معارف الصحيفة السجادية

وتتحقّق هذه البشرى بصور مختلفة، كالرؤيا الصادقة أو الإحساس القلبي أو... بحيث يطمئن هؤلاء بها وتكون عندهم واضحة ويقينية.

وهذا ما لا يصعب على الله؛ لأنّه لا يثقل عليه كثرة العطاء ولا يشق عليه الكرم الواسع، بل هو أهل الفضل والكرم والإحسان، وإذا شاء الله شيئاً وأراد تحققه فإنّه تعالى على كلّ شيء قدير.١

 نصر الله

إذا أراد الله بإرادته التكوينية نصر أحد العباد، فلن يضـرّ هذا العبد خذلان الخاذلين أبداً، وعلينا السعي للدخول في دائرة من يشملهم النصر الإلهي، ومن هذا السعي أن نلوذ بعزّة الله وعظمته وسلطانه من شرّ وأذى الناس.٢

نعم الله

لا يصيبنا خيراً إلّا من الله، ولا يصرف عنّا سوءاً قط غير الله.٣

خصائص نعم الله:

١. بيّنة وواضحة بصورة جليّة.٤

٣٢٦

٢. أكثر من أن تعدّ وتحصى بأسرها.١

٣. يمنح الله نعمه للعباد من دون مقابل، ولا يطلب إزاء إحسانه ثمناً كما يفعل العباد في تعاطي الإحسان المحدود فيما بينهم.٢

٤. لا يكدّر الله نعمه وعطاياه بالامتنان والتذكير بها بهدف إيذاء العبد.٣

الحصول على النعم:

ينبغي أن يكون رجاؤنا في الحصول على النعم بالله ومن الله وحده لا شريك له.٤

دوام النعم:

١. قد يتمتّع الإنسان بالنعم الإلهية، ولكن كمال هذه النعم ثبوتها ودوامها وعدم انقطاعها وبقاؤها متّصلة في خير وعافية.٥

٢. ينبغي أن نطلب من الله استدامة النعم علينا وإبقائها من دون انقطاع.٦

الانتفاع الصحيح من النعم:

ينبغي أن نعيش حالة الحذر لئلا نجعل النعم الإلهية وسيلة لمعصية الله، فتكون هذه النعم وسيلة لهلاكنا بدل أن تكون وسيلة لنجاتنا.٧

٣٢٧

أبرز نعم الله علينا:

١. خلقنا بصورة سوية، وربّانا منذ الصغر، ورزقنا ما فيه الكفاف لنا.١

٢. وفّر لنا ما نتغذّى به من طعام وشراب بحيث لا تخلو نشأتنا دائماً من توالي نعم الله واتّصال فضله وإحسانه.٢

٣. أولدنا في بيئة طيّبة، فسهّل علينا أمر الهداية لدينه، ووفّقنا لأداء حقّه، ودفعنا نحو الاعتصام بحبله، وأدخلنا في حزبه، وأرشدنا إلى موالاة أوليائه ومعاداة أعدائه.٣

٤. يجيب دعاءنا ولاسيّما عند شدّة احتياجنا إليه.٤

٥. يغفر لنا بعد ارتكابنا للذنوب والمعاصي.٥

٦. يأخذ لنا من الأعداء بظلامتنا.٦

التقصير إزاء نعم الله:

نعم الله لا تعدّ ولا تحصى، ولكننا نقابل هذه النعم دائماً بالتقصير والتضييع، وهذا ما يحتّم علينا أن نشهد أمام الساحة الإلهية بهذا التقصير والتضييع، ونخطو

٣٢٨ في الواقع العملي ما يدفع عنّا هذه الرذيلة، ويقرّبنا إلى بذل غاية جهدنا لأداء حقّ الله في هذا المجال.١

شكر النعم:

ينبغي بمقدار ازدياد النعم الإلهية علينا أن نزداد شعوراً بالخجل؛ لعدم تمكّننا من أداء الشكر الحقيقي لله إزاء هذه النعم.٢

 إلفات الله أنظارنا إلى نعمه وتوفيقه إيّانا على شكره بحدّ ذاته نعمة تستحق الشكر.٣

سلب النعم:

لا يبتلينا الله بسلب النعم عنّا إلّا أن نفعل ما يؤدّي إلى ذلك.٤

النية

إنّ للنية درجات مختلفة في الحسن والقبح، وينبغي علينا السعي الدائم لرفع مستوى نوايانا، لتكون ـ بتوفيق ولطف الله ـ أحسن النيّات.٥

٣٢٩

الهداية

١. الهداية كلّها من عند الله.١

٢. يحتاج الإنسان في حياته إلى نور يمشـي به في الناس، ويهتدي به في الظلمات، ويستضيء به ويصون به نفسه من الشك والشبهات.٢

