهل البيت(عليهم السلام) طابعاً يتيح لها سهولة إلمام الباحثين بمضامينها الرفيعة والاستفادة منها في دراساتهم العلمية, وهذا ما تسعى إليه هذه المنهجية الجديدة التي تستهدف خلق صور معرفية متكاملة في مختلف المجالات العلمية عن طريق تنظيم وتركيب الأجزاء والمقاطع الجزئية المترابطة التي يتمّ اقتطافها وجمعها من حديث أهل البيت(عليهم السلام).

مراحل إنجاز هذه المنهجية:

١ـ تهيئة جميع كتب الحديث الشيعية (المصادر الأساسية والتي يبلغ عددها تقريباً ٣٥٠ مجلداً).

٢ـ القيام بالتقطيع الموضوعي الدقيق والجزئي لجميع الأحاديث الشريفة, وكتابة كلّ مقطع في بطاقة تتضمّن عنوان موضوع المقطع ونص المقطع المأخوذ من الحديث وذكر المصدر مع ذكر اسم المعصوم الذي ينسب إليه المقطع قولاً أو فعلاً أو تقريراً.

ويتمّ تحديد العنوان الأصلي لكلّ بطاقة وفق ما تملي أجزاء المقاطع لفظاً ومعنى, مع التأكيد على المعنى, لأنّ المقطع قد لا يدل بلفظه على موضوع معين, ولكنّه يدل على ذلك من خلال التلويح والإشارة.

وأهم ما يمتاز به هذا التقطيع أن يكون المقطع الواحد ذات موضوع وحكم ١٤ واحد ومتضمّناً لأقل قدر ممكن من التوابع والمتعلّقات, وهذا ما يستدعي القيام بالحذف من وسط المقطع المأخوذ من الحديث, ووضع ثلاث نقاط بدل المحذوف للدلالة عليه, مع الانتباه لئلا يؤدّي هذا الحذف إلى التغيير المخلّ بالمعنى من خلال عدم مراعاة تمامية معنى المقطوع أو عدم لحاظ السياق والقرائن المقامية.

٣ـ فرز البطاقات حسب المواضيع المدوّنة في أعلى كل بطاقة, كما تكون الأولوية للبطاقة ذات المصدر الأقدم من بين البطاقات المتشابهة من ناحية المصدر, مع إعطاء الأولوية للكتب الأربعة والكتب التي تمتاز عن غيرها بالوثاقة.

٤ـ العمل على البطاقات ذات الموضوع الواحد, وكتابة الموضوع الفرعي لكلّ بطاقة حسب ما يمليه المقطع الموجود في البطاقة من أجل تقسيم الموضوع الأصلي الواحد إلى عدّة مواضيع فرعية.

٥ـ القيام بتنظيم وترتيب البطاقات المرتبطة بالموضوع الفرعي للحصول على صور معرفية متكاملة من خلال ترتيب هذه البطاقات حسب الترتيب المنطقي والفني الذي يأخذ بيد القارئ ليقدّم له أروع المعارف المأخوذة تماماً من حديث أهل البيت(عليهم السلام).

أهمية منهجية التقطيع والتنظيم الموضوعي لحديث أهل البيت(عليهم السلام):

تشكّل هذه المنهجية مرحلة جديدة في نشر حديث أهل البيت(عليهم السلام), ويمكن القول بأنّ هذه المنهجية تعدّ ـ بعد مرحلة تدوين الأصول الأربعمائة وبعد مرحلة ظهور الجوامع الأولية للحديث (القرن الرابع والخامس للهجرة), وبعد مرحلة ظهور الجوامع الثانوية للحديث (القرن ١١ و ١٢ و ١٣ للهجرة) وبعد مرحلة اهتمام المعاصرين بالحديث ـ مرحلة جديدة تتميّز بالإبداع من ناحية التنظيم ١٥ والترتيب والتنسيق والترابط وتسهيل الأمر لمن يبتغي معرفة الصورة الموضوعية الشاملة لما ورد عن أهل البيت(عليهم السلام).

