المؤلفات » العدل عند مذهب أهل البیت (علیهم السلام)

الفصل الرابع عشر

الرزق

معنى الرزق
إطلاق وصف "الرازق" على اللّه تعالى وغيره
الرزق والملك
لا يصح تسمية الحرام برزق
أقسام الرزق
طلب الرزق
الرزق والتوكّل
الرزق والقسمة
زيادة الرزق
السعر


الصفحة 378

الصفحة 379

المبحث الأوّل

معنى الرزق

معنى الرزق ( باعتباره عنواناً للشيء الذي ينتفع به المرزوق ) :

إنّ الرزق عبارة عن "الشيء" الذي يصح(1) انتفاع الكائن الحي به، ولا يكون لأحد(2) أن يمنعه من هذا الانتفاع(3) .

معنى الرزق ( باعتباره مصدراً لفعل رزق يرزق ) :

إنّ الرزق عبارة عن "تمكين" الكائن الحي من الانتفاع بالشيء الذي يصح الانتفاع به، مع عدم التجويز لأحد أن يمنعه من هذا الانتفاع(4).

مثال :

إنّ معنى قولنا: رزقنا اللّه مالا، أي: وفّر اللّه تعالى لنا هذا المال ، ومكّننا من الانتفاع به ، ولم يجوّز لأحد أن يغصبه منّا .

____________

1- إنّ المقصود من "يصح" بالنسبة للعباد هي الصحة الشرعية، ولهذا لا يسمى الانتفاع بالحرام رزقاً، وسيأتي بيان ذلك لاحقاً .

2- إنّ المقصود من "لا يكون لأحد" ، أي: "لا يجوز شرعاً لأحد من العباد" لأن الإنسان قد يخالف الأوامر الإلهية ، فيعتدي على حقوق الآخرين ، ويأكل رزق غيره . وسنذكر المصادر المشيرة إلى هذا المعنى لاحقاً .

3- انظر: الذخيرة ، الشريف المرتضى: 267، شرح جمل العلم والعمل ، الشريف المرتضى: 245، الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: 173، تجريد الاعتقاد ، نصير الدين الطوسي: 208، المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: 1/361، المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: 113، مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: 260 ، اللوامع الإلهية ، مقداد السيوري: 230، إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: 286 .

4- انظر: المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: 1/361، بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي: ج70، كتاب الإيمان والكفر، باب: 52 ، ذيل ح7، ص145 .


الصفحة 380

تنبيهان :

1 ـ لا يجوز للإنسان الانتفاع بشيء ـ وفق الموازين الشرعية ـ إلاّ في إحدى الحالتين التاليتين :

أوّلاً: أن يكون مالكاً لذلك الشيء، فيجوز له التصرّف بملكه والانتفاع منه.

ثانياً: أن تكون جهة أُخرى مالكة لذلك الشيء، ويكون الفرد مأذوناً في التصرّف ومتاحاً له الانتفاع بذلك الشيء من قبل المالك .

2 ـ إنّ الكائنات الحيّة قادرة على أكل رزق غيرها(1).

ولا يعني ذلك التغلّب على إرادة اللّه تعالى.

لأنّ معنى "رزق اللّه فلاناً": أ نّه تعالى هيّأ له فرصة الحصول على الرزق ، وأرشده إلى مصدر الرزق، ومكّنه من الانتفاع به .

ولا يعني "رزق اللّه فلاناً": أ نّه تعالى أجبره على أخذ الرزق ، وأجبر الآخرين على عدم منعه من الانتفاع بما رزقه تعالى .

ولهذا لا يكون أكل رزق الغير تغلّباً على إرادة اللّه تعالى ، وإنّما يكون ذلك بالنسبة للإنسان معصية فيما لو نهاه اللّه تعالى عن ذلك(2) .

____________

1- انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى: 270، شرح جمل العلم والعمل ، الشريف المرتضى: 247، الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: 175، غنية النزوع ، ابن زهرة الحلبي: 2/127، إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: 287 .

2- انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى: 270، غنية النزوع، ابن زهرة الحلبي: 2/127 .


الصفحة 381

المبحث الثاني

إطلاق وصف "الرازق" على اللّه تعالى وغيره

يطلق وصف "الرازق" على كلّ من(1) :

1 ـ يفعل الرزق .

2 ـ يصبح سبباً لوقوع الرزق .

3 ـ يقوم بتمهيد السبيل وتوفير الأجواء لتحقّق الرزق .

ويطلق هذا الوصف على :

أوّلاً: اللّه سبحانه وتعالى .

ثانياً: غير اللّه عزّ وجلّ .

إطلاق وصف الرازق على اللّه تعالى :

إنّ اللّه تعالى هو الذي يرزق الإنسان والحيوان، بل جميع الكائنات الحيّة بمختلف الأرزاق .

ويطلق وصف الرازقية على اللّه تعالى وإن لم يكن هو السبب المباشر لتحقّق الرزق .

دليل ذلك(2) :

إنّ اللّه تعالى هو الذي :

____________

1- انظر: تقريب المعارف ، أبو الصلاح الحلبي: 140 .

2- انظر: الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: 175 ـ 176، المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: 1/364، كشف المراد ، العلاّمة الحلّي: 463 .


الصفحة 382

1 ـ أوجد ما يصح أن تنتفع به هذه الموجودات .

2 ـ مكّن هذه الموجودات من الانتفاع .

3 ـ جعل الرغبة في هذه الموجودات لتنتفع به .

4 ـ أباح لهذه الموجودات الانتفاع مما يصح لها الانتفاع به .

إطلاق وصف الرازق على غير اللّه تعالى :

يصح أن إطلاق وصف "الرازق" على غير اللّه تعالى ، من قبيل إطلاقه على الإنسان(1).

دليل ذلك :

إنّ اللّه عزّ وجلّ منح الإنسان القدرة على أن يفعل الرزق أو يكون سبباً لتحقّقه ،وقد وصف اللّه تعالى الإنسان في محكم كتابه بهذا الوصف قائلا :

1 ـ { وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِياماً وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً } [ النساء: 5 ]

2 ـ { إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً } [ النساء: 8 ]

فعبارة : { ارزقوهم } في هاتين الآيتين تدل على صحّة وصف الإنسان بأ نّه يرزق .

3 ـ { وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ } [ الحجّ: 58 ]

4 ـ { وَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ } [ المؤمنون: 72 ]

فعبارة : { الرّازِقِينَ } تدل على صحة تسمية غير اللّه باسم الرازق ، فاللّه تعالى رازق وغيره أيضاً رازق ، ولكن اللّه تعالى خير الرازقين .

____________

1- الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: 175، تقريب المعارف ، أبو الصلاح الحلبي: 140 .


الصفحة 383

اللّه تعالى هو الرازق على الإطلاق :

إذا وهب شخص لغيره مالا أو طعاماً، وأصبح رازقاً له ، فإنّ هذا الرزق ينسب أيضاً إلى اللّه تعالى ، لأ نّه تعالى ـ كما بيّنا ـ هو الموجد لهذا المال أو الطعام، وهو الممكّن من الانتفاع به، وهو الذي أعطى للواهب القدرة على إيصال النفع إلى ذلك الغير(1).

ومن هذا المنطلق ينسب الرزق بصورة مطلقة إلى اللّه تعالى ، ولهذا قال تعالى :

1 ـ { إِنَّ اللّهَ هُوَ الرَّزّاقُ } [ الذاريات: 58 ]

2 ـ { هَلْ مِنْ خالِق غَيْرُ اللّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ } [ فاطر: 3 ]

3 ـ { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ } [ سبأ: 24 ]

4 ـ { وَما مِنْ دَابَّة فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللّهِ رِزْقُها } [ هود: 6 ]

وورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) حول قول اللّه تبارك وتعالى: { وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } [ يوسف: 106 ]

قال(عليه السلام): "هو قول الرجل :

لولا فلان لهلكت

ولولا فلان لما أصبت كذا وكذا

ولولا فلان لضاع عيالي .

ألا ترى أ نّه قد جعل للّه شريكاً في ملكه يرزقه ويدفع عنه"

فقال الراوي: فنقول: لو لا أنّ اللّه منّ عليّ بفلان لهلكت ؟

فقال(عليه السلام): "نعم، لا بأس بهذا ونحوه"(2).

____________

1- انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى: 271، المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: 1/364 .

2- بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي: ج5، كتاب العدل والمعاد، باب: 5: الأرزاق والأسعار ، ح12، ص148 .


الصفحة 384

شروط صحة وصف الإنسان بالرازق :

يشترط في وصف الإنسان رازقاً أن يكون مختاراً في إيصاله النفع إلى غيره ، وأن لا يأخذ العوض إزاء ما يعطي .

ولهذا(1) :

1 ـ لا يقال للمورّث: إنّه رازق، لأنّ الإرث يتمّ انتقاله منه إلى الوارث من دون اختياره، ويكون ذلك بأمر اللّه تعالى ، فلا ينسب هذا الرزق إلاّ إلى اللّه تعالى .

2 ـ لا يقال للكافر: إنّه رازق فيما لو غنم المسلم منه غنيمة خلال الحرب ، لأنّ هذه الغنيمة خرجت من يد الكافر من دون اختياره ، وإنّما كانت بأمر اللّه تعالى ، ولهذا لا ينسب هذا الرزق إلاّ إلى اللّه تعالى .

3 ـ لا يقال للبائع: إنّه رازق، لأ نّه يأخذ أجرته من المشتري إزاء ما يبيع .

____________

1- انظر: الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: 176 .


الصفحة 385

المبحث الثالث

الرزق والملك

إنّ الرزق بالنسبة للإنسان شيء عام لا يقتصر على الممتلكات فقط، بل يشمل الحياة والعلم والزوجة والولد والجاه و ...(1).

مثال :

يقال: رزق اللّه فلاناً علماً وزوجة وولداً وجاهاً و ...

النسبة بين الرزق والملك :

إنّ النسبة بين الرزق والملك هي نسبة العموم والخصوص من وجه .

معنى ذلك :

1 ـ بعض الرزق ملك.

2 ـ بعض الملك رزق.

3 ـ بعض الرزق ليس بملك.

4 ـ بعض الملك ليس برزق.

توضيح ذلك :

1 ـ بعض الرزق ملك .

2 ـ بعض الملك رزق .

مثالهما:

يقال: هذا الشخص مالك لهذا الشيء.

ويقال أيضاً: هذا الشخص رزقه اللّه تعالى هذا الشيء.