 ٣. لا تتحقّق هداية الله للعباد إلّا عن طريق الأدلّة والبراهين والحجج التي تزيل ظلام الجهل بنورها الذي تستمده من الله تعالى.٣

الهداية من الله:

١. إنّ الله هو الملجأ الذي ينبغي أن نتوجّه إليه ليمنن علينا بالرشاد قبل الضلال، وليرشدنا إلى طريق الخير ولا يضلّنا بعد الهداية.٤

٢. إنّ الله هو الملجأ الحقيقي لنا عندما تتعدّد أمامنا السبل ونعجز عن معرفة السبيل الصحيح.٥

٣. ينبغي أن نسأل الله التوفيق ليوجّهنا نحو مطلوب الخير والهداية للأسباب؛ لأنّ الله أهدى من رغب إليه.٦

٣٣٠

٤. علينا أن نسأل الله أن يهدينا للتي هي أقوم وأكثر سداداً وصواباً عنده عزّوجل.١

٥. إنّ الهداية بيد الله، وعلينا المسألة من الله ليمنحنا بهدى صالح لا نحيد عنه أبداً، وأن يرشدنا إلى طريق الحقّ، ويثبّت أقدامنا عليه بحيث لا تزيغ أقدامنا
ـ بعد هذا التثبيت ـ عن سبيل الحقّ قط، ويمنحنا نيّة رشد لا نشك فيها أبداً.٢

هداية الله إرشادية:

١. إنّ الهداية الإلهية للعباد إرشادية، والإنسان مختار في الاستجابة لهذه الهداية أو الإعراض عنها.٣

٢. إنّ الله يعظ العباد ويزجرهم عن المعاصي بمختلف الطرق، فإن استجابوا لهذا الوعظ لانت قلوبهم، وإن لم يستجيبوا قست قلوبهم.٤

من آثار الهداية الإلهية:

من آثار الهداية الإلهية العلم؛ لأنّ الهداية ملازمة للحكمة، والهداية تتبعها نفاذ البصيرة للتمييز بين الحقّ والباطل واختيار سبيل النجاة، وهذه البصيرة أساس العلم.٥

٣٣١

قدرة الله على الهداية:

إذا أراد الله بإرادته التكوينية أن يهدي أحد العباد فلن يستطيع المضلّين من إغوائه أبداً، وعلينا السعي للدخول في دائرة من تشملهم الهداية الإلهية، ومن يسلك بهم الله سبيل الحقّ بإرشاده.١

الإضلال الإلهي:

إذا شاء الله إضلال شخص عقاباً لما ارتكبه، فلا ناصر لهذا الشخص إلّا الله، ولهذا ينبغي على هذا الشخص الإنابة إلى الله، ليساعده الباري عزّوجل، ويعينه ليتحرّر من الوحدة التي هو فيها نتيجة ارتكابه للذنوب والخطايا.٢

الهم

من آثار الهم:

يشغل الإنسان عن أداء فرائضه الدينية بالصورة المطلوبة والمداومة على النوافل والمستحبات.٣

التوجّه إلى الله عند تراكم الهموم:

١. إذا أحيط المرء بكثرة الهموم، ولم يتمكّن من تخليص نفسه منها، فأفضل

٣٣٢ حلّ له في هذا الصعيد هو الالتجاء إلى الله وطلب المساعدة منه.١

٢. إنّ الله القادر على إحياء الموتى قادر أيضاً على كشف الهم والغم عنّا، فإذا كنّا نعاني من الهم والغم، فالدعاء أفضل وسيلة للتخلّص منهما.٢

٣. إذا ابتلي الإنسان بأمر يغمّه، فعليه أن يدعو الله بالفرج، ويطلب من الله أن لا يميته مغموماً أو مهموماً، بل يطلب منه تعالى أن يذيقه طعم العافية الدائمة إلى آخر أيام حياته.٣

أفضل هم:

ينبغي أن لا يكون للإنسان همّ سوى نيل مرضاة الله عزّوجل.٤

الهوى

الأهواء تحفّز صاحبها على الانحدار في أودية الضلال.٥

الورع

١. نحتاج عند الورع والاجتناب عن المحرّمات سلوك سبيل الاعتدال لئلا

٣٣٣ ينتهي بنا المطاف إلى الوقوع في الإفراط والتفريط.١

٢. قد نستصعب الالتزام بالورع اعتماداً على قدرتنا وقابلياتنا، فيكون موقفنا الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليمنحنا الورع ويساعدنا في الكفّ عن المحرّمات.٢

وظائفنا

أهم وظائفنا الدينية الفردية والاجتماعية:

١. «استعمال الخير».                      ٢. «هجران الشرّ».

٣. «شكر النعم».                   ٤. «اتّباع السنن».

٥. «مجانبة البدع».                        ٦. «الأمر بالمعروف».

٧. «النهي عن المنكر».           ٨. «حفظ الإسلام وحراسته».