نطاق استثمار هذه المنهجية:

النطاق الأول: اتّباع طريقة التنظيم

طريقة التنظيم هي الطريقة المتبعة في هذا الكتاب والمتوقّع من خلال هذه الطريقة تأليف عشرات المجلدات في مختلف المواضيع العقائدية, الفقهية, الفكرية, الأخلاقية, التربوية, والثقافية وغيرها من المواضيع التي اهتم بها أهل البيت(عليهم السلام) في أحاديثهم, وتحدّثوا عنها.

النطاق الثاني: اتّباع طريقة التأليف

يمكن استثمار البطاقات في مختلف المواضيع عن طريق اتّباع طريقة التأليف من خلال كتابة إنشاء تتشكّل فقراته من مقاطع كلام أهل البيت(عليهم السلام), وهي المقاطع التي تمّ جمعها حسب المواضيع المحدّدة, كما يمكن توسيع تنوّع هذا التأليف على شكل كتابة مقالات أو الإجابة على الأسئلة التي توجد إجابتها بصورة متفرقة في أحاديث أهل البيت(عليهم السلام) فيقوم المتصدّي للإجابة بصياغة جواب السؤال من خلال تركيب المقاطع الواردة في كلام أهل البيت(عليهم السلام) حول هذا الموضوع المطروح في السؤال, والنموذج لهذا العمل بداية مقدمة هذا الكتاب, حيث أنّها مؤلفة من ٧٢ مقطعاً مأخوذة نصاً أو اختصاراً من عشرات الأحاديث الشريفة الواردة عن الأئمة(عليهم السلام).

انجاز المشروع:

كانت فكرة نشر حديث أهل البيت(عليهم السلام) ـ عن طريق منهجية التقطيع وكتابة كلّ مقطع في البطاقة الخاصة به والقيام بتنظيم المقاطع وترتيبها لخلق الصور ١٦ المعرفية المتكاملة, مجرّد فكرة نظرية لم تتحدّد معالمها بصورة مفصّلة إلا بعد التجربة التي عشتها خلال تأليف هذا الكتاب (معرفة الله).

وبعد نجاح هذه التجربة حاولت توسيع دائرة العمل فقمت بتشكيل لجنة لمواصلة القيام بالتقطيع الموضوعي لجمع أحاديث أهل البيت(عليهم السلام) والعمل على تجميع البطاقات ليمكن تطوير العمل لاحقاً, والاستثمار من هذه البطاقات في مختلف النطاقات الممكنة لنشر علوم ومعارف أهل البيت(عليهم السلام), وتشكلت هذه اللجنة من أصحاب الفضيلة:

ـ الشيخ محمّد مهدي الجواهري (دامت توفيقاته)

ـ الشيخ علي تبريزيان (دامت توفيقاته)

ـ السيّد صالح التنكابني (دامت توفيقاته)

ـ الشيخ محمّد جواد الجواهري (دامت توفيقاته)

ثمّ التحق بهذه اللجنة:

ـ الشيخ محمّد أمين نجف (دامت توفيقاته)

ـ السيّد مهدي التنكابني (دامت توفيقاته)

ـ الشيخ عبدالله الخزرجي (دامت توفيقاته)

شكر وتقدير

أتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لسماحة آية الله الشيخ محمّد جواد الفاضل اللنكراني (دامت بركاته) لاهتمامه باحياء معارف أهل البيت(عليهم السلام) في مركز فقه الأئمة الأطهار(عليهم السلام) ودعمه لهذه الموسوعة العقائدية, كما أقدّم جزيل شكري للجنة العلمية التي ساعدتني في تكميل جمع البطاقات من كتب الحديث المؤلّفة بعد القرن السابع (أي: بعد مصنّفات السيّد ابن طاووس(ره)).