فهذا الشيء ملك ورزق لهذا الشخص في نفس الوقت.

3 ـ بعض الرزق ليس بملك.

____________

1- انظر: إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: 287 .


الصفحة 386

مثال :

المثال الأوّل: إنّ بعض الأشياء من قبيل العقل والعلم والصحة والزوجة والولد والجاه هي رزق للإنسان، ولكنها ليست ملكاً له(1).

فيقال: رزق اللّه هذا الشخص عقلاً وعلماً وصحّة وزوجة وولداً وجاهاً ولا يقال: إنّ العقل والعلم والصحة والزوجة والولد والجاه ملك.

المثال الثاني: إنّ النبات رزق للبهائم، ولكنه ليس ملكاً لها، لأنّ شرط التسمية بالملك أن يكون المالك عاقلاً أو من هو في حكم العقلاء كالطفل، ولهذا لا يصح نسبة الملكية إلى الحيوانات(2).

فيقال: إنّ البهيمة مرزوقة.

ولايقال: إنّ البهيمة مالكة.

4 ـ بعض الملك ليس برزق.

مثال:

إنّ الأشياء كلّها ملك للّه تعالى، وليست رزقاً له تعالى، لأنّ الرزق ما يصح الانتفاع به، واللّه تعالى غني، وهو منزّه عن الانتفاع(3).

____________

1- انظر: شرح جمل العلم والعمل، الشريف المرتضى: 246، إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: 287.

2- انظر: غنية النزوع، ابن زهرة الحلبي: 126، كشف المراد، العلاّمة الحلّي: 463، إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: 287.

3- انظر: شرح جمل العلم والعمل، الشريف المرتضى: 246، الاقتصاد، الشيخ الطوسي: 173، غنية النزوع، ابن زهرة الحلبي: 2/126.


الصفحة 387

المبحث الرابع

لا يصح تسمية الحرام برزق

أدلة عدم صحة تسمية الحرام برزق :

1 ـ إنّ اللّه تعالى أمرنا بالإنفاق مما رزقنا، فقال تعالى: { وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ } [ المنافقون: 10 ]، ولا خلاف بأنّ اللّه تعالى نهانا عن الإنفاق من الحرام . فهذا يثبت عدم صحّة تسمية الحرام برزق(1).

2 ـ إنّ اللّه تعالى مدح المؤمنين على إنفاقهم مما يرزقهم، فقال تعالى: { وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ } [ البقرة: 3 ]، ولاخلاف بأنّ المنفق من الحرام لا يستحق المدح، بل يستحق الذم ـ وقد بيّنت الشريعة الإسلامية ذلك ـ وهذا ما يثبت عدم صحّة تسمية الحرام برزق(2).

3 ـ إنّ اللّه تعالى أباح الانتفاع بالرزق، فقال تعالى: { كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللّهِ } [ البقرة: 60 ]، فلو كان الحرام رزقاً، لدلّت هذه الآية على جواز الانتفاع بالأموال المحرّمة لكونها من الرزق، والواقع ليس كذلك.

وهذا ما يدل على عدم صحّة وصف الحرام بأنّه من رزق اللّه تعالى(3).

____________

1- انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى: 270، الاقتصاد، الشيخ الطوسي: 175، غنية النزوع، ابن زهرة الحلبي: 2/127، المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي 1/363، مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: 261، كشف المراد، العلاّمة الحلّي: 462، إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: 287 .

2- انظر: تقريب المعارف، أبو الصلاح الحلبي: 139، الاقتصاد، الشيخ الطوسي: 175، إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: 287 .

3- انظر: تقريب المعارف، أبو الصلاح الحلبي: 139، الاقتصاد، الشيخ الطوسي، 175.


الصفحة 388

رأي الأشاعرة حول تسمية الحرام برزق :

ذهب الأشاعرة إلى جواز تسمية الحرام برزق.

دليل ذلك :

إذا كان الرزق هو الحلال فقط، فسيكون لازمه:

إنّ الشخص الذي لم يأكل طول عمره إلاّ الحرام لم يرزقه اللّه تعالى أبداً.

وهذا باطل لقوله تعالى: { وَما مِنْ دَابَّة فِي الاَْرْضِ إِلاّ عَلَى اللّهِ رِزْقُها }[ هود: 6 ](1).

يرد عليه :

إنّ معنى "رزق اللّه فلاناً":

إنّ اللّه تعالى مكّن هذا الشخص من الانتفاع بما يصح الانتفاع به.

والذي لم يأكل طول عمره إلاّ الحرام، فإنّ اللّه تعالى قد رزقه، أي: مكّنه من الحلال، إلاّ أنّ هذا الشخص أعرض عما هيّأ اللّه تعالى له من حلال، ولم يأكل إلاّ الحرام(2).

____________

1- انظر: شرح المقاصد، سعدالدين التفتازاني: 4/319.

2- انظر: المصدر السابق، والمنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: 1/363.


الصفحة 389

المبحث الخامس

أقسام الرزق

ينقسم الرزق إلى قسمين:

1 ـ رزق يتمّ الحصول عليه من دون طلب.

2 ـ رزق لا يتمّ الحصول عليه إلاّ بطلب.

من أحاديث أئمة أهل البيت(عليهم السلام) حول أقسام الرزق :

1 ـ قال الإمام علي(عليه السلام)، في وصيّته لمحمّد بن الحنفية: "يا بني، الرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك ..."(1).

2 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "الرزق مقسوم على ضربين:

أحدهما واصل إلى صاحبه وإن لم يطلبه.

والآخر معلّق بطلبه.

فالذي قسّم للعبد على كلّ حال، آتيه وإن لم يسع له.

والذي قسّم له بالسعي، فينبغي له أن يطلبه من وجوهه، وهو ما أحلّه اللّه له دون غيره، فإن طلبه من جهة الحرام فوجده، حُسب عليه برزقه وحوسب عليه"(2).

القسم الأوّل: الرزق الذي يحصل عليه الإنسان من دون طلب

إنّ هذا القسم من الرزق هو الرزق الذي شاء اللّه تعالى أن يتمكّن الإنسان من الحصول عليه بلا طلب.

____________

1- الفصول المهمة، الشيخ الحرّ العاملي: ج3، أبواب نوادر الكليات، باب 108 ، ح2 (3140) .

2- المصدر السابق: ح1 (3139).


الصفحة 390

ويشمل هذا الرزق :

1 ـ الهدية والهبة والميراث وغيرها من الأرزاق التي يحصل عليها الإنسان من دون طلب.

2 ـ الفرص الموجودة في متناول يد الإنسان للحصول على الرزق، لأنّ هذه الفرص لا تحتاج إلى طلب، بل هي مهيّأة، وليس للإنسان سوى اغتنام هذه الفرص من أجل الحصول على الرزق.

توضيح ذلك :

هيّأ اللّه تعالى للإنسان الكثير من فرص الحصول على الرزق، وتنقسم هذه الفرص إلى قسمين وهما:

1 ـ قد تكون هذه "الفرص" في متناول يد الإنسان بحيث لا يحتاج إلى طلبها والسعي من أجل تهيئتها والحصول عليها.

وهذا الرزق الموجود في هذه الفرص يسمّى برزق يطلبك.

وليس للإنسان ـ في هذه الحالة ـ إلاّ أن يغتنم هذه الفرص المهيّأةُ له من أجل الحصول على الرزق.

2 ـ قد تكون هذه "الفرص" بعيدة عن متناول يد الإنسان، بحيث يحتاج الإنسان إلى الطلب والسعي من أجل تهيئتها والحصول عليها.

وهذا الرزق الموجود في هذه الفرص يسمّى برزق تطلبه، وينبغي للإنسان فيما لو أراد الحصول على هذا الرزق أن يسعى لتوفير فرصة الحصول عليه.

الأوصاف الواردة عن أئمة أهل البيت(عليهم السلام)

حول الرزق الذي يتمّ الحصول عليه من دون طلب

1 ـ قال الإمام علي(عليه السلام): " ... ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك فلا تحمل همّ سنتك على هم يومك، وكفاك كلّ يوم ما هو فيه"(1).

____________

1- الفصول المهمة، الشيخ الحرّ العاملي، ج3، أبواب نوادر الكليات، باب 108 ، ح2 (3140).


الصفحة 391

2 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): " ...واصل إلى صاحبه وإن لم يطلبه...فالذي قسّم للعبد على كلّ حال آتيه وإن لم يسع له..."(1).

3 ـ قال الإمام علي(عليه السلام): " ... ورزق يطلبك ولن يسبقك إلى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب ولن يبطىء عنك ما قدّر لك"(2).

4 ـ قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّ الرزق ليطلب الرجل كما يطلبه أجله"(3).

5 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): " ... ولو أنّ أحدكم فرّ من رزقه كما يفرُّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت"(4).

إنّ عبارة "يطلب الرجل" في الحديث السابق، وعبارة "لأدركه رزقه" تبيّنان بأنّ المقصود من الرزق في هذين الحديثين هو القسم الأوّل من الرزق الذي يطلب الإنسان ويتمّ الحصول عليه من دون سعي، وليس المقصود القسم الثاني من الرزق الذي لا يتمّ الحصول عليه إلاّ بطلب.

القسم الثاني: الرزق الذي لا يحصل عليه الإنسان إلاّ بطلب

إنّ هذا القسم من الرزق هو الرزق الذي جعل اللّه تعالى الطلب والسعي سبيلاً للحصول عليه.

القاعدة العامة :

إنّ النظام الإلهي العام في هذا العالم قائم على جعل الطلب والسعي شرطاً للحصول على الرزق . ولهذا فإنّ الخطوة الأولى المطلوبة للحصول على الرزق هي الطلب والسعي.

____________

1- المصدر السابق: ح1 (3139).

2- المصدر السابق: ج1، أبواب أصول الدين، باب 52: إنّ اللّه قسّم الأرزاق...، ح7 (294).

3- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج77، كتاب الروضة، باب7، ص187.

4- المصدر السابق: ج78، كتاب الروضة، باب 23: مواعظ الصادق(عليه السلام) ح81 ، ص209.


الصفحة 392

تنبيه :

لا يخفى بأنّ هذا القانون يشمل الإنسان وجميع الكائنات الحيّة التي منحها اللّه تعالى القدرة على طلب الرزق.

ولا يشمل هذا القانون الكائنات الحيّة التي لم يمنحها اللّه تعالى القدرة على طلب الرزق من قبيل الأشجار والنباتات.