٩. «انتقاص الباطل وإذلاله».             ١٠. «نصـرة الحقّ وإعزازه».

١١. «إرشاد الضال».                     ١٢. «معاونة الضعيف».

 ١٣. «مساعدة المضطر»٣ .

اليأس

اليأس يدفع صاحبه إلى القنوط من رحمة الله.٤

٣٣٤

ما يصوننا من اليأس:

١. الرحمة الإلهية:

قال تعالى: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ﴾ (الزمر: ٥٣) ١

 ٢. العفو الإلهي:

أملنا بالعفو الإلهي هو الذي يقينا من الوقوع في حالة اليأس والقنوط.٢

 

اليقظة

يحتاج كلّ واحد منّا بين الحين والآخر إلى منبّهات تيقظه من نومة الغافلين ونومة المسرفين ونومة المطرودين من ساحة القرب الإلهي.٣

اليقين

التحلّي باليقين:

ينبغي أن نتحلّى باليقين، ونزيل عن أنفسنا في طريق‌الحقّ كلّ شك وشبهة

٣٣٥

دينية لتكون حركتنا في هذا الطريق بأقدام ثابتة وعزائم راسخة.١

مراتب اليقين:

إنّ لليقين مراتب، وينبغي علينا السعي الدائم لرفع مستوى يقيننا نحو الأفضل، والاستعانة بالله ليصحح ـ بتوفيقه وتسديده ـ يقيننا ويجعله أفضل اليقين.٢

ينبغي أن يكون يقيننا كيقين المؤمنين المتوكّلين على الله.٣

اليوم الجديد

يمثّل كلّ «يوم جديد» فرصة متاحة أمامنا لارتقاء مستوى قربنا من الله تعالى، وسيشهد هذا اليوم «لنا» أو «علينا» في ساحة المحشر بما قمنا فيه.

وموقف اليوم الجديد منّا بعد الانتهاء:

١. إن أحسنّا ودّعنا بحمد وثناء.      ٢. إن أسأنا فارقنا بذمّ واستياء.٤

وظيفتنا إزاء اليوم الجديد:

١. حسن مصاحبته عن طريق عمل الحسنات فيه.

٢. الاجتناب من سوء مفارقته عن طريق اجتناب عمل السيّئات فيه.

٣٣٦

وبهذا يحصل الإنسان من الله على الثناء والشكر والأجر والذخر والفضل والإحسان.١

٣. ينبغي لنا أن نخصّص بعض أوقات يومنا للأمور التالية:

أوّلاً: الأعمال التي تجسّد شكرنا لله تعالى.

ثانياً: خدمة العباد وقضاء حوائجهم.

وينبغي أن نقوم بهذه الأعمال بصدق وإخلاص بحيث يشهد لنا الملائكة على ذلك.٢

٤. ينبغي على كلّ واحد منّا أن يسعى ليكون ـ بعد انتهاء كلّ يوم ـ أفضل شخص في صعيد:

ألف. إحراز رضا الله.

ب. أداء شكر الله.

ج. الالتزام بشرائع الله.

د. الاجتناب من نواهي الله.٣

٣٣٧

٥ـ ينبغي أن يكون سلوكنا وتصـرّفاتنا خلال اليوم الذي نعيش فيه بصورة نجد بعد انقضائه أنّه أسعد يوم عهدناه، وأفضل يوم صاحبناه، وأكثر يوم حصلنا فيه على الخير والبركة[١٥٢٤].

٥ـ ينبغي أن يكون سلوكنا وتصـرّفاتنا خلال اليوم الذي نعيش فيه بصورة نجد بعد انقضائه أنّه أسعد يوم عهدناه، وأفضل يوم صاحبناه، وأكثر يوم حصلنا فيه على الخير والبركة. ١

يوم الجمعة ويوم عيد الأضحى

١. يوم مبارك.٢

٢. يجتمع فيه المسلمون.٣

٣. ينظر الله فيه في حوائج العباد.٤

٤. لا يخيّب الله فيه رجاء سائليه.٥

وأفضل حالة يعيشها الإنسان مع الله في يوم الأضحى هي حالة السؤال والطلب والرغبة والرهبة.٦

٣٣٨

أهم أعمال يوم الجمعة ويوم عيد الأضحى:

١. التهيؤ والاستعداد وإعداد الزاد والراحلة للتوجّه نحو الله رجاء نيل عفوه وعطائه وإحسانه.١

٢. الاستعاذة بالله من غضبه.٢

٣. الاستجارة بالله من سخطه.٣

٤. مسألة الله الأمن من عذابه.٤

٥. طلب الهداية والنصـرة والرحمة والرزق والاستعانة والاستغفار والاستعصام من الله.٥

٦. إعلان التوبة إلى الله والتصريح بعدم العودة لشيء يكرهه الله تعالى.٦

٣٣٩
السابق

فهرس المطالب / تحميل الكتاب

فهرس المطالب

zip pdf doc