١٧

وفي الختام أسأل الله تعالى أن تشهد ساحاتنا العلمية ولا سيّما العقائدية المزيد من الاهتمام بعلوم ومعارف الأئمة الأطهار(عليهم السلام)، وأن نستكمل إيماننا بما أمرنا به الإمام الصادق(عليه السلام) حيث قال:«من سرّه أن يستكمل الإيمان كلّه فليقل: القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد فيما أسرّوا وما أعلنوا، وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني»١.

علاء الحسّون

شهر رجب ١٤٣٣

مدينة قم المقدّسة

١٨

آلاء الله

اتّصاف الله بذي الآلاء:

١ـ «الحمد لله ذي... الآلاء١الكريمة».٢

٢ـ «اللّهم... إنّك معدن الآلاء».٣

معنى آلاء الله:

«... بآلاء الله يعني نعمه».٤

تفرّد الله بالآلاء:

«تفرّد بالآلاء والكبرياء٥ فلا ضدَّ له في جبروت شأنه».٦

صفات آلاء الله:

١ـ عظيمة: «اللّهم عظمت آلاؤك».٧

٢ـ جليلة: «جلّت٨ آلاؤه».٩

١٩

٣ـ عزيزة: «عَزّت آلاؤه». ١

٤ـ حسنة: «اللّهم... أنتَ حَسَنُ الآلاء».٢

٥ـ كريمة: «يا كريم الآلاء». ٣

٦ـ متظاهرة: «تَظاهَرتْ آلاؤه». ٤

٧ـ متوالية: «اللّهم ياذا... الآلاء المتوالية».٥

٨ـ وازعة: «اللّهم ياذا... الآلاء الوازعة٦».٧

٩ـ منيفة: «إنّ الله... مُنيفُ٨ الآلاء».٩

١٠ـ لا تحصى: «اللّهم... لا تُحصى١٠ آلاؤك».١١

ما لله بآلائه:

١ـ استشعار العظمة: «اللّهم... استشعرتَ١٢ العظمة بـ ... الآلاء المتظاهرة١٣».١٤

٢ـ الاقتدار: «مقتدرٌ بالآلاء». ١٥

٢٠

٣ـ الاحتجاب وانتفاء الرؤية: «اللّهم... احتَجَبْتَ بآلائك فلم تُر».١

٤ـ الاستحماد: «الحمد لله المستحمدِ٢ بالآلاء».٣

٥ـ المعبودية: «الحمد لله... المعبودِ بالآلاء».٤

ذكر آلاء الله:

«إلهي... اجعلني... لآلائك من الذاكرين».٥

التفكّر في آلاء الله:

«تفكّروا في آلاء الله».٦

أهمّية التفكّر في آلاء الله:

١ـ نعم العبادة: «التفكّر في آلاء الله نِعمَ العبادة».٧

٢ـ نيل التوفيق: «مَن تفكّر في آلاء الله وفّق».٨

من سُبل تذكير الله العباد بآلائه:

يذكّر الله العباد عن طريق توسيع النعم عليهم، ومدّهم بالأموال والأعمار والبركات:

«أسبغ٩ عليهم [أي: على شداد بن عاد وثمود بن عبود وبلعم بن باعور] نعمه ظاهرة ٢١ وباطنة، وأمدّهم بالأموال والأعمار، وأتتهم الأرض ببركاتها ليذّكّروا آلاء الله».١

الثناء لله إزاء آلائه تعالى:

«الثناء [أي: الثناء لله] على ما قدّم من... سبوغ آلاء أسداها٢».٣

إعاذة النفس بآلاء الله:

«أعيذ... نفسي... بكلّ آلاء الله».٤

آلاء الله وذنوب العباد:

لا تمنع ذنوب العباد تفضّل الله عليهم بآلائه: «اللّهم... لا يَمنعُك ما يأتي منّا من ذلك [أي: الذنوب] من أن... تَتَفضّل علينا بآلائك». ٥

أهم مصداق لآلاء الله:

«قال(عليه السلام): أتدري ما آلاء الله؟ قلت: لا, قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا».٦

٢٢

آيات الله

لله الآيات الكبرى:

«يا من له الآيات الكبرى».١

موضع آيات الله:

١ـ الأرض: «يا من في الأرض آياته».٢

٢ـ الآفاق: «يا من في الآفاق٣آياته».٤

نماذج من آيات الله:

١ـ الشمس والقمر: «إنَّ الشمس والقمر آيتانِ من آيات الله».٥

٢ـ الكسوف: «إنّما جعلت للكسوف صلاة؛ لأنَّه من آيات الله تبارك وتعالى».٦

٣ـ الجوارح والأحاسيس:

قال الإمام الصادق(عليه السلام) حول قوله تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: ٢٠ ـ ٢١]: «يعني أنّه خلقك سميعاً بصيراً، تغضب ٢٣ وترضى، وتجوع وتشبع، وذلك كلّه من آيات الله».١

صفات آيات الله:

١ـ ظاهرة: إنّ الله تعالى هو «الظاهر المُظهر لآياته».٢

٢ـ باهرة: «سبحانك باهر٣الآيات».٤

٣ـ عجيبة: «اللّهم... كلّ آياتك عجيبة».٥

٤ـ لا معقِّب لها: «اللّهم... لا معقِّب لآياتك».٦

وجود الله في كلّ مكان بآياته:

«هو في كلّ مكانٍ موجودٌ بآياته».٧

معرفة الله بالآيات:

١ـ إنّ الله تعالى «يُعرَفُ بالآيات».٨

٢ـ إنّ الله تعالى «موصوف بالآيات».٩

٣ـ «دلّت عليه [أي: دلّت الأنبياء على الله تعالى] بآياته».١٠

٤ـ «دليلُه آياته».١١

٢٤

دلالة آيات الله على قدرته تعالى:

«المستشهد بآياته على قدرته». ١

احتجاج الله بآياته على خلقه:

١ـ إنّه تعالى «بآياته احتجّ على خلقه».٢

٢ـ «قد قطع الله عذرَ عباده بتبيين آياته».٣

٣ـ «يا مَن في الآيات برهانه».٤

٤ـ «يا مَن آياته برهان للناظرين».٥

جحد آيات الله:

«لا دين لمَن دان٦ بجحود٧ شيء من آيات الله».٨

التوسّل بآيات الله:

«اللّهم إنّي أسألك بآياتك كلّها».٩

الأئمّة(عليهم السلام) من آيات الله:

١ـ قال في قوله تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ ٢٥ بِهَا﴾ [النساء: ١٤٠]: «يعني بالآيات الأوصياء...».١

٢ـ قال في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى﴾ [طه: ١٣٤]: «تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء».٢

الأئمّة(عليهم السلام) وآيات الله:

١ـ إنّ الأئمّة(عليهم السلام) بآيات الله يرشدون: «بآياته يرشدون».٣

٢ـ لديهم(عليهم السلام) آيات الله: «آيات الله لديكم».٤

٣ـ الإمام علي(عليه السلام) أعلم المؤمنين بآيات الله: قال(صلى الله عليه وآله): «يا علي... أنت... أعلمهم [أي: أعلم المؤمنين] بآيات الله».٥

٤ـ الإمام المهدي(عج) ينصره الله بآياته: «ينصره [أي: ينصر الله الإمام المهدي(عج)] بآياته».٦

٢٦

أبدية الله

المقصود من أبدية الله:

الف ـ نفي الأمد عنه تعالى:

١ـ «اللّهم فأنت الأبد بلا أمد١».٢

٢ـ «[اللّهم] أنت الأبد فلا أمد لك».٣

ب ـ نفي البَعدية عنه تعالى:

١ـ «لا بعد له».٤

٢ـ «بعد البعد بلا بعد».٥

٣ـ «بعد كلّ شيء, لا يُقال له: بعد».٦

٤ـ «اللّهم... أنت بعد البعد وخالق البعد».٧

ج ـ نفي النهاية عنه تعالى:

١ـ «ليس له... نهاية».٨

٢٧

٢ـ «لم يتناه١».٢

٣ـ «لم يزل ولا يزول بلا... نهاية».٣

د ـ نفي الانقضاء عنه تعالى:

«يا مَن ليس له... انقضاء٤».٥

هـ ـ نفي الزوال عنه تعالى:

«لا يزول أبداً».٦

و ـ نفي الموت عنه تعالى:

«سبحان الله الذي لا يموت أبد الأبد».٧

الله منتهى كلّ غاية:

١ـ «انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كلّ غاية».٨

٢ـ «هو غاية كلّ غاية».٩

٣ـ «لا غاية ولا منتهى لغايته».١٠

٢٨

إحاطة الله

اتّصاف الله بالمحيط:

«تعاليت يا محيط١».٢

إحاطة الله بالأشياء:

١ـ «له [أي: لله تعالى] الإحاطة بكلّ شيء». ٣

٢ـ «الأشياء كلّها له [أي: لله تعالى] سواء... إحاطةً».٤

نفي إحاطة الله بالذات:

«بكلّ شيء محيط... بالإحاطة والعلم لا بالذات؛ لأنّ الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمها الحواية٥».٦

المقصود من إحاطة الله:

١ـ إحاطة علم: «محيط بما خلق علماً».٧

٢٩

٢ـ إحاطة قدرة: «محيط بما خلق... قدرةً».١

٣ـ إحاطة سلطان: «محيط بما خلق... سلطاناً».٢

٤ـ إحاطة ملك: «محيط بما خلق... ملكاً».٣

٥ـ إحاطة إشراف: «هو [أي: الله تعالى] بكلّ شيء محيط بالإشراف والإحاطة».٤

٣٠

أحدية الله

اتّصاف الله بالأحدية:

«أنت الله لا إله إلا أنت الأحد...».١

معنى أحدية الله:

١ـ «الأحد... هو المتفرّد الذي لا نظير له».٢

٢ـ سُئل(عليه السلام) عن معنى الأحد، فقال: «المجمع عليه بالوحدانية».٣

أقسام أحدية الله:

إنّ الله تعالى «أحدي الذات وأحدي المعنى».٤

الله أحدي الذات:

١ـ إنّه تعالى «لا يتفاوت في ذاته».٥

٢ـ إنّه تعالى «الأحد بلا تأويل عدد».٦

٣١

٣ـ إنّه تعالى «لا يتبعّض بتجزئة العدد في كماله».١

٤ـ إنّه تعالى «لا مدخل للأشياء فيه».٢

الله أحدي المعنى:

١ـ إنّه تعالى «أحدي المعنى ليس بمعاني كثيرة مختلفة».٣

٢ـ «إنّه عزّوجل أحدي المعنى, يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم». ٤

٣٢

إحسان الله

اتّصاف الله بالإحسان:

١ـ «الله ذو الإحسان».١

٢ـ «قال تعالى:... أنا المُحسن».٢

٣ـ «إلهي... يا موصوفاً بالإحسان».٣

٤ـ «إلهي... تباركت أن تُوصف إلا بالإحسان».٤

٥ـ «إلهي... أنت مشهور بالإحسان».٥

٦ـ «إلهي... لستُ أعرف سواك مولى بالإحسان موصوفاً».٦

عادة الله الإحسان:

«اللّهم... عادتك الإحسان».٧

دور إحسان الله في خلق الخلق:

«يا مَن... خلق الخلق من غير حاجة به إليهم إلا إفاضة٨ لإحسانه».٩

٣٣

تفضّل الله على عباده بالإحسان:

١ـ «اللّهم... يا متفضّلاً على عباده بالإحسان».١

٢ـ «اللّهم... جميع إحسانك تفضّل».٢

٣ـ «اللّهم... ارحم عبدك... وجُد عليه٣ بفضل إحسانك».٤

ابتداء الله بالإحسان:

١ـ «إلهي... أنت البادي بالإحسان قبل توجّه العابدين».٥

٢ـ «اللّهم... أنت المبتدئ بالإحسان غيرَ السائلين».٦

٣ـ «اللّهم... بدأتني أوّلاً بإحسانك».٧

صفات الله في إحسانه تعالى:

١ـ عوّاد: «اللّهم... أنت العوّاد٨ بالإحسان».٩

٢ـ محسن: إنّه تعالى «محسن بإحسانه».١٠

٣ـ معروف: «اللّهم... يا معروفاً بالإحسان».١١

٣٤

صفات إحسان الله:

١ـ أوفى: «اللّهم... إحسانك أوفى».١

٢ـ جزيل: «اللّهم... رغبة في... جزيل إحسانك».٢

٣ـ جليل: «الحمد لله الذي... جلّ إحسانه إلينا».٣

٤ـ جميل: «اللّهم... افتح لنا... بجميل إحسانك».٤

٥ـ حسن: «اللّهم... كلّ إحسانك حسن».٥

٦ـ دائم: «اللّهم إنّي... أسألك جوامع الخير... بدائم... إحسانك».٦

٧ـ عظيم: «الحمد لله الذي... نحمده على عظيم إحسانه».٧

«اللّهم... لا أجد... إحسان أعظم من إحسانك».٨

٨ـ قديم: «يا ربّ... أين إحسانك القديم».٩

٩ـ كامل: «إلهي... إحسانك الكامل».١٠

١٠ـ كثير: «اللّهم... لك الحمد على إحسانك الكثير».١١

١١ـ لا يُحصى: «لا يُحصى إحسانه».١٢

١٢ـ لا يفنى: «اللّهم... إنّ معادن إحسانك لا تفنى».١٣

٣٥

١٣ـ متتابع: «اللّهم... تابعت عليّ من إحسانك».١

١٤ـ مواتر: «اللّهم... يا مواتر٢ الإحسان».٣

إحسان الله وإساءة العبد:

١ـ «[اللّهم] يا مَن... لا تمنعك إساءتي من إحسانك إليّ».٤

٢ـ «إلهي... أنت... الآخذ على المسيئين بالإحسان».٥

٣ـ «يا مَن... عادتك الإحسان إلى المسيئين».٦

تحمّد الله بالإحسان:

إنّه تعالى «تحمّد إلى عباده بالإحسان».٧

طلبنا إحسان الله:

١ـ «اللّهم... امنن عليّ بإحسانك».٨

٢ـ «اللّهم إنّي أسألك بإحسانك كلّه».٩

٣ـ «اللّهم... جُدّ عليّ بإحسانك».١٠

٣٦

اختيار الله

اتّصاف الله بالاختيار:

«إنّ الله عزّوجل اختار من كلّ شيء شيئاً».١

اختيار الله ومشيئته تعالى:

«إنّ الله تعالى... يختار مَن يشاء ممّن يشاء».٢

ما اختاره الله من الأشياء:

١ـ من الملائكة: أربعة ملائكة: «إنّ الله تبارك وتعالى... اختار من الملائكة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت».٣

٢ـ من الملائكة: المقرّبون: «إنّ الله اختار له من الملائكة مقرّبين».٤

٣ـ من الخلق: آباء وأُمّهات الأنبياء: «إنّ الله عزّوجل اختار من ولد آدم أُناساً طَهّر ميلادهم, وطيّب أبدانهم, وحفظهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء, أخرج منهم الأنبياء والرسل».٥

٤ـ من الخلق: الأنبياء: «أنا الله لا إله إلاّ أنا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم ٣٧ مَن شئت من أنبيائي».١

٥ـ من الأنبياء: المرسلون: «إنّ الله اختار له... من النبيّين مرسلين».٢

٦ـ من جميع الأنبياء: النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله): «أنا الله... اخترت من جميعهم [أي: جميع الأنبياء] محمّداً حبيباً وخليلاً»٣, «إنّ الله عزّوجل اختار من عباده محمّداً».٤

٧ـ من البيوتات: أربعة: «إنّ الله تبارك وتعالى... اختار من البيوتات أربعة فقال: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: ٣٣].٥