فالأشجار والنباتات يكون رزقها بيد اللّه تعالى، وهي ترزق حسب المشيئة الإلهية، ووفق نظام الأسباب الذي جعله اللّه تعالى في هذا الكون.


الصفحة 393

المبحث السادس

طلب الرزق

تنقسم الكائنات الحيّة بالنسبة إلى قدرتها وعدم قدرتها على طلب الرزق إلى(1):

1 ـ لا يمكنها الطلب: كالنباتات، فيكون رزقها بيد اللّه تعالى من خلال نظام الأسباب.

2 ـ يمكنها الطلب، ورزقها ينقسم إلى قسمين:

1 ـ لا يتوقّف الرزق على الطلب: كالهواء، فلا معنى للطلب.

2 ـ يتوقّف الرزق على الطلب، وهذا الرزق:

1 ـ يحصل بدون الطلب اتّفاقاً: من قبيل الهدية والهبة والميراث ونحوها، فلا معنى للطلب.

2 ـ لا يحصل بدون الطلب: وهذا هو محل البحث.

أحكام طلب الرزق :

إنّ طلب الرزق ليس له بذاته حُسن أو قُبح عقلي أو شرعي، ولكنّه يتبع في الحُسن والقُبح ما يترتب عليه.

فإن ترتب عليه عنوان حسن صار حسناً.

وإن ترتب عليه عنوان قبيح صار قبيحاً.

ومقتصى الأصل الأولي فيه: هو الإباحة عقلاً وشرعاً(2).

____________

1- انظر: صراط الحقّ ، محمّد آصف المحسني: 2/397.

2- انظر: إيضاح المراد، علي الرباني الكلبايكاني: 326.


الصفحة 394

أحكام طلب الرزق حسب ما يترتب عليه(1) :

1 ـ الوجوب: وذلك إذا توقّفت حياة الإنسان على هذا الطلب، لأنّ حفظ الحياة واجب، ومقدّمة الواجب واجبة.

2 ـ الاستحباب: وذلك إذا كان هذا الطلب مقدّمة لما هو مستحب في نفسه، من قبيل قصد التوسعة على النفس والعيال وخدمة المؤمنين ونحو ذلك.

3 ـ الإباحة: وذلك إذا لم يكن هذا الطلب مقدّمة لحرام أو مكروه ولا مقدّمة لواجب أو مستحب.

4 ـ الكراهة: وذلك إذا كان هذا الطلب مشتملاً على فعل مكروه أو ترك مستحب أو ما ينبغي التنزّه عنه.

5 ـ الحرمة: وذلك إذا كان هذا الطلب مشتملاً على فعل حرام أو ترك واجب.

من الآيات القرآنية التي حثّت على طلب الرزق :

1 ـ { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ }[ الملك: 15 ]

أي: إنّ اللّه تعالى جعل لكم الأرض منقادة لتصرفاتكم بحرث وحفر وبناء، فامشوا في جوانبها أو جبالها وكلوا من رزقه(2).

2 ـ { فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللّهِ } [ الجمعة: 10 ]

أي: فانتشروا في الأرض واطلبوا الرزق(3).

3 ـ { وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ } [ النحل: 14 ]

____________

1- انظر: تجريد الاعتقاد، نصير الدين الطوسي: 208، كشف المراد، العلاّمة الحلّي: 463، إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: 288.

2- انظر: تفسير القرآن الكريم ، عبد اللّه شبر: ذيل آية 15 من سورة الملك.

3- انظر: المصدر السابق، ذيل آية 10 من سورة الجمعة.


الصفحة 395

4 ـ { وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ } [ فاطر: 12 ]

أي: إنّ اللّه تعالى سخّر لكم البحر لتلتمسوا الرزق بركوب البحر للتجارة والمسير فيها طلباً للمنافع وما يستخرج منه(1).

من الأحاديث الشريفة التي حثّت على طلب الرزق وذمّت تركه :

1 ـ قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "طلب الحلال فريضة على كلّ مسلم ومسلمة"(2).

2 ـ قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل اللّه"(3).

3 ـ قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال"(4).

4 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "... بكّروا في طلب الرزق واطلبوا الحلال، فإنّ اللّه عزّ وجل سيرزقكم ويعينكم عليه"(5).

5 ـ قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّ أصنافاً من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم:...رجل يقعد في بيته ويقول: ربّ ارزقني ولا يخرج ولا يطلب الرزق.

فيقول اللّه عزّ وجل: عبدي! ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة؟..."(6).

6 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم: رجل جلس عن طلب الرزق، ثمّ يقول: اللّهم ارزقني.

يقول اللّه تعالى: ألم أجعل لك طريقاً إلى الطلب..."(7).

____________

1- انظر: التبيان، الشيخ الطوسي: ج8، تفسير سورة فاطر، آية12، ص419 ـ 420.

2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج103، كتاب العقود والإيقاعات، باب1، ح35، ص9 .

3- المصدر السابق: ح59 ص13.

4- الكافي، الكليني: ج5، كتاب المعيشة، باب الحث على الطلب والتعرّض للرزق، ح6،ص78.

5- الكافي، الكليني، ج5، كتاب المعيشة، باب الحث على الطلب والتعرّض للرزق، ح8 ، ص79.

6- المصدر السابق: ج5، كتاب المعيشة، باب: دخول الصوفية... ، ح1، ص67.

7- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج103، كتاب العقود والإيقاعات، أبواب المكاسب، باب1، ح58، ص12 ـ 13.


الصفحة 396

7 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): " ... من الثلاثة الّذين دعوا، فلم يستجب لهم دعوة : ... رجل جلس في بيته يسأل اللّه أن يرزقه، فقال: ألم أجعل لك إلى طلب الرزق سبيلاً، أن تسير في الأرض وتبتغي من فضلي، فرُدّت عليه دعوته"(1).

8 ـ قال علي بن عبد العزيز: قال [ لي ] أبو عبداللّه(عليه السلام): "ما فعل عمر بن مسلم؟".

قلت: جعلت فداك، أقبل على العبادة وترك التجارة.

فقال: "ويحه أما علم أنّ تارك الطلب لا يستجاب له دعوة. إنّ قوماً من أصحاب رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) لما نزلت { وَمَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ }أغلقوا الأبواب، وأقبلوا على العبادة، وقالوا: قد كُفينا.

فبلغ ذلك رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) فأرسل إليهم، فقال: ما حملكم على ما صنعتم؟!

قالوا: يارسول اللّه، تكّفل اللّه عزّ وجل بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة!

فقال: إنّه من فعل ذلك لم يستجب اللّه له، عليكم بالطلب.

ثمّ قال إنّي لأبغض الرجل فاغراً فاه إلى ربّه، يقول: ارزقني، ويترك الطلب"(2).

9 ـ قال عمر بن يزيد: قلت لأبي عبداللّه(عليه السلام): رجل قال: لأقعدن في بيتي ولأصلين ولأصومن ولأعبدن ربي، فأمّا رزقي فسيأتيني!

فقال أبو عبداللّه(عليه السلام): "هذا أحد الثلاثة الّذين لا يستجاب لهم"(3).

10 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "أرأيت لو أنّ رجلاً دخل بيته وأغلق بابه، أكان يسقط عليه شيء من السماء؟!"(4).

11 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "أرأيت لو أنّ رجلاً دخل بيتاً وطين عليه

____________

1- الأمالي، الشيخ الطوسي: المجلس السابع والثلاثون، ح1445/24، ص680.

2- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: ج3، أبواب القضايا والأحكام، باب 61: باب التجارة وآدابها وفضلها وفقهها، ح5 [510]، ص119 ـ 120.

3- الكافي، الكليني: ج5، كتاب المعيشة، باب: الحثّ على الطلب والتعرّض للرزق، ح1 ، ص77 .

4- المصدر السابق: ح2 ، ص78 .


الصفحة 397

بابه، وقال: رزقي ينزل عليّ، كان يكون هذا؟ أما أنّه أحد الثلاثة الّذين لا يستجاب لهم دعوة"(1).

12 ـ عن أيوب أخي أُديم بيّاع الهروي قال: كنّا جلوساً عند أبي عبداللّه(عليه السلام) إذ أقبل العلاء بن كامل، فجلس قدَّام أبي عبداللّه(عليه السلام) فقال: أُدع اللّه أن يرزقني في دعة.

فقال [ له الإمام الصادق(عليه السلام)]: "لا أدعو لك! أُطلب كما أمرك اللّه عزّ وجلّ"(2).

13 ـ الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "من طلب الرزق في الدنيا استعفافاً عن الناس وتوسيعاً على أهله وتعطّفاً على جاره لقَ اللّه عز وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر"(3).

14 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "إن ظننت أو بلغك أنّ هذا الأمر كائن في غد(4) ، فلا تدعنّ طلب الرزق، وإن استطعت أن لا تكون كلاًّ(5) فأفعل(6).

من آداب طلب الرزق: "الإجمال في الطلب"

ينبغي للشخص الذي يطلب الرزق أن يكون طلبه منزّهاً عما لا يليق، وأن لا يكون كدّه كدّاً فاحشاً(7).

وقد ورد هذا المعنى تحت عنوان: "الإجمال في الطلب" في بعض الأحاديث الشريفة منها:

1 ـ قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "... اتقوا اللّه واجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء شيء

____________

1- وسائل الشيعة، الشيخ الحرّ العاملي ج17، كتاب التجارة، باب 5، ح9، ص28.

2- الكافي، الكليني: ج5، كتاب المعيشة، باب: الحثّ على الطلب والتعرّض للرزق، ح3 ، ص78 .

3- المصدر السابق: ح5 ، ص 78 .

4- أي: أمر القائم(عليه السلام) أو الموت.

5- الكل: الذي لا يقوم بأمور حياته بل يُلقيها على غيره.

انظر لسان العرب: مادة (كلل).

6- الكافي، الكليني، ج5، كتاب المعيشة، باب الحث على الطلب والتعرّض للرزق، ج9 ، ص79 .

7- انظر: بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج70، كتاب الإيمان والكفر، باب 47 ، ذيل ح3 ، ص96 .


الصفحة 398

من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية اللّه..."(1).

2 ـ قال الإمام الحسن بن علي(عليهما السلام) لرجل: "يا هذا، لا تجاهد الطلب جهاد المغالب، ولا تتكل على القدر اتّكال المستسلم، فإنّ ابتغاء الفضل من السنة، والإجمال في الطلب من العفة..."(2).

3 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيّع، ودون طلب الحريص الراضي بدنياه المطمئن إليها، ولكن انزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المعفف، ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف وتكتسب ما لابدّ منه..."(3).

تنبيه :

إنّ "الإجمال في طلب الرزق" يعني التنزّه عن الأُمور القبيحة عند طلب الرزق.

ويقال: الإجمال في الطلب، أي: الاعتدال وعدم الإفراط فيه(4).

ولا يعني "الإجمال في الطلب" التهاون والتكاسل والفتور في طلب الرزق، لأنّ التهاون والتكاسل والفتور أُمور مذمومة في طلب الرزق.

ولهذا قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "إذا طلبت الرزق فاطلبه بقوّة"(5).

____________

1- الكافي، الكليني: ج5، كتاب المعيشة، باب الإجمال في الطلب، ح1، ص80 .

2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج103، كتاب العقود والإيقاعات.

3- الكافي، الكليني: ج5، كتاب المعيشة، باب الإجمال في الطلب، ح8 ، ص81 .

4- انظر: لسان العرب، ابن منظور: مادة (جمل).

5- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج83، كتاب الصلاة، باب 41: باب النهي عن التكفير ح5، ص327.


الصفحة 399

المبحث السابع

الرزق والتوكّل

إنّ المتوكّل على اللّه تعالى في مجال الرزق هو الذي يعتقد بأنّ اللّه تعالى "يوفّر له الرزق".

ولا يخفى بأنّ "الطلب" لا ينافي "التوكّل"(1).

لأنّ "توفير الرزق" شيء، و"الحصول على الرزق" شيء آخر.

فاللّه تبارك وتعالى يوفّر للعبد "الرزق"، وأمّا "الحصول على الرزق" فهو تابع لطلب العبد وسعيه في الحصول على هذا الرزق.

مثال :

إنّ اللّه تعالى هو الذي يرزق الطيور، أي: هو الذي "يوفّر لها الرزق"، وأمّا "نفس الحصول على الرزق" فهو يرتبط بطلب الطيور لذلك.

ولهذا قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم):

"لو انّكم تتوكّلون على اللّه حقّ توكّله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً"(2).

أي: تذهب مبكرة لطلب الرزق وهي جائعة، ثمّ تعود في العشي وهي ملأى البطون .

فالطيور متوكّلة، ورزقها بيد اللّه تعالى، ولكنّها مع ذلك لا تترك طلب الرزق، بل

____________

1- انظر: مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: 261، إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: 290.

2- بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج71 ، كتاب الإيمان والكفر، باب63 ، ح51، ص151 .


الصفحة 400

تبذل غاية جهدها في هذا السبيل(1).

وهذا ما يثبت بأنّ "الطلب" لاينافي "التوكّل".

حديث آخر حول التوكّل وطلب الرزق :

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "لا تدع طلب الرزق من حلّه، فإنّه عون لك على دينك، واعقل راحلتك وتوكّل"(2).

____________

1- انظر: المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: 1/367، إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: 290.

2- انظر: الأمالي، الشيخ المفيد: المجلس الثاني والعشرون ، ح1، ص172 .


الصفحة 401

المبحث الثامن

الرزق والقسمة

إنّ قسمة اللّه الأرزاق بين العباد على نحوين:

1 ـ القسمة العامة

2 ـ القسمة الخاصة

معنى القسمة العامة :

تعني قسمة اللّه الأرزاق بين العباد (بمعناها العام):

إنّ اللّه تعالى وفّر لجميع العباد العديد من فرص الحصول على الرزق، ثمّ جعل نظام الأسباب والمسببات سبيلاً ليحصلوا من خلاله على الرزق.

فمن تمسّك بالأسباب الموصلة إلى الرزق كان احتمال حصوله على الرزق أكثر ممن يترك هذه الأسباب ويهملها ولا يهتم بها.

معنى القسمة الخاصة :

تعني قسمة اللّه الأرزاق بين العباد (بمعناها الخاص):

إنّ اللّه تعالى لم يترك نظام الأسباب والمسببات ليعمل كيفما يشاء أو كيفما يحرّكه العباد، بل قد تتدّخل الإرادة الإلهية الحكيمة، فتتحكّم بمقدار توفير الرزق لبعض العباد أو مقدار منع البعض من الحصول على الرزق.

ولهذا التدخّل الإلهي دواع حكيمة كثيرة، منها: اختبار مدى شكر العباد إزاء الغنى، واختبار مدى صبرهم إزاء الفقر والحرمان.


الصفحة 402

بعض الآيات القرآنية المشيرة إلى القسمة الخاصة :

1 ـ { اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ } [ العنكبوت: 62 ].

2 ـ { إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ } [ سبأ: 39 ].

3 ـ { إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب } [ آل عمران: 37 ].

تنبيهان :

1 ـ إنّ التدخّل الإلهي في تقسيم أرزاق العباد لا يتحقّق على نحو الإعجاز، وإنّما يكون في إطار نظام الأسباب، لأنّ اللّه تعالى أبى أن تجري الأمور إلاّ بأسبابها.

ومن هذا القبيل قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "إذا سبّب اللّه للعبد الرزق في أرض، جعل له فيها حاجة"(1).

2 ـ لا يستطيع الإنسان الذي بذل غاية الجهد في الحصول على الرزق، ثمّ لم يحصل على مايريد أن يجزم بأنّ اللّه تعالى هو السبب في حرمانه، لأنّ السبب قد يكون نتيجة جهله بكيفية استفادته من نظام الأسباب للحصول على الرزق.

بعض الأحاديث الشريفة الواردة حول القسمة في الرزق :

1 ـ قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "أيّها الناس إنّ الرزق مقسوم، لن يعدو امرىء ما قسم له، فاجملوا في الطلب"(2).

معنى الحديث :

أيّها الناس; إنّ اللّه تعالى وفّر لكم نطاقاً محدّداً من فرص الحصول على الرزق، فعليكم أن تعرفوا الحدود التي أتاحها اللّه لكم في صعيد كسب الرزق، لئلا تتجاوزوها، فترهقون أنفسكم من دون فائدة.

وليكن طلبكم للرزق منسجماً مع ما مكّنكم اللّه تعالى منه.

____________

1- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج76، كتاب الآداب والسنن، باب 45، ح4 ، ص 221 .

2- لمصدر السابق: كتاب الروضة، باب 70، ح10، الحديث الثاني عشر، ص181.


الصفحة 403

وليكن طلبكم للرزق متّزناً ومتصّفاً بما لا يتنافى مع المروءة.

2 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همّه، جعل اللّه تعالى الفقر بين عينيه، وشتّت أمره، ولم ينل من الدنيا إلاّ ما قسم له..."(1).

معنى الحديث :

إنّ الإنسان مهما يبذل الجهد لطلب الرزق، فإنّه لا يحصل من الرزق إلاّ ما مكّنه اللّه من الحصول عليه، ولهذا ليس للإنسان إلاّ الطلب في إطار ما وفّر اللّه تعالى له من فرص للحصول على الرزق.

وأمّا الهمّ والغمّ وغيرها من الحالات النفسيّة السلبيّة فإنّها لا تؤدّي إلى زيادة رزق الإنسان، والمتّصف بهذه الرذائل لا ينال من الدنيا إلاّ ما قُسم له، أي: لا ينال بطلبه إلاّ الرزق الذي وفّره اللّه تعالى له.

رضا الإنسان بما قسّم اللّه له من الرزق :

1 ـ الرضا بالقسمة العامة

إنّ رضا الإنسان بالقسمة العامّة يعني رضاه بنظام الأسباب الذي جعله اللّه تعالى سبيلاً ليحصل الإنسان من خلاله على الرزق، وعدم التذمّر والسخط من جعل اللّه هذا النظام وسيلة للحصول على الرزق.

2 ـ الرضا بالقسمة الخاصة :

إنّ رضا الإنسان بالقسمة الخاصة يعني: رضاه بتدخّل الإرادة الإلهية في بعض الأحيان وتحكّمها بمقدار توفير الرزق لبعض العباد أو منعها البعض الآخر من الحصول على الرزق.

تنبيه :

لا يكون الرضا بقسمة اللّه تعالى إلاّ بعد بذل الإنسان الجهد في طلب الرزق، وأمّا المتهاون والمتكاسل في طلب الرزق، فإنّه ينبغي أن لا يلوم إلاّ نفسه، لأنّ اللّه

____________

1- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج73، كتاب الإيمان والكفر، باب 122، ح6، ص17.


الصفحة 404

تعالى قد وفّر له العديد من فرص الحصول على الرزق، لكنه لم يستفد منها ولم ينتفع بها، فضيّع الفرصة على نفسه بنفسه.

فهكذا شخص لا يحقّ له أن ينسب قلّة رزقه إلى اللّه تعالى.

بعض الأحاديث الشريفة الواردة حول الرضا بالقسمة :

الحديث الأوّل :

قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "من لم يرض بما قسّم اللّه له من الرزق، وبثّ شكواه ولم يصبر ولم يحتسب، لم ترفع له حسنة، ويلقَ اللّه وهو عليه غضبان إلاّ أن يتوب"(1).

معنى الحديث :

إنّ اللّه تعالى جعل لكلّ إنسان نطاقاً محدّداً لطلب الرزق، وليس للإنسان إلاّ السعي من أجل الانتفاع من جميع الفرص المتاحة له.

ولا يخفى بأنّ هذا التحديد لنطاق طلب الرزق يكون نتيجة أحدِ الأمرين التاليين:

1 ـ عمل نظام الأسباب والمؤثّرات الخارجية المتحكّمة بها، سواء كانت هذه المؤثّرات ـ التي تعمل في ظل مشيئة اللّه ـ من ذات الأسباب أو كانت هذه المؤثّرات من تدخّل العباد بها.

2 ـ تدخّل الإرادة الإلهية بصورة مباشرة.

فمن لم يرض بالنطاق المحدّد له في الرزق، فإنّ معنى ذلك أنّه:

أوّلا: لم يرض بنظام الأسباب الذي شاءه اللّه تعالى لهذا العالم.

ثانياً: لم يرض بتدخّل الإرادة الإلهية في تقسيم الرزق.

وكلا هذين الأمرين اعتراض على اللّه تعالى، فيكون عدم الرضا في هذا المجال عدم رضا بالمشيئة والإرادة الإلهية، وهذا الأمر معصية، وينبغي لهذا الشخص أن يتوب من هذه المعصية.