٨ـ من بني هاشم: سبعة: «إنّ الله عزّوجل اختار من بني هاشم سبعة لم يخلق مثلهم فيمَن مضى ولا يخلق مثلهم فيمَن بقي, أنت يا رسول الله سيّد النبيّين, وعليّ بن أبي طالب وصيّك سيّد الوصييّن, والحسن والحسين سبطاك سيّدا الأسباط, وحمزة عمّك سيّد الشهداء, وجعفر ابن عمّك الطيّار في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء, ومنكم القائم يُصلّي عيسى ابن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض من ذريّة عليّ وفاطمة من ولد الحسين(عليه السلام)».٦

٩ـ من المؤمنين: الممتحنون: «إنّ الله اختار له... من المؤمنين ممتحنين».٧

١٠ـ من النساء: أربعة نساء: «إنّ الله تبارك وتعالى... اختار من النساء أربعاً: مريم وآسية وخديجة وفاطمة».٨

١١ـ من الأشهر: أربعة أشهر: «إنّ الله تبارك وتعالى... اختار من الأشهر أربعة: ٣٨ رجب وشوّال وذو القعدة وذو الحجّة».١

١٢ـ من الشهور: شهر رمضان: «إنّ الله تعالى... اختار من الشهور شهر رمضان».٢

١٣ـ من الليالي: ليلة القدر: «إنّ الله عزّوجل اختار... من الليالي ليلة القدر».٣

١٤ـ من الأيّام: يوم الجمعة: «إنّ الله اختار من كلّ شيء شيئاً فاختار من الأيّام يوم الجمعة».٤

١٥ـ من الأيّام: أربعة أيّام: «إنّ الله تبارك وتعالى... اختار من الأيّام أربعة: يوم الجمعة ويوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر».٥

١٦ـ من البلدان: أربعة: «إنّ الله تبارك وتعالى اختار من البلدان أربعة فقال عزّوجل: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ، وَطُورِ سِينِينَ ، وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ١ـ ٣] التين المدينة, والزيتون بيت المقدس, وطور سينين الكوفة, وهذا البلد الأمين مكّة».٦

١٧ـ من بقاع الأرض: ستّة بقاع: «إنّ الله اختار من بقاع الأرض ستّة: البيت الحرام والحرم ومقابر الأنبياء ومقابر الأوصياء ومقاتل [مقابر] الشهداء والمساجد التي يذكر فيها اسم الله».٧

١٨ـ من مواضع الأرض: موضع الكعبة: «إنّ الله عزّوجل اختار من كلّ شيء شيئاً, واختار من الأرض موضع الكعبة».٨

١٩ـ من الحج: أربعة أُمور: «إنّ الله تبارك وتعالى... اختار من الحجّ أربعة: الثج٩ ٣٩ والعج١والإحرام والطواف».٢

٢٠ـ من الكلام: التسبيحات الأربعة: «إنّ الله تبارك وتعالى اختار من الكلام أربعة... فأمّا خيرته من الكلام فسبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر».٣

اختيار الله الأسماء لنفسه:

١ـ «يا مَن... اختار لنفسه أحسن الأسماء».٤

٢ـ «اختار لنفسه أسماء لغيره يدعو بها؛ لأنّه إذا لم يدع باسمه لم يُعرف, فأوّل ما اختار لنفسه العليّ العظيم».٥

اختيار الله الإسلام:

١ـ «إنّ الله اصطفى الإسلام واختاره».٦

٢ـ «إنّ الله اختار الإسلام ديناً».٧

اختيار الله النبيّ محمّداً للرسالة:

١ـ «أشهد أنّ محمّداً(صلى الله عليه وآله) عبده ورسوله وخيرته من خلقه اختاره بعلمه واصطفاه لوحيه».٨

٢ـ «إنّ الله تعالى اصطفاني واختارني».٩

٤٠

٣ـ «إنّ الله اختارني من خلقه فبعثني إليكم رسولاً».١

٤ـ «إنّ الله عزّوجل... اختارني على جميع الأنبياء».٢

اختيار الله الإمام علي(عليه السلام) للوصاية والإمامة:

١ـ «إنّ الله عزّوجل اختار من كلّ أُمّة نبيّاً, واختار لكلّ نبيّ وصيّاً, فأنا نبيّ هذه الأُمّة, وعليّ وصيّي في عترتي وأهل بيتي وأُمّتي من بعدي».٣

٢ـ «إنّ الله تبارك وتعالى... اختارك [أي: عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)] للإمامة».٤

٣ـ «لمّا أُسري بالنبيّ(صلى الله عليه وآله) وانتهى إلى حيث أراد الله تبارك وتعالى ناجاه ربّه جلّ جلاله, فلمّا أن هبط إلى السماء الرابعة ناداه يا محمّد! قال: لبيك ربّي, قال: من اخترت من أُمّتك يكون من بعدك لك خليفة؟ قال: اختر لي ذلك, فتكون أنت المختار لي, فقال له: اخترت لك خيرتك عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)».٥

اختيار الله أهل البيت(عليهم السلام) للإمامة:

«اخترتم [أي: اخترتم أيّها الناس أهل البيت(عليهم السلام) للإمامة وهم] مَن اختار الله لكم».٦

اختيار الله الإمام المهدي(عج):

«اختاره الله [أي: اختار الله الإمام المهدي(عج)] للقيام بدينه ودنياه».٧

٤١

ما اختاره الله لأهل البيت(عليهم السلام):

١ـ «إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا».١

٢ـ «الحمد لله الذي اختار لنا محاسن الخلق».٢

٣ـ «اللّهم لك الحمد... إذا اخترت لهم [أي: للأئمّة(عليهم السلام)] جزيل ما عندك من النعيم المقيم».٣

ما يختاره الله لابتلاء المؤمن:

«إنّ الله عزّوجل يختار من مال المؤمن ومن ولده أنفسه ليؤجره على ذلك».٤

أدعيتنا حول اختيار الله:

١ـ «اللّهم... أنت تختار لعبادك فاجعلني ممّن اخترته».٥

٢ـ «اللّهم اجعلنا ممّن اخترت لدينك».٦

٣ـ «اللّهم خِر لي في جميع أُموري في يُسر منك وعافية».٧

٤٢

إدراك الله١

اتّصاف الله بالإدراك:

«سبحانك... أنت... المدرِك٢».٣

سعة إدراك الله:

١ـ إنّ الله «يُدرِك كلّ شيء».٤

٢ـ إنّ الله «أدرك من كلّ مدرك».٥

ما يتنزّه عنه الله في إدراكه:

١ـ الحاسّة: «مدرِك لا بحاسّة».٦

٢ـ آلة الحس: «مدرِك لا بمجسّة٧».٨

٤٣

مما يدركه الله تعالى:

١ـ الأبصار: «مدرِك الأبصار»١, «هو يُدرِك الأبصار».٢

٢ـ الهاربون: «مدرِك الهاربين».٣

٣ـ كلّ فوت: «مدرِك كلّ فوت٤».٥

٤ـ من طلب: «اللّهم أنت... مدرِك مَن طلبت».٦

٤٤

إذن الله

أثر إذن الله في الكون:

«لا يكون شيء في الأرض ولا في السّماء إلا بهذه الخصال السَّبع: بمشيئةٍ وإرادةٍ وقَدَرٍ وقضاءٍ وإذنٍ وكتابٍ وأجَلٍ».١

أفعال العباد وإذن الله:

«إنّ الله خَلق الخلق فعلم ما هم إليه صائرون إليه وأمرهم ونهاهم, فما أمَرهم به مِن شيء فقد جعل لهم السبيل إلى تركه, ولا يكونون آخذين ولا تاركين إلا بإذن الله».٢

إذن الله الشرعي ورضاه:

«إذا أذن الله عزّوجل بشيء [أي: الإذن الشرعي] فقد رضيه».٣

٤٥
السابق اللاحق

فهرس المطالب / تحميل الكتاب

فهرس المطالب

zip pdf doc