____________

1- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج72، كتاب الإيمان والكفر، باب 119، ح6، ص329.


الصفحة 405

الحديث الثاني :

قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "... إنّ لكلّ امرىء رزقاً هو يأتيه لا محالة، فمن رضي به بورك له فيه ووسعه، ومن لم يرض به لم يبارك له فيه ولم يسعه..."(1).

معنى الحديث :

إنّ اللّه تعالى يوفّر لكلّ إنسان فرصة الحصول على الرزق، وليس للإنسان إلاّ السعي من أجل الحصول على الرزق الذي وفّره اللّه تعالى له.

فمن سعى وطلب الرزق حتّى توصّل إليه ، فعليه أن يرضى بما وفّره اللّه تعالى له ومكّنه من الحصول عليه، ليبارك اللّه تعالى له في هذا الرزق، ويوفّر له المزيد من الفرص الأُخرى.

ومن لم يرض بالرزق الذي مكّنه اللّه تعالى منه، فإنّه تعالى سيسلب منه البركة، وسيحرمه من الفرص الأُخرى لنيل الرزق.

الحديث الثالث :

قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "من رضي من اللّه باليسير من الرزق، رضى اللّه منه بالقليل من العمل"(2).

معنى الحديث :

إنّ الإنسان قد يسعى ـ وفق نظام الأسباب ـ من أجل الحصول على ما وفّره اللّه تعالى له من الرزق، ولكنّه لا يحصل من الرزق إلاّ على القليل.

وهنا بيّن اللّه تعالى الموقف النموذجي لمثل هذا الشخص، وهذا الموقف يكون في الصعيدين التاليين:

____________

1- بحار الأنوار،العلاّمة المجلسي:ج77، كتاب الروضة،باب7، ح10، الحديث الحادي والثلاثون، ص187.

ولهذا الحديث تكملة ذكرناها في قسم الرزق الذي يتمّ الحصول عليه من دون طلب.

2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج71، كتاب الإيمان والكفر، باب 86 ، ح17، ص348.


الصفحة 406

أوّلاً: الصعيد السلوكي

ينبغي أن يكون موقف الإنسان في هذا الصعيد مواصلة الطلب والسعي(1)، لأنّ السبب في عدم الحصول على الرزق قد لا يكون نتيجة إرادة اللّه تعالى، وإنّما يكون نتيجة جهل الإنسان بنظام الأسباب والمسببات.

ثانياً: الصعيد القلبي

ينبغي أن يكون موقف الإنسان في هذا الصعيد الرضا بالقليل الذي رزقه اللّه تعالى، لأنّ الرضا في هذا المجال يعني:

1 ـ الرضا بنظام الأسباب الذي جعله اللّه تعالى لتمشية الأُمور في هذا العالم.

2 ـ الرضا بالتدخّل الإلهي المحتمل في تحديد الرزق.

وقد وعد اللّه هذا الشخص ـ الذي يتوصّل إلى القليل من الرزق بعد بذله الجهد والسعي المطلوب، ثمّ يكون موقفه الرضا بهذا القليل ـ أن يرفق به في محاسبته الأخروية وأن يرضى منه القليل من العمل.

معنى بعض الآيات الواردة حول الرزق الإلهي :

1 ـ { وَمَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ }[ الطلاق: 2 ـ 3 ].

معنى الآية :

إنّ أبواب طلب الحلال قد تغلق ـ لفترة ـ بوجه الإنسان، وتنفتح له من جهة أُخرى أبواب الحرام، فتكون هذه الحالة فرصة يختبر بها اللّه تعالى مستوى تحفّظ هذا الشخص من الحرام.

وهذه الآية تبشّر العباد بأنّه تعالى خلق الأرض بصورة لا تخلو من الرزق

____________

1- هذا ما أشارت إليه الأحاديث الشريفة التي حثّت على طلب الرزق وذمّت تركه، وقد ذكرنا جملة من هذه الأحاديث سابقاً .


الصفحة 407

الحلال، ومن يتق اللّه يجعل اللّه له مخرجاً، ويوفّر له الرزق الحلال من حيث لا يتوقّع.

ولا يخفى بأنّ "توفير الرزق" ـ كما تبيّن سابقاً ـ لا يعني "إيصاله"، بل معنى ذلك "تمكين" الإنسان من الوصول إليه، أمّا "الوصول" فهو مرتبط بطلب الإنسان وسعيه واستفادته من النظام السببي الذي خلقه اللّه تعالى في هذا العالم.

وبصورة خاصة، فإنّ الإرادة الإلهية قد تتدخّل بصورة مباشرة، وتحرّك الأسباب لتجعل مخرجاً لعبادها المتقين، فتوصل إليهم "الرزق" من حيث لا يتوقّعون.

2 ـ { وَما مِنْ دَابَّة فِي الاَْرْضِ إِلاّ عَلَى اللّهِ رِزْقُها } [ هود: 6 ].

معنى الآية :

إنّ اللّه تعالى وفّر في الأرض ما تحتاج إليه الدوابّ، ومكّنها من الانتفاع، وهيّأ لها أسباب الوصول إلى هذا الرزق، وليس للدواب سوى طلب هذا الرزق، والسعي من أجل الحصول عليه.

3 ـ { وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاق نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيّاكُمْ } [ الإسراء: 31 ].

معنى الآية :

لا تقتلوا أولادكم مخافة الفقر والفاقة، لأنّنا وفّرنا لكم ولهم في الأرض الكثير من فرص الحصول على الرزق، وسنهيّىء لكم ولأولادكم هذه الفرص لتتمكّنوا من الحصول على الرزق، ولهذا فلا داعي لأن تقتلوا أولادكم.

4 ـ { وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّة لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللّهُ يَرْزُقُها وَإِيّاكُمْ } [ العنكبوت: 60 ].

معنى الآية :

إنّ بعض الدواب لا تحمل رزقها، أي: لا تدّخره ولا تجمعه كما يفعل الإنسان والنمل والفار، فبيّنت هذه الآية بأنّ اللّه تعالى يوفّر الرزق لجميع هذه الدواب، ويمكّنها من الوصول إلى ما تنتفع به.

لأنّ اللّه تعالى هيّأ في الأرض الكثير من الفرص للحصول على الرزق، وليس


الصفحة 408

للكائنات الحيّة إلاّ طلب ما وفّره اللّه تعالى لها.

فإذا كانت الدواب التي لا تدّخر لنفسها الرزق تحصل على رزقها، فكيف بالإنسان الذي أعطاه اللّه تعالى الكثير من القدرات للحصول على الرزق، وجعله قادراً على ادّخار الرزق لنفسه ومنحه العقل والفكر لتدبير معاشه؟

5 ـ { وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْض فِي الرِّزْقِ } [ النحل: 71 ].

معنى الآية :

إنّ اللّه سبحانه وتعالى جعل نظام الأسباب بحيث تكون فرص الحصول على الرزق متوفّرة للبعض أكثر من البعض الآخر، وهذا ما يؤدّي إلى وجود التفاضل بين العباد في مجال الرزق.

وبصورة خاصّة فإنّ الإرادة الإلهية قد تتدخّل بصورة مباشرة لتفضّل بعض العباد على البعض الآخر في الرزق.

ومن أهم الدواعي لهذا التفاضل هو اختبار العباد، وتحديد مدى شكرهم إزاء الغنى ومدى صبرهم إزاء الفقر والحرمان.


الصفحة 409

المبحث التاسع

زيادة الرزق

إنّ للسعي دور كبير في زيادة الرزق.

وقد قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) : " إنّ اللّه قسّم الأرزاق بين عباده وأفضل فضلاً كبيراً لم يقسمه بين أحد، قال اللّه : { وَاسْألُوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ }[ النساء:32 ](1).

وهذا ما يدل على أنّ السعي ـ ولو على نحو الدعاء - له دور كبير في الحصول على الفضل الإلهي من الرزق الذي لم يقسّمه اللّه تعالى بين أحد.

تنبيهان :

1 ـ إنّ السعي في طلب الرزق لا يستلزم زيادة الرزق دائماً، والإنسان قد يسعى، ولكنه لا يحصل على ما يريد.

دليل ذلك :

إنّ السعي لا يشكّل العلّة التامة للحصول على المزيد من الرزق، وذلك لوجود أسباب أُخرى لها مدخلية في زيادة الرزق.

ولهذا قال الإمام علي(عليه السلام): "كم من متعب نفسه مقتر عليه، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير"(2).

2 ـ إنّ قولنا: "إنّ السعي في طلب الرزق لا يستلزم الزيادة في الرزق" لا يعني:

____________

1- الفصول المهمة، الشيخ الحر العاملي: ج1، أبواب أصول الدين، باب 52، ح4 [291]، ص271.

2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج103، كتاب العقود والإيقاعات، باب 2، ح69، ص35.


الصفحة 410

أن يترك الإنسان السعي في طلب الرزق.

دليل ذلك :

إنّ اللّه تعالى جعل السعي ـ بصورة عامة ـ سبيلاً للحصول على الرزق.

فإذا سعى الإنسان وأخطأ في نيل ما يبتغيه من الرزق، فعليه أن لا ييأس من الطلب لمجرد فشله مرّة واحدة أو عدّة مرات، بل ينبغي له أن يجرّب الطرق الأُخرى حتّى يصل ـ بإذن اللّه تعالى ـ إلى ما يبتغيه.

ولهذا قال الإمام علي(عليه السلام): "اطلبوا الرزق فإنّه مضمون لطالبه"(1).

الحرص لا يزيد الرزق :

إنّ الحرص ـ كما ورد في الحديث الشريف ـ ليس له أي دور في زيادة الرزق أبداً، ومن هذه الأحاديث:

1 ـ قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّ الرزق لا يجرّه حرص حريص"(2).

2 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "... إنّ الرزق لايسوقه حرص حريص"(3).

الفرق بين "الحرص" و"السعي" :

إنّ الدعوة إلى عدم "الحرص" لا يعني الدعوة إلى عدم "السعي".

لأنّ "الحرص" و"السعي" مفهومان يختلفان في المعنى.

فالحرص يعني: شدّة الشره والجشع إلى المطلوب(4)، وهو صفة نفسية مذمومة في صعيد طلب الرزق.

ولكن السعي يعني: العمل والقصد في الصعيد السلوكي(5) وهو شرط من شروط الحصول على الرزق.

____________

1- المصدر السابق: ج77، كتاب الروضة، باب 15، ح40، ص423.

2- المصدر السابق: ج77، كتاب الروضة، باب 3، ح4، ص63.

3- المصدر السابق: ج75، كتاب الروضة، باب 23، ح81 ، ص209 .

4- لسان العرب، ابن منظور: مادة (حرص) ومادة (سعى).

5- المصدر السابق .


الصفحة 411

المؤثّرات في زيادة الرزق :

أوّلاً: المؤثّرات المادية

إنّ المؤثّرات المادية عبارة عن التمسّك بالأسباب المادية من أجل طلب زيادة الرزق. وهذه الأسباب واضحة، وهي من قبيل التجارة وغيرها من الأعمال التي جعلها اللّه تعالى سبباً للحصول على الرزق.

وقد أشارت الأحاديث الشريفة إلى أهميّة التجارة وذمّ استئجار النفس للعمل، ومن هذه الأحاديث:

1 ـ قال الإمام علي(عليه السلام): "اتّجروا بارك اللّه لكم، فإنّي سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: الرزق عشرة أجزاء، تسعة في التجارة، وواحد في غيرها"(1).

2 ـ روى عمّار، قال: قلت لأبي عبداللّه(عليه السلام): الرجل يتّجر، وإن هو آجر نفسه أُعطي أكثر مما يصيب في تجارته؟

قال: "لا يؤاجر نفسه، ولكن يسترزق اللّه عزّ وجل ويتّجر، فإنّه إذا آجر نفسه فقد حظر على نفسه الرزق"(2).

ثانياً: المؤثّرات المعنوية :

إنّ المؤثرات المعنوية عبارة عن التمسّك بالأسباب الغيبية التي ذكرتها الشريعة الإلهية، وبيّنت بأنّ التمسّك بها يزيد في الرزق.

ومن الأحاديث الشريفة المبيّنة للأسباب المعنوية المؤثّرة في زيادة الرزق(3):

1 ـ "شكر المنعم يزيد في الرزق".

2 ـ "الاستغفار يزيد في الرزق".

3 ـ "قول الحقّ يزيد في الرزق".

4 ـ "طيب الكلام يزيد في الرزق".

5 ـ "أداء الأمانة يزيد في الرزق".

____________

1- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: ج3، ب61: باب التجارة، ح6 [510] ص120.

2- عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: ج3، باب التجارة، ح27 ص201.

3- راجع: بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج76، كتاب الآداب والسنن، باب: 60، ص314 ـ 319.


الصفحة 412

6 ـ "صلة الرحم يزيد في الرزق".

7 ـ "مواساة الأخ في اللّه عزّ وجل تزيد في الرزق".

8 ـ "الوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق".

9 ـ "البكور في طلب الرزق يزيد في الرزق".

10 ـ "استنزلوا الرزق بالصدقة".


الصفحة 413

المبحث العاشر

السعر(1)

معنى السعر: تقدير الثمن للشيء المبيع(2).

أقسام السعر(3) :

1 ـ الرخص: وهو انحطاط السعر عما جرت له العادة.

2 ـ الغلاء: وهو ارتفاع السعر عما جرت به العادة.

المسبّب للرخص والغلاء(4) :

إنّ المسبّب للرخص والغلاء قد يكون اللّه سبحانه وتعالى وقد يكون العباد.

فإن كان المسبّب هو اللّه تعالى، فإنّه تعالى لا يفعل إلاّ ما فيه العدل والحكمة.

وإن كان المسبّب هم العباد، فكلّ فرد يستحق المدح والثواب إزاء فعله للخير، ويستحق الذم والعقاب إزاء فعله للشر.

من الأحاديث الشريفة الدالة على التدخّل الإلهي في مسألة الأسعار :

1 ـ قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "...إنّما السعر إلى اللّه عزّ وجلّ، يرفعه إذا شاء ويخفضه إذا شاء"(5).

2 ـ قال علي بن الحسين(عليه السلام): "إنّ اللّه تبارك وتعالى وكّل بالسعر ملكاً يدبّر أمره"(6).

____________

1- إنّ الداعي لتناول هذا المبحث هو لأنّ السعر قد ينسب إلى اللّه تعالى، فيكون من أفعاله عزّ وجل، فيدخل في موضوع العدل في الأفعال الإلهية.

2- 4) انظر: المصادر المشيرة إلى مبحث "الأسعار" في نهاية هذا الفصل.

5- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب القضاء والقدر و ... ، ح33 ، ص377 ـ 378 .

6- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب القضاء والقدر و...: ح34، ص378.


الصفحة 414

من الأحاديث الشريفة الدالة على دور العباد في مسألة الأسعار :

1ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) عندما سُئل عن الحُكْرة: "إنّما الحُكرَة أن تشتري طعاماً وليس في المصر غيره فتحتكره ..." ولو كان الغَلاء في هذا الموضع من اللّه عزّ وجل لما استحق المشتري لجميع طعام المدينة الذم، لأنّ اللّه عزّ وجل لا يذم العبد على ما يفعله، ولذلك قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون"..."(1).

2 ـ نهى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) عن التسعير(2)، وهذا ما يكشف قدرة العباد على تغيير الأسعار، فلو لم يكن للعباد أيّ دور في مسألة الأسعار لما نهاهم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)عن ذلك(3).

____________

1- المصدر السابق: ح36، ص379.

2- راجع: وسائل الشيعة، الشيخ الحرّ العاملي: كتاب التجارة، باب 30: باب إنّ المحتكر إذا ألزم بالبيع لا يجوز أن يسعّر عليه .

3- انظر: الفصول المهمة، الشيخ الحرّ العاملي، أبواب أصول الدين، باب 54: إنّ الأسعار بيد اللّه يزيدها وينقصها إذا شاء وإن كان بعضها من الناس، ص276.


الصفحة 415

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصادر الفصل الثالث عشر والرابع عشر بصورة مفصّلة:

الذخيرة في علم الكلام، الشريف المرتضى: الكلام في الآجال: ص261 ـ 266، الكلام في الأرزاق: ص 267 ـ 273، الكلام في الأسعار: ص274 ـ 275.

شرح جمل العلم والعمل، الشريف المرتضى، باب الآجال والأرزاق والأسعار: ص273 ـ 248.

الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد، الشيخ الطوسي: القسم الثاني: مباحث العدل ولواحقة، فصل في الكلام في الآجال والأرزاق والأسعار: ص169 ـ 177.

تقريب المعارف، أبو الصلاح الحلبي: مسائل العدل، مسألة في الآجال: ص138 ـ 139، مسألة في الرزق: 139 ـ 140، مسألة في الأسعار: 140 ـ 142.

تجريد الاعتقاد، نصيرالدين الطوسي: المقصد الثالث: في إثبات الصانع وصفاته وآثاره، الفصل الثالث: في أفعاله، الأجل، الرزق، السعر ص208.

غنية النزوع، ابن زهرة الحلبي: ج2، فصل في الآجال والأرزاق والأسعار: ص123 ـ 128.

المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: ج1، القول في الآجال: ص353 ـ 360، القول في الأرزاق: ص 361 ـ 367، القول في الأسعار والغلاء والرخص: ص368 ـ 370.

المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: النظر الثاني: في أفعاله سبحانه وتعالى، البحث الرابع: في فروع العدل، المطلب الثالث: في الآجال والأرزاق والأسعار: ص111 ـ 114.

مناهج اليقين في أصول الدين، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس: في العدل، البحث الثامن في الآجال، ص259 ـ 260، البحث التاسع: في الأرزاق والأسعار، ص260 ـ 261.

كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، العلاّمة الحلّي، المقصد الثالث: في إثبات الصانع تعالى، الفصل الثالث في أفعاله تعالى، المسألة (15): في الآجال: ص461 ـ 462، المسألة (16): في الأرزاق، ص462 ـ 464، المسألة (17): في الأسعار: 464 ـ 465.

اللوامع الالهية في المباحث الكلامية، مقداد السيوري: اللامع التاسع: في الأفعال، المقصد الرابع: فيما تقتضى الحكمة وجوبه عليه سبحانه، النوع الثاني: اللطف، المسألة الرابعة: في توابعه، القسم الثاني: الرزق، ص230 ـ 232، القسم الثالث: السعر: 232، القسم الرابع: الأجل، ص232 ـ 234.

إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث العدل، بحث في الأرزاق: ص286 ـ 290، بحث في الآجال: ص290 ـ 292، بحث في الأسعار: 293 ـ 294.


الصفحة 416

الصفحة 417

مصادر الكتاب

1 ـ القرآن الكريم .

2 ـ الإبانة عن أصول الديانة، أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ، تحقيق: عباس صباغ ، الطبعة الأُولى ، 1414هـ ، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان .

3 ـ الاحتجاج ، أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي ، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري والشيخ محمّد هادي ، الطبعة الثانية ، 1416هـ ، دار الأسوة للطباعة والنشر .

4 ـ إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل ، القاضي السيّد نور اللّه الحسيني المرعشي التستري، (ت 1019) ، مع تعليقات السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي ، من منشورات مكتبة السيد المرعشي النجفي ، قم ، إيران .

5 ـ الأربعين في أصول الدين ، فخر الدين الرازي ، تحقيق: الدكتور أحمد حجازى السقا ، سلسلة من تراث الرازي 11، الطبعة الأُولى ، 1406هـ ، مكتبة الكليات الأزهرية ، الأزهر ، القاهرة ، مصر .

6 ـ إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين ، جمال الدين مقداد بن عبد اللّه السيوري (الفاضل المقداد) تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، الطبعة الأُولى ، 1405هـ ، منشورات مكتبة السيّد المرعشي النجفي، قم ، إيران .

7 ـ الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد، الشيخ المفيد، 2ج، تحقيق: مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) لإحياء التراث ، الطبعة الأُولى ، 1413هـ ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، قم ، إيران .

8 ـ الاعتقادات في دين الإمامية ، الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الصدوق ، تحقيق: غلام رضا المازندراني، الطبعة الأُولى ، 1412هـ ، المطبعة العلمية ، قم ، إيران .

9 ـ الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد، المقداد بن عبد اللّه السيوري، تحقيق: صفاء الدين البصري ، الطبعة الأُولى ، 1412هـ ، مجمع البحوث الإسلامية ، مشهد ، إيران .


الصفحة 418

10 ـ الإشارات والتنبيهات (4ج) ، أبو علي بن سينا ، مع شرح نصير الدين الطوسي ، تحقيق: د. سليمان دنيا، الطبعة الأُولى ، 1413هـ ، مؤسسة النعمان للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان .

11 ـ إشراق اللاهوت في نقد شرح الياقوت ، السيّد عميد الدين أبو عبد اللّه عبد المطلب بن مجد الدين الحسيني العُبَيدلي، تحقيق: علي أكبر ضيائي، الطبعة الأُولى ، 1423هـ ، مركز نشر ميراث مكتوب . طهران ، إيران .

12 ـ أصول الدين ، الشيخ محمّد حسن آل ياسين ، الطبعة الأُولى 1413هـ ، نشر: مؤسسة قائم آل محمّد (عجّل الله فرجه)، قم ، إيران .

13 ـ الأصول من الكافي ، الشيخ ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، الطبعة السادسة ، 1375هـ . ش، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، إيران .

14 ـ أعيان الشيعة ، السيّد محمّد الأمين، تحقيق: حسن الأمين ، الطبعة الأُولى ، 1403هـ ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت ، لبنان .

15 ـ الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة ، السيّد رضي الدين علي بن موسى ابن جعفر بن طاووس ، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، 3ج ، الطبعة الثانية، 1419هـ ، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي .

16 ـ الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد ، الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي، الطبعة الأُولى ، 1399هـ ، منشورات جمعية منتدى النشر، النجف الأشرف ، العراق .

17 ـ الإلهيات على هدي الكتاب والسنة والعقل ، محاضرات الشيخ جعفر السبحاني ، بقلم: الشيخ حسن محمّد مكي العاملي، الطبعة الرابعة، 1413هـ ، منشورات المركز العالمي للدراسات الإسلامية .

18 ـ الأمالي ، الشيخ المفيد، تحقيق: حسين الأستاد ولي، على أكبر الغفاري، الطبعة الأُولى، 1413هـ ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد، ج13، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد .

19 ـ الأمالي ، الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية ، مؤسسة البعثة، الطبعة الأُولى ، 1414هـ ، نشر: دار الثقافة، قم ، إيران .

20 ـ أوائل المقالات ، الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد، تحقيق: الشيخ إبراهيم الأنصاري، الطبعة الأُولى ، 1413، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج4 .


الصفحة 419

21 ـ الباب الحادي عشر للعلاّمة الحلّي ، مع شرحه النافع يوم الحشر، لمقداد بن عبد اللّه السيوري ومفتاح الباب لأبي الفتح بن مخدوم الحسيني، تحقيق: د. مهدي محقّق ، الطبعة الثالثة ، 1372هـ ش، انتشارات الآستانة الرضوية المقدسة ، مشهد، إيران .

22 ـ بحار الأنوار ، العلاّمة محمّد باقر المجلسي ، 110ج، دار الكتب الإسلامية، طهران ، إيران .

23 ـ بحر الكلام ، ميمون بن محمّد النسفي، الشهير بأبي المعين النسفي ، دراسة وتعليق: د. ولي الدين محمّد صالح الفرفور ، الطبعة الأُولى ، 1417هـ دار الفرفور للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق ، سوريا .

24 ـ بحوث في الملل والنحل ، الشيخ جعفر السبحاني، الطبعة الثالثة ، 1416هـ ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة ، إيران .

25 ـ بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية، تأليف: الشيخ محمّد رضا المظفر، محاضرات: السيّد محسن الخرازي 2ج، الطبعة الخامسة، 1418هـ ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة .

26 ـ براهين أصول المعارف الإلهية والعقائد الحقة للإمامية، أبو طالب التجليل، الطبعة الأُولى ، 1418هـ ، مطبعة مهر ، قم ، إيران .

27 ـ تاريخ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت ، لبنان .

28 ـ التبيان في تفسير القرآن ، شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، دار إحياء التراث العربي، بيروت ، لبنان .

29 ـ تحف العقول عن آل الرسول ، أبو محمّد الحسن بن علي الحراني ، الطبعة السادسة، 1417هـ ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، لبنان .

30 ـ تجريد الاعتقاد ، الشيخ نصير الدين الطوسي، تحقيق: محمّد جواد الحسيني الجلالي ، الطبعة الأُولى ، 1407هـ ، مركز النشر، مكتب الإعلام الإسلامي .

31 ـ تصحيح اعتقادات الإمامية، الشيخ المفيد، تحقيق: حسين دركاهي، الطبعة الأولى، 1413 هـ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد (المجلدّ الخامس ضمن مصنّفات الشيخ المفيد).

32 ـ تفسير القرآن الحكيم، المشهور بتفسير المنار، محمّد رشيد رضا، تحقيق: إبراهيم


الصفحة 420

شمس الدين ، الطبعة الأُولى ، 1420هـ ، منشورات دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان.

33 ـ التفسير الكبير ، الفخر الرازي، الطبعة الأُولى ، 1415هـ ، دار إحياء التراث العربي. بيروت ، لبنان .

34 ـ تقريب المعارف، أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي، تحقيق: فارس تبريزيان الحسّون ، الطبعة الأُولى ، 1417هـ ، الناشر: المحقّق ، قم ، إيران .

35 ـ تكملة شوارق الإلهام، للمولى عبد الرزاق اللاهيجي، محمّد المحمدي الجيلاني، الطبعة الأُولى 1421هـ ، مركز انتشارت مكتب الإعلام الإسلامي، قم ، إيران .

36 ـ التوحيد ، الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق)، تصحيح وتعليق: السيّد هاشم الحسيني الطهراني ، الطبعة السابعة، 1422هـ ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم ، إيران .

37 ـ كتاب التوحيد ، أبو منصور الماتريدي، تحقيق: د. فتح اللّه خليف .

38 ـ التوحيد، بحوث في مراتبه ومعطياته ، تقريراً لدروس السيّد كمال الحيدري ، جواد علي كسار، الطبعة الثالثة، 1424هـ ، دار فراقد للطباعة والنشر .

39 ـ توحيد الإمامية، محمّد باقر الملكي الميانجي، الطبعة الأُولى ، 1415هـ ، مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، طهران ، إيران .

40 ـ تهذيب اللغة، أبو منصور محمّد بن أحمد الأزهري (ت 370هـ )، الطبعة الأُولى ، 1412هـ ، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان .

41 ـ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه (الشيخ الصدوق)، الطبعة الرابعة، 1410هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، لبنان .

42 ـ حديث حول الجبر والتفويض ، السيّد عبد اللّه السيّد حسن الموسوي البحراني المحرقي، الطبعة الأُولى ، 1406هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ، لبنان .

43 ـ حقّ اليقين في معرفة أصول الدين، السيّد عبد اللّه شبّر ، الطبعة الأُولى ، 1418هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ، لبنان .

44 ـ الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة، صدر الدين محمّد الشيرازي، الطبعة الثالثة ، 1401، دار إحياء التراث العربي، بيروت ، لبنان .


الصفحة 421

45 ـ الخصال ، الشيخ الصدوق، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسن بن بابويه، تحقيق: علي أكبر الغفاري، الطبعة الأُولى ، 1410هـ ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ، لبنان .

46 ـ دلائل الصدق، الشيخ محمّد حسن المظفر، الطبعة الثانية ، 1396هـ ، دار العلم للطباعة . القاهر ، مصر .

47 ـ الذخيرة في علم الكلام، الشريف المرتضى علم الهدى علي بن الحسين الموسوي ، تحقيق: السيّد أحمد الحسيني، الطبعة الأُولى ، 1411هـ ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة ، إيران .

48 ـ الذريعة إلى أصول الشريعة ، السيّد أبو القاسم علي بن الحسين المرتضى علم الهدى، تحقيق: د. أبو القاسم جرجي، (مجلدين)، الطبعة الأُولى ، 1376هـ . ش، انتشارات جامعة طهران ، طهران ، إيران .

49 ـ الرسالة السعدية، العلاّمة أبو منصور جمال الدين الحسن بن يوسف الحلّي (ت 726) تحقيق: عبد الحسين محمّد علي بقال ، الطبعة الأُولى ، 1410هـ ، مكتبة السيد المرعشي النجفي، قم ، إيران .

50 ـ الزهد، الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي، تحقيق: غلامرضا عرفانيان، الطبعة الأُولى ، 1399هـ . المطبعة العلمية .

51 ـ شرح الأسماء الحسنى ، الملاّ هادي السبزواري (مجلدين) ، مكتبة بصيرتي.

52 ـ شرح الأصول الخمسة، لقاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد، تعليق: أحمد بن الحسين ابن أبي هاشم ، تحقيق وتقديم: د. عبدالكريم عثمان ، الطبعة الثانية ، 1408هـ ، مكتبة وهبة ، القاهرة ، مصر .

53 ـ شرح جمل العلم والعمل، الشريف علي بن الحسين المرتضى علم الهدى، تحقيق: الشيخ يعقوب الجعفري المراغي، الطبعة الثانية ، 1419هـ ، دار الأسوة للطباعة والنشر، قم ، إيران .

54 ـ شرح العقائد النسفية، سعد الدين التفتازاني، تحقيق: أحمد حجازي السقا، الطبعة الأُولى ، 1407هـ ، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة ، مصر .

55 ـ شرح المقاصد، مسعود بن عمر الشهير بسعد الدين التفتازاني، تحقيق: د . عبدالرحمن عميرة، الطبعة الأُولى، 1409هـ ، منشورات الشريف الرضي، قم ، إيران .

56 ـ الصحيفة السجادية .


الصفحة 422

57 ـ صراط الحقّ في المعارف الإسلامية والأصول العقائدية، الشيخ محمّد آصف المحسني، الطبعة الثانية ، 1413هـ ، الحركة الإسلامية الأفغانية (القسم الثقافي) قم ، إيران .

58 ـ ضحى الإسلام ، أحمد أمين 3ج ، الطبعة العاشرة، دار الكتاب العربي، بيروت ، لبنان .

59 ـ العدل الإلهي، الشيخ مرتضى المطهري، ترجمة ، محمّد عبدالمنعم الخاقاني، الطبعة الثانية ، 1405هـ ، الدار الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان.

60 ـ العروة الوثقى، السيّد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمّد عبده، إعداد: السيّد هادي خسرو شاهي، الطبعة الأُولى ، 1417هـ ، مؤسسة الطباعة والنشر ، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، طهران ، إيران .

61 ـ العقيدة الإسلامية وأسسها ، عبدالرحمن حسن جنكه الميداني، الطبعة الثانية ، 1399هـ ، دار العلم ، دمشق ، بيروت.

62 ـ علل الشرائع ، الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، الطبعة الأُولى 1386هـ ، المكتبة الحيدرية .

63 ـ علم اليقين في أصول الدين، الشيخ محمّد بن المرتضى المدعو بالمولى محسن الكاشاني، 2ج، الطبعة الأُولى ، 1410، دار البلاغة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ، لبنان .

64 ـ عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي (4 أجزاء) ، تحقيق: مجتبى العراقي، الطبعة الأُولى ، 1403هـ ، مطبعة سيد الشهداء .

65 ـ عيون أخبار الرضا، الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالصدوق، 2ج، الطبعة الأُولى ، 1404هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، لبنان.

66 ـ غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع، السيّد حمزة بن علي بن زهرة الحلبي، 2ج، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري، الطبعة الأُولى ، 1418هـ ، مؤسسة الإمام الصادق(عليه السلام)، قم ، إيران .

67 ـ الفرق بين الفرق ، عبد القادر الاسفرائيني، تحقيق: محمّد محيي الدين عبد الحميد ، الطبعة الأُولى ، 1419هـ ، المكتبة العصرية للطباعة والنشر ، صيدا ، بيروت ، لبنان .

68 ـ فصوص الحكم ، الشيخ محيي الدين بن العربي، الطبعة الثانية ، 1409هـ ، جماعة إحياء


الصفحة 423

الفلسفة، منشورات مكتبة دار الثقافة، العراق، نينوى.

69 ـ الفصول المهمّة في أصول الأئمة، الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي، تحقيق: محمّد ابن محمّد الحسين القائيني، الطبعة الأُولى ، 1424هـ ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.

70 ـ الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية، 2ج ، الشيخ محمّد حمّود العاملي، الطبعة الأُولى ، 1418هـ ، مركز العترة للدراسات والبحوث .

71 ـ القضاء والقدر، فخرالدين الرازي، تعليق: محمّد المعتصم باللّه البغدادي ، الطبعة الثانية ، 1414هـ ، دار الكتاب العربي، بيروت ، لبنان.

72 ـ قواعد العقائد، نصير الدين الطوسي، تحقيق: الشيخ علي الرباني الكلبايكاني، الطبعة الأُولى ، 1416هـ ، لجنة إدارة الحوزة العلمية ، قم ، إيران .

73 ـ القواعد الكلامية، تبحث عن أصول عامة يُعتمد عليها في حل المسائل الكلامية ، الشيخ علي الرباني الكلبايكاني، الطبعة الأُولى ، 1418هـ ، مؤسسة الإمام الصادق(عليه السلام)، قم، إيران .

74 ـ قواعد المرام في علم الكلام ، كمال الدين ميثم بن علي البحراني (ت 699)، تحقيق: السيّد أحمد الحسيني، الطبعة الثانية ، 1406هـ ، منشورات مكتبة السيد المرعشي النجفي، قم ، إيران .

75 ـ كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد، العلاّمة الحلّي ، تحقيق وتعليق: الشيخ حسن المكي العاملي، الطبعة الأُولى ، 1413هـ ، دار الصفوة ، بيروت ، لبنان .

76 ـ كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، العلاّمة الحلّي ، تصحيح: الشيخ حسن حسن زادة الآملي، الطبعة التاسعة، 1422هـ ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، قم ، إيران .

77 ـ لسان العرب ، لابن منظور (ت 711هـ ) ، الطبعة الثالثة ، 1419هـ ، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ، لبنان.

78 ـ كتاب اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع، أبو الحسن الأشعري ، تصحيح وتقديم وتعليق: د. حمودة غرابة، المكتبة الأزهرية للتراث ، القاهرة ، مصر.

79 ـ اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية، جمال الدين مقداد بن عبد اللّه الأسدي السيوري الحلّي، تحقيق: السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي، الطبعة الثانية ، 1422هـ ، مكتب


الصفحة 424

الإعلام الإسلامي .

80 ـ مبادئ العربية، رشيد الشرتوني، (4ج)، الطبعة الحادية عشر، 1375هـ ش، مؤسسة انتشارات دار العلم ، قم ، إيران .

81 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ، الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي، (10 أجزاء في 5 مجلدات) ، الطبعة السادسة، 1421هـ ، انتشارات ناصر خسرو.

82 ـ محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين من العلماء والحكماء والمتكلّمين ، فخر الدين الرازي، راجعه وقدّم له: طه عبد الرؤوف سعد ، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، مصر ، ضمن سلسلة من تراث الرازي (4 ).

83 ـ معجم الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري، تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي ، الطبعة الأُولى، 1412هـ ، جامعة المدرسين ، قم ، إيران .

84 ـ مقالات الإسلامين واختلاف المصلين ، الشيخ أبو الحسن الأشعري ، تصحيح: هلموت رُيتر، الطبعة الثالثة ، 1400هـ ، النشرات الإسلامية .

85 ـ المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة، جمع وتحقيق: د. عبد الإله بن سلمان الأحمدي (2ج)، الطبعة الثانية ، 1416هـ ، دار طيبة للنشر والتوزيع ، الرياض ، المملكة العربية السعودية.

86 ـ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي، تحقيق: مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) لإحياء التراث، الطبعة الأُولى ، 1408هـ ، قم، إيران .

87 ـ المسلك في أصول الدين ، نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد الحلّي ، تحقيق: رضا الأستادي، الطبعة الأُولى ، 1414هـ ، مجمع البحوث الإسلامية ، مشهد ، إيران .

88 ـ المصطلحات الإسلامية، السيّد مرتضى العسكري، جمع وتنظيم: سليم الحسني، الطبعة الأُولى ، 1418هـ ، كلية أصول الدين، بيروت ، لبنان .

89 ـ معاني الأخبار ، الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي حسين بن بابويه القمي، تحقيق: علي أكبر الغفاري، الطبعة الرابعة، 1418هـ ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم ، إيران .

90 ـ معارف القرآن في معرفة اللّه ، محمّد تقي المصباح، تعريب: محمّد عبد المنعم الخاقاني، الطبعة الأُولى ، 1404، دار الهادي للمطبوعات ، قم، إيران .


الصفحة 425

91 ـ المعجم الوسيط ، قام بإخراجه: إبراهيم مصطفى ، أحمد حسن الزيّات ، حامد عبد القادر، محمّد علي النجار، مجمع اللغة العربية ، الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث ، 1410هـ ـ 1989، دار الدعوة ، مؤسسة الثقافية للتأليف والطباعة والنشر والتوزيع ، اسطنبول ، تركيا.

92 ـ مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، ابن قيم الجوزية، الطبعة الأُولى ، 1419هـ ، دار الكتب العلمية، بيروت ، لبنان .

93 ـ مفاهيم القرآن ، جعفر السبحاني، الطبعة الأُولى ، 1412هـ ، مؤسسة الإمام الصادق(عليه السلام)، قم ، إيران .

94 ـ الملل والنحل ، أبو الفتح محمّد بن عبد الكريم الشهرستاني، تحقيق: محمّد سيد كيلاني، (مجلدين) ، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ، لبنان .

95 ـ مناهج اليقين في أصول الدين، العلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي ، تحقيق: محمّد رضا الأنصاري القمي، الطبعة الأُولى ، 1416هـ ، الناشر: المحقّق ، مطبعة ماران ، قم ، إيران.

96 ـ من العقيدة إلى الثورة، د. حسن حنفي، سلسلة موقفنا من التراث القديم ، الطبعة الأُولى ، 1988، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت ، لبنان .

97 ـ المنقذ من التقليد (2ج)، الشيخ سديد الدين محمود الحمصي الرازي (المتوفي أوائل القرن السابع) ، الطبعة الأُولى ، 1412هـ ، تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة .

98 ـ من لا يحضره الفقيه، أبو جعفر الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، تحقيق: حسن الموسوي الخرسان، الطبعة الخامسة، 1410هـ ، دار الكتب الإسلامية .

99 ـ منهاج السنة النبوية، أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (ابن تيمية) تحقيق: محمّد رشاد سالم ، دار أحد .

100 ـ كتاب المواقف للقاضي عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي بشرح الشريف علي ابن محمّد الجرجاني، تحقيق: د. عبد الرحمن عمير، 3ج ، الطبعة الأُولى ، 1417هـ ، دار الجيل ، بيروت، لبنان .

101 ـ الميزان في تفسير القرآن ، العلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي، الطبعة الخامسة، 1412هـ ، مؤسسة إسماعيليان ، قم ، إيران .


الصفحة 426

102 ـ الياقوت في علم الكلام، أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت، تحقيق وتقديم: علي أكبر ضيائي، الطبعة الأُولى ، 1413هـ ، مكتبة السيد المرعشي النجفي العامة، قم ، إيران .

103 ـ اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر، الشيخ عبد الوهاب الشعراني، الطبعة الأُولى ، 1418هـ ، دار إحياء التراث العربي، بيروت ، لبنان .

104 ـ النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر. العلاّمة أبو منصور جمال الدين الحسن بن يوسف الحلّي ، شرح: الفقيه الفاضل المقداد السيوري، الطبعة الثانية ، 1417هـ ، دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان .

105 ـ النكت الاعتقادية، الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري المفيد ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ج10، الطبعة الأُولى ، 1413هـ ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد .

106 ـ نهج البلاغة ، وهو مجموعة ما اختاره الشريف أبو الحسن محمّد الرضي بن الحسن الموسوي من كلام أمير المؤمنين أبي الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، ضبط نصّه وابتكر فهارسه العلمية: د. صبحي الصالح ، الطبعة الأُولى ، 1415هـ ، دار الأسوة للطباعة والنشر .

107 ـ نهج الحقّ وكشف الصدق، العلاّمة الحسن بن يوسف المطهّر الحلّي، تعليق: الشيخ عين اللّه الحسني، الطبعة الأُولى ، 1407هـ ، مؤسسة دار الهجرة، قم، إيران .

108 ـ هداية الأمة إلى معارف الأئمة، نظم وشرح: الشيخ أبو جعفر محمّد جواد بن المحسن الخراساني (ت: 1397) ، الطبعة الأُولى ، 1416هـ ، مؤسسة البعثة ، قم، إيران .

109 ـ وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، الفقيه المحدّث الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي، تحقيق: مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) لإحياء التراث ، الطبعة الثانية ، 1414هـ ، قم ، إيران .

فهرس المطالب / تحميل الكتاب

فهرس المطالب

zip pdf